الأزمة الأخيرة بين الأندية وبين الاتحاد البحريني لكرة القدم بخصوص تفريغ اللاعبين لمعسكرات طويلة للمنتخب تضر باستعدادات الأندية للموسم ولمشاركاتها الخارجية لا شك في أنها أزمة تأسيسية لتغيير مفاهيم الرياضة في البلاد.
فتسيير الأنشطة الرياضية لم يعد تسييراً داخلياً فقط، وإنما هو مرتبط بروزنامة عمل دولية وبقوانين وتشريعات وضعتها الاتحادات العالمية بعد دراسات مستفيضة ومشاكل وعقبات كثيرة وصولا لما نحن عليه اليوم.
لذلك فإن محاولتنا المستمرة تجاوز هذه القوانين والاستمرار بنمط العمل القديم والتقليدي لم تعد ذات جدوى وتضعنا في الكثير من المطبات، كما أنها أثبتت فشلها وتأثيرها السلبي على اللاعب المحلي.
المعسكرات الطويلة للمنتخبات انقرضت تقريبا من العالم وحتى في دول الخليج العربي فمنتخبات مثل السعودية والإمارات وقطر بدأت تعمل وفق نظام الاتحاد الدولي (الفيفا) ولا تقيم تجمعات لمنتخباتها إلا في الأيام المسموحة دولياً، ودورياتها كذلك باتت مرتبطة بالروزنامة الدولية.
إعداد اللاعب فنيا يجب أن يكون في الأندية وليس في المنتخبات، فالنادي هو المسئول عن لياقة اللاعب وتطوير قدراته الفنية والمنتخبات تستفيد من اللاعبين الجاهزين لإقامة تجمعات قصيرة ولعب مباريات رسمية أو ودية مبرمجة سلفاً.
لا يمكن أن نستمر بمنهجية عمل خارج العصر ونحول منتخباتنا إلى أندية تعد وتعسكر وتمتلك فريقين (أساسي واحتياط) ولاعبين لا يذوقون الملعب وتتأثر مستوياتهم الفنية كثيرا بالابتعاد الطويل عن أجواء المنافسات.
صحيح أن الاتحادات المحلية لديها حجة قوية تتمثل في ضعف الاعداد البدني والفني لدى بعض الأندية وعدم قدرتها على تجهيز اللاعب بالشكل المطلوب لخوض المباريات الدولية مع المنتخبات، ولكن ذلك راجع لضعف المنظومة الرياضية في البلاد التي هي من تحتاج إلى دعم واستثمار بدل الاستثمار في المعسكرات الخارجية الطويلة ذات المردود الوقتي.
الاستثمار في إعداد المنظومة الرياضية في الأندية أجدى وأنفع للرياضة البحرينية عموما، كما أنه متوافق مع أرقى ما توصل إليه العقل البشري حول العالم.
فهذا الاستثمار لا يذهب سدى بانتهاء هذه البطولة أو تلك وإنما هو استثمار للحاضر والمستقبل، فمتى ما امتلكت الأندية القدرات الفنية واللوجستية اللازمة فمعنى ذلك الاستمرارية في توفير أفضل اللاعبين للمنتخبات.
يجب أن نحدد بالفعل موقعنا من الرياضة العالمية ومن مفاهيم كثيرة باتت بحاجة إلى تغيير ومواكبة للمفاهيم الدولية ومن أبرز هذه المفاهيم تحديد العلاقة بين الأندية والمنتخبات.
المعسكرات الطويلة يجب أن تنتهي على صعيد منتخباتنا ويجب الاكتفاء بدلاً منها بأندية قوية وبدوريات منتظمة ومباريات مجدولة تمكن من بروز اللاعبين المميزين.
العلاقة بين المحلي والدولي لم تعد مشكلة فقط على صعيد لعبة كرة القدم، وإنما هي باتت قضية جدلية في الرياضة البحرينية عموماً تحتاج إلى حسم سريع من أجل أن نتمكن من السير في خضم المتغيرات المتسارعة.
اتحاد السلة مثلاً هو الآخر يجب عليه تحديد خياراته لجهة تماشي قوانينه المحلية مع القوانين الدولية فنحن بتنا في هذا العالم في قرية كونية واحدة ولم يعد من الصحيح أو المعقول أن نعيش منعزلين عن هذا العالم.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 4735 - الإثنين 24 أغسطس 2015م الموافق 10 ذي القعدة 1436هـ
مقال جميل
نظرة جيدة . يجب التركز اولآ على الاندية. و ليكن ذلك بعد التصفيات
الحل الذي وضعة الاتحاد البحريني يخدمه في المقام الاول و لا يخدم الاندية.