قال سكان يمنيون أمس الأحد (23 أغسطس/ آب 2015) إن متشددي تنظيم «القاعدة» سيطروا على منطقة بغرب مدينة عدن اليمنية الساحلية الليلة قبل الماضية، وذلك في مؤشر جديد على أن الجماعة تكتسب مزيداً من القوة من الحرب الأهلية المستمرة منذ خمسة أشهر.
ويمثل دخول تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» (فرع القاعدة باليمن)، عدن التي كانت يوماً أحد أكثر موانئ العالم ازدحاماً وأكثر مدن اليمن تمتعاً بالاستقرار، واحداً من أكبر مكاسبه حتى الآن.
وقال أحد السكان لـ «رويترز»: «عشرات من عناصر القاعدة يجوبون الشوارع ويحملون أسلحتهم بحرية تامة في عدد من المناطق في التواهي. في الوقت نفسه رفع آخرون راية القاعدة السوداء فوق مبان حكومية منها المبنى الإداري بالميناء». إلا أن مسئولا في الميناء قال إن راية كانت مرفوعة على بوابة مجمع الميناء.
وقالت وكالة أنباء الإمارات أمس إن القوات الإماراتية في عدن حررت رهينة بريطانياً كان التنظيم يحتجزه.
وأضافت الوكالة أن الرهينة الذي ذكر مصدر بالشرطة اليمنية في وقت سابق أنه يعمل بقطاع النفط واختطف في فبراير/ شباط 2014 نقل إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي على متن طائرة عسكرية الليلة قبل الماضية.
وقال مسئول يمني إن إنقاذ الرهينة جرى بالقرب من قاعدة عسكرية كبيرة شمال غربي عدن. ويقول سكان إن عناصر «القاعدة» لهم وجود بالمنطقة. وأكدت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان، أن الرهينة «حررته القوات الإماراتية في عملية للمخابرات العسكرية» وأنه «في أمان وبخير». وهوّن نائب وزير الداخلية اليمني، اللواء علي ناصر لخشع من شأن الخطر الذي يشكله المسلحون على أحياء مدينة عدن.
وقال دون الخوض في التفاصيل إن ما يحدث هناك يتعلق بثلة من المسلحين الخارجين على القانون ممن لا يشكلون أي خطر على مدينة عدن وإن سلوكهم يبيّن أنهم لا ينتمون لـ «القاعدة» وإنهم يسعون إلى تحقيق أغراض نفعية ضيقة.
وعلى بُعد مئات الكيلومترات من عدن وفي مدينة المكلا الساحلية المطلة على بحر العرب قال سكان ومسئولون محليون إن أربعة من متشددي «القاعدة» (وهم سعوديان ويمني وأفغاني) قتلوا في هجوم يشتبه بأن طائرة أميركية بلا طيار قد نفذته.
من جانب آخر، أعلنت المقاومة الشعبية اليمنية، مساء أمس، سيطرتها على مواقع جديدة كانت في قبضة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح بمحافظة تعز وسط اليمن.
وقال الناطق الرسمي باسم المقاومة في تعز، رشاد الشرعبي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن «المقاومة مسنودة بالجيش الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي سيطرت على منطقة الحبيل غرب المدينة وتمركزت في موقع يطل على عمد والحصب والزنقل ونصبت نقطة على خط الحبيل». واستعادت المقاومة الشعبية مناطق شمال نقطة الربيعي على خط تعز الحديدة والمخاء وتمركزت في موقعين هناك.
في غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات بين المقاومة الشعبية والحوثيين المدعومين بقوات صالح في حي الكمب ومحيط القصر الجمهوري، بحسب الشرعبي، مشيراً إلى أن 42 من عناصر الحوثيين وقوات صالح لقوا مصرعهم وأصيب 51 آخرون فضلاً عن تدمير أربع دوريات تابعة لهم.
العدد 4734 - الأحد 23 أغسطس 2015م الموافق 09 ذي القعدة 1436هـ