على درب الخسائر الفادحة التي تكبدتها أسواق المال والنفط في العالم في تداولات نهاية الاسبوع الماضي، شهدت الأسواق الخليجية في اكبر تراجع لها في 2015 لتمحو مكاسبها كافة واكثر من 50 مليار دولار من قيمتها السوقية في تداولات أمس الأحد (23 أغسطس/ آب 2015) الذي اطلق عليه المحللون "الاحد الاسود"، وذلك بحسب صحيفة "السياسة".
وفيما قاد سوق دبي المالي الاسواق المتراجعة بخسارة 6.9 في المئة من قيمة مؤشره محت بورصة الكويت جميع مكاسبها حتى ديسمبر/ كانون الأول 2012 بعد ان هبط مؤشرها 2.36 في المئة الى 5090.49 نقطة متكبدا 600 مليون دينار (1.98 مليار دولار) من القيمة السوقية للاسهم المدرجة، ليصل اجمالي ما فقدته خلال 52 اسبوعا من اعلى نقطة بلغها المؤشر نحو 1761.32 نقطة.
وكان من اللافت استهلال الاسواق كافة بما فيها "العربية" تداولات امس بتراجع جماعي حاد الا انها تمكنت من تقليص الخسائر بمعدلات كبيرة وسط عمليات بيع محمومة على وقع الازمة الصينية وتداعياتها في تراجع اسعار النفط واسواق المال وبث حالة من القلق حيال معدل نمو الاقتصاد العالمي.
وأنهى السوق السعودي تداولات امس متراجعا 6.8 في المئة تكبد بموجبها 549.5 نقطة ليرتفع حجم خسائر القيمة السوقية لشركاته المدرجة نحو 32 مليار دولار، ويصل اجمالي ما فقده المؤشر من اعلى نقطة بلغها في 9 سبتمبر 2014 نحو 3933.67 نقطة.
وفي الامارات تعمقت خسائر البورصتين فتكبد دبي 258.36 نقطة مقابل تسجيل ابوظبي اكبر تراجع في تداولات 2015 ب¯ 5 في المئة ليرتفع اجمالي خسائر القيمة السوقية للشركات الاماراتية الى 41.86 مليار درهم تعادل نحو 11.39 مليار دولار، و تراجع معدل نمو سوق الإمارات العام في 2015 والذي لامس من قبل نسبة 10 في المئة ليتحول الى نمو سلبي ب¯ 4،04 في المئة.
وفي الدوحة اغلق المؤشر على 10750 نقطة بعد تراجعه 5.25 في المئة ليزيد من حجم خسائره مقارنة باعلى نقطة بلغها خلال 52 اسبوعا الى 3600 نقطة.
ومقابل تسجيل مؤشر البحرين اقل معدل تراجع ب¯ 0.37 في المئة خسرت بورصة مسقط 2.94 في المئة من قيمتها و179.14 نقطة.
وكانت البورصات العربية انضمت الى الاسواق الناشئة في خسائرها ليصل اجمالي ما تكبدته منذ اول العام إلى 13 في المئة، وتصدرت السوق المصرية الخسائر العربية امس بنحو 15.4 مليار جنيه تعادل نحو ملياري دولار ليصل اجمالي خسائرها من الاحد الماضي حتى يوم امس 56.44 مليار جنيه بعد تراجع امس البالغ 5.4 في المئة.
وإزاء استمرار تداعيات الازمة الصينية وتراجع النفط يجمع غير محلل على هشاشة البورصات الخليجية وضعفها وغياب محفزاتها وصناع السوق وهو ما يرشحها الى تكبد المزيد من الخسائر في تداولات اليوم إذا استمر التراجع اسيويا في بداية جلساتها.