دعا الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو كافة القوى السياسية في البلاد اليوم الأحد (23 أغسطس/ آب 2015) للوقوف وراء خططه من أجل إجراء تعديل دستوري يهدف الى إنهاء الصراع مع الانفصاليين في الشرق وهزيمة من وصفه "بالمعتدي الروسي".
واستغل بوروشينكو مراسم لرفع العلم في كييف عشية عيد الاستقلال ليوجه رسالة واضحة إلى حلفائه في الائتلاف للتغلب على شكوكهم والتصويت لصالح تعديلات دستورية تسمح بوضع خاص للمناطق التي تميل للانفصال بشرق أوكرانيا.
وتطرح التعديلات المقترحة على البرلمان للتصويت عليها للمرة الأولى في 31 اغسطس/ آب وقد أثارت انقسامات داخل الائتلاف الموالي للغرب وليس واضحا ما إذا كانت الحكومة ستتمكن من حشد 226 صوتا لازمة للموافقة عليه.
ويقع عدد من الشركاء في الائتلاف تحت ضغط خاصة من الجماعات المسلحة المتشددة المعارضة لتقديم أي تنازلات للانفصاليين المدعومين من روسيا الذين سيطروا على مساحات كبيرة من الأراضي في الشرق.
وفي إشارة الى إراقة الدماء الأوكرانية في الشرق على أيدي "المعتدي الروسي" قال "دعوتي المباشرة لكافة القوى السياسية هي في المقام الأول لمن هم معا في الائتلاف البرلماني ليتحدوا معا الآن من أجل أوكرانيا."
ومن بين الالتزامات التي تعهدت أوكرانيا بتنفيذها خلال محادثات السلام في مينسك بروسيا البيضاء في فبراير/ شباط السماح بنوع من "اللامركزية" لإعطاء المناطق الانفصالية المزيد من الحقوق لإدارة شؤونها. وشاركت أوكرانيا في المحادثات إلى جانب روسيا والمانيا وفرنسا وانتهت باتفاق لوقف إطلاق النار.
ويجتمع بوروشينكو مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند غدا الاثنين في برلين ويرجح أن يطلعهما على ما فعله حتى الآن لتنفيذ اتفاق مينسك الذي يشمل إجراء انتخابات محلية في الشرق.
وحشدت السلطات الأوكرانية أعدادا هائلة من رجال الشرطة والقوات التابعة لوزارة الداخلية لتعزيز الأمن خلال عطلة نهاية الاسبوع ويوم عيد الاستقلال نفسه غدا الاثنين اذ تشهد كييف مسيرة للجنود الذين يخدمون على الجبهة.
وقتل أكثر من 6500 شخص بينهم مئات المدنيين في الصراع. وحمل الانفصاليون المؤيدون لروسيا السلاح في الشرق بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها في مارس/ آذار 2014 ردا على الإطاحة بالرئيس المدعوم من موسكو فيكتور يانوكوفيتش بعد احتجاجات في شوارع كييف قبل ذلك بشهر.
وسحب الجانبان كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة من منطقة الصراع تنفيذا لاتفاق مينسك لكن الاشتباكات المتفرقة لا تزال تزهق الأرواح يوميا.
وقال متحدث باسم جيش كييف اليوم الأحد إن جنديا أوكرانيا قتل وأصيب أربعة آخرون خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في معارك غربي مدينة دونيتسك التي يسيطر عليها الانفصاليون. ويتبادل الجانبان اللوم في انتهاك وقف إطلاق النار.
وقال بوروشينكو خلال تجمع عسكري أمس السبت إن من المرجح أن يستمر الضغط من روسيا والانفصاليين الذين تدعمهم لعقود.