قامت إدارة الأوقاف الجعفرية بتصميم محراب جديد وفق هندسة إسلامية بديعة لمسجد الرفيع بالبلاد القديم، وقد أعيد حجر المحراب الأثري إلى موضعه الأصلي، ويعد ثاني مسجد بني في البحرين بعد مسجد الخميس، ويعود عمر المحراب التاريخي إلى مئات السنين.

إلى ذلك، قال رئيس الأوقاف الجعفرية الشيخ محسن العصفور، خلال فعالية أقيمت بمناسبة تدشين إعادة الحجر التاريخي لمحراب المسجد أمس الاثنين (24 أغسطس/ آب 2015) بالبلاد القديم، إن «إنجاز مشروع إعادة المحراب الأثري لمحراب مسجد جمالة، هو ثمرة تعاون وشراكة بين الأهالي وإدارة الأوقاف الجعفرية، والمتمثل في إعادة الحجر التاريخي لمسجد الرفيع، بعد أن قيَّض له الحاج عبدالله السعيد أحد جيران المسجد، حيث التقط حطام المحراب الأثري من بين ركام أطلال المسجد بعد هدمه، والذي تذكر المصادر أنه كان ثاني مسجد بني في البحرين بعد المشهد ذي المنارتين (مسجد الخميس)، شاكرين جميع مَن تعاون لتحقيق هذا الإنجاز الذي نأمل أن يكون باكورة لإنجازات أكبر لحفظ موروثاتنا التي تشكل بحق كنوزاً زاخرة لا تقدَّر بثمن».

استحداث وحدة البحث التاريخي والآثار بـ «الأوقاف»

«الجعفرية» تعيد الحجر التاريخي لمحراب مسجد الرفيع بالبلاد القديم

البلاد القديم - حسين الوسطي

قامت إدارة الأوقاف الجعفرية بإعادة الحجر التاريخي لمحراب مسجد الرفيع في البلاد القديم، والذي يعد ثاني مسجد بني في البحرين بعد مسجد الخميس، ويعود عمر المحراب التاريخي إلى مئات السنين.

جاء ذلك خلال فعالية أقيمت بمناسبة تدشين إعادة الحجر لمحراب المسجد، حضرها رئيس ومسئولو الأوقاف الجعفرية صباح أمس الإثنين (24 أغسطس/ آب 2015) في المسجد الواقع بمنطقة البلاد القديم.

من جانبه، قال رئيس الأوقاف الجعفرية الشيخ محسن العصفور في كلمة له إن «إنجاز مشروع إعادة المحراب الأثري لمحراب مسجد جمالة، هو ثمرة تعاون وشراكة بين الأهالي وإدارة الأوقاف الجعفرية، والمتمثل في إعادة الحجر التاريخي لمسجد الرفيع في البلاد القديم، بعد أن قيظ له الحاج عبدالله السعيد أحد جيران المسجد، حيث التقط حطام المحراب الأثري من بين ركام أطلال المسجد بعد هدمه، والذي تذكر المصادر أنه كان ثاني مسجد بني في البحرين بعد المشهد ذي المنارتين (مسجد الخميس)، شاكرين جميع من تعاون لتحقيق هذا الإنجاز الذي نأمل أن يكون باكورة لإنجازات أكبر لحفظ موروثاتنا التي تشكل بحق كنوزاً زاخرة لا تقدر بثمن».

ونوّه إلى أنه «يتشاطر كل أبناء هذه الأرض مسئولية حفظ التراث الديني والوطني الذي شيّدته ودشنته وأسسته همم الأجداد سواءً على الصعيد الرسمي أو الأهلي الفردي أو الجماعي، وما تقوم به إدارة الأوقاف الجعفرية يدخل في صميم اختصاصها وضمن مسئولياتها التي تضطلع بها في هذا الجانب، وقد بادرت خصوصاً ضمن توجهات المجلس الفعلي لإدارتها إلى العديد من الخطوات الجادة الرامية إلى حفظ التراث والموروث الديني الذي يعبر ويعكس مدى تجذر وأصالة ارتباط أهل البحرين بالإسلام منذ الصدر الأول».

وذكر العصفور «تم التركيز في تطوير الهيكل الوظيفي لإدارة الأوقاف الجعفرية على الاهتمام بهذا الجانب، وتم لأول مرة استحداث وحدة البحث التاريخي والآثار علاوة على وحدة الفن المعماري الإسلامي وتضم الوحدتان نخبة من المهرة المتمرسين في حقليهما»، مضيفاً «وقد وضعنا خطة طموحة لتوظيف كل طاقات وحدة العمارة الإسلامية لإضفاء جمال فنون الزخرفة الإسلامية وإبداعاتها في جميع الجوامع والمساجد والمآتم لاسيما التاريخية منها بقدر الإمكان على أن تتواصل تباعاً في جميع مناطق المملكة».

وأشار «لا يقتصر إحياء التراث الديني على رصد الحركة المعمارية الإسلامية فقد كان هناك ما هو أهم منه وهو الحركة العلمية والنتاج العلمي لعلماء البحرين على امتداد قرون العهد الإسلامي المجيد لهذه الأرض الطيبة المعطاءة، وهناك جهود مضنية بذلناها على امتداد ثلاثة عقود لجمع تراث علماء البحرين العلمي من الدول المجاورة».

وتابع «تمكنا ولله الحمد من جلب ما يزيد على الألف وخمسمئة مصورة لمخطوطات مصنفاتهم النفيسة في شتى علوم المعرفة الإنسانية والإسلامية جمعناها تحت سقف واحد بعد سنوات متمادية من البعثرة والشتات والتي نأمل أن تشكل قاعدة لإحيائها بالتحقيق والنشر وجعلها في متناول الجميع لتكون مشاعل هداية وإلهام للصحوة العلمية والحضارية في المنطقة».

إلى ذلك، تحدث الباحث الحاج عبدالله السعيد (الرجل الذي احتفظ بحجر المحراب لسنوات طويلة بعد هدم المسجد) عن مراحل تطور بناء المسجد، قائلاً «المسجد الرفيع، هو المسجد الثاني بعد المشهد ذي المنارتين، وقد بُني متزامناً وبناء المشهد وبفارق بضع سنين، وقد أطلق عليه سابقاً اسم مسجد الرافعية، ثم مسجد الشيخ جمال وهو أحد أجداد مؤلف كتاب أنوار البدرين، وبعدها مسجد جمّالة، وفي الوقت الحاضر يطلق عليه اسم المسجد الرفيع».

وأشار السعيد مخاطباً رئيس الأوقاف «سماحة الشيخ، لقد أنجزتم ما عجز عنه الآخرون، فبرز محراب المسجد في أبهى حلة وأجمل صورة، بعد أن طاله التخريب، فأصبح الآن تحفة جميلة تسرّ الناظرين، فإلى المزيد من أعمال الخير، وفقكم الله لعمارة المساجد والمآتم والمقابر والمعالم الإسلامية».

وأثنى على جهود الأوقاف في ترميم محراب المسجد، وقال «باسم أهالي البلاد القديم، نهديكم جميعاً أزكى التحايا وأعطرها، وها نحن وأنتم قد وقفنا سوية نسجل تذكاراً لترميم محراب المسجد».

من جانبه، اعتبر الكاتب بصحيفة «الوسط»، عقيل ميرزا أن «الإنجاز الذي تحقق لإعادة الحجر الأثري لموضعه الأصلي، يعود فضله بعد الله إلى الحاج عبدالله السعيد الذي انتشل تلك الأحجار من تحت الأنقاض ليحتفظ بها سنوات طويلة، فضلاً عن الجهود المضنية التي قامت بها الأوقاف الجعفرية بعد أن تجاوبت سريعاً مع مقال كنت قد كتبته بشأنه»، وواصل «سعدتُ كثيراً بعد أن تلقيت اتصالات عديدة من إدارة الأوقاف الجعفرية بعد نشر المقال، وخصوصاً التجاوب السريع لرئيسها الشيخ محسن العصفور الذي بادر بالاتصال شخصياً، واعداً بمتابعة الموضوع في أقرب وقت واتخاذ اللازم بشأنه لإعادة الحجر إلى موضعه الأصلي».