مع اشتداد حرارة صيف هذا العام، إلا أن المواطنين الخليجيين يستبشرون خيراً بطلوع نجم «سهيل» يوم الإثنين المقبل (24 أغسطس/ آب 2015)، ففيه تبدأ مرحلة انخفاض الحرارة وتغيُّر الطقس منذ بزوغ النجم حتى دخول موسم «الوسمي».

ويقول أستاذ الفيزياء التطبيقية بجامعة البحرين ونائب رئيس الجمعية الفلكية البحرينية وهيب عيسى الناصر إن نجم سهيل سيخرج في سماء البحرين في فجر يوم الاثنين 24 أغسطس من جهة الجنوب، حيث يتزامن طلوع سهيل مع دخول طالع الطرف وهو 24 أغسطس حتى 5 سبتمبر/ أيلول، وهما نجمان نيّران في برج الأسد يمثلان عيني الأسد لذلك سمي الطالع بـ «سهيل»، وكان العرب يقولون في طالع الطرفة «إذا طلعت الطرفة بكرت الخرفة وكثرت الطرفة وهانت للضيف الكلفة».

وبيّن الناصر أن نجم سهيل هو نجم عملاق مقارنة بالشمس وهو أكثر حيوية من الشمس، وهو من القدر –0.63 وقطره 65 مرة قطر الشمس، وكتلته 10 مرات كتلة الشمس، وهو أقوى إشعاعاً من الشمس بنحو 15000 مرة، ويستغرق الضوء ليصل لنا مدة 310 سنوات أرضية، وقد أطلق العرب هذا الاسم على النجم في القرن السابع من قبل المصريين. وسهيل تعني السهل والوضوح واللمعان واللين والوسامة.

وأوضح أن موسم سهيل يبدأ في 24 أغسطس وينتهي في 15 أكتوبر/ تشرين الأول، وتدخل فيه الطوالع الطرف، والجبهة، والزبرة، والصرفة، وجميعها في برج الأسد، وهو من النجوم الجنوبية، ومن أهم وألمع نجوم السماء، وثاني ألمع نجم بعد الشعرى اليمانية، وهو يقابل النجم الشمالي (الياه).

ويستبشر أهل الخليج بطلوع سهيل، لأنه إشعار بانقضاء أكثر الفترات حرارة في هذا العام وهي فترة طلوع طالع النثرة أو الكليبين أو الكلبين أو المحلف وهي الفترة من 11 أغسطس حتى 23 أغسطس، إذ تتميز بالحرارة الشديدة والرطوبة إلى درجة أن الجمال لا تحن للماء إلا في هذه الفترة، وتجد المواشي لا تفارق أماكنها المظللة ويخلو الحليب من المواشي المدرة للحليب. وقال العرب إذا طلع سهيل لا تأمن السيل، وتلمس التمر بالليل، وبرد آخر الليل.

ويصادف طلوع نجم سهيل دخول طالع الطرف (الفترة من 24 أغسطس حتى 5 سبتمبر) وهو موسم يكثر فيه سمك الصافي والربيب والبدح واللحلاح وفيه تحرث الأرض وتبذر الأشجار والشجيرات وتزرع فيه البقول والخضار وفيه تهب رياح الكوس أو الرياح الجنوبية الحارة والمشبعة بالرطوبة.

وقال إنه مع طلوع سهيل تهب رياح خفيفة جنوبية شرقية يبرد الليل نسبياً، وتبدأ الحرارة تنخفض تدريجياً لتصل العظمى إلى 38 مئوية، والصغرى 29 مئوية، بينما الرطوبة تكون عالية.

وأشار إلى أنه مع ظهور سهيل يقترن بالحوادث الفصلية مثل أن تنكسر حدة الحرارة، أي حرارة مياه الخزانات تكون نسبيا معتدلة عند الظهيرة، يفيء الظل بعد أن كان شبه معدوم خلال فصل الصيف عند الظهيرة، يبدأ طول الليل وقصر النهار فيبرد آخر الليل، تهب ريح الجنوب الرطبة فتخفف من لهيب الهواء الساخن الجاف في الصحارى الخليجية العربية، تميل الشمس ناحية الجنوب بعد أن كانت عمودية في فصل الصيف، أي يزداد الظل، بداية موسم الرطب الجديد وانتهاء ادخار التمر الحويل، تحس المواشي بالراحة فتدر اللبن، تختلط فيه جميع الطيور المهاجرة، لذا هو موسم جيد للصيد عند الصقارين، أحيانا تهب فيه الرياح الشمالية الباردة التي تخفف من رياح السموم، يقل ارتفاع الشمس عند صلاة الظهر من أقصى ارتفاع لها في ذروة الصيف، في بداياته تبقى درجات الحرارة مرتفعة، ونسبة الرطوبة على السواحل عالية، ما يتسبب في الإرهاق والكسل لدى الإنسان (وعكات سهيل) بحيث يصل استهلاك الكهرباء في البحرين (ودول الخليج تقريبا) إلى الذروة حوالي 4000 ميغاوات في مملكة البحرين، تزداد الحرارة الظاهرية مع انخفاض الحرارة الحقيقية وقد تصل إلى 54 درجة مئوية في البحرين.

ومن جهته، قال مدير إدارة الأرصاد الجوية بوزارة المواصلات والاتصالات عادل دهام إن منطقة الشرق الاوسط وبعض دول العالم شهدت العام الجاري ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة وذلك بسبب البشر والتقدم الصناعي (الاحتباس الحراري) بالإضافة الى التغييرات التي تحدث على سطح الشمس، مبيناً أن خبراء الأرصاد في العالم، سجلوا قياسات جديدة لدرجات الحرارة هذا العام في حين لم تفاجئ تلك الأرقام الكثير من العلماء حيث أكدوا أن العام الجاري يشهد اكبر نسبة ارتفاع في درجات الحرارة عبر التاريخ.

وأضاف أن الطقس كان خلال الشهر الجاري حارا بوجه عام أما الرياح فكانت متقلبة الاتجاه خفيفة السرعة عموماً شرقية تؤدي إلى ارتفاع في درجات الحرارة ونسب الرطوبة حيث تصل درجة الحرارة الظاهرية إلى 54 درجة مئوية وتؤدي إلى الإرهاق الحراري، مشيراً إلى أن متوسط درجات الحرارة العظمى للشهر الجاري تبلغ 38 درجة مئوية والصغرى تبلغ 30.5 درجة مئوية.

وأكد، دهام في تصريح خاص لـ «بنا» أن درجات الحرارة سوف تبدأ في الانخفاض التدريجي بسبب ميلان الشمس في شهر سبتمبر المقبل وكذلك قصر ساعات النهار أما الرياح السائدة فستكون خفيفة متقلبة الاتجاه، موضحاً أن متوسط درجات الحرارة العظمى ستبلغ 36.5 درجة مئوية والصغرى تبلغ 28.6 درجة مئوية.

واشار الى ان شهر أكتوبر/ تشرين الأول سيكون نقطة انتقال فصل الصيف الى فصل الشتاء حيث تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض ويبدأ عبور المنخفضات الجوية في أواخر شهر أكتوبر وتتهيأ الظروف لهطول الأمطار، أما الرياح السائدة فهي خفيفة ومتقلبة الاتجاه ولكنها قوية احياناً بسبب مرور المنخفضات الجوية، مضيفاً أن متوسط درجات الحرارة العظمى لشهر أكتوبر تبلغ 33.1 درجة مئوية والصغرى تبلغ 25.5 درجة مئوية.