قبيل إعادته إلى الحبس مؤخراً، أطلق الأمين العام السابق لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) إبراهيم شريف، وصيته للوعديين، مطالباً من خلالها بقياس مستوى شعبية الجمعية في محافظة المحرق، وذلك للوقوف على حقيقة تراجع هذه الشعبية في مسقط رأس «وعد» وعمقها التاريخي.
وفي الوقت الذي يؤكد فيه ناشطون سياسيون من المحرق، بعضهم من داخل «وعد»، حقيقة تراجع شعبية الجمعية هناك، يرد الأمين العام للجمعية رضي الموسوي على ذلك بالقول: «شعبيتنا في المحرق لم تتراجع بالمعنى النسبي، وقياساتنا في ذلك واضحة». «الوسط»، تفتح ملف «شعبية وعد في المحرق» على مصراعيه، مستعينةً في ذلك بالرأي والرأي الآخر للإضاءة على زوايا الملف المتشعبة.
المحرق - محمد العلوي
قبيل إعادته للحبس مؤخراً، أطلق الأمين العام السابق لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) إبراهيم شريف، وصيته للوعديين، مطالباً من خلالها بقياس مستوى شعبية الجمعية في محافظة المحرق، وذلك للوقوف على حقيقة تراجع هذه الشعبية في مسقط رأس «وعد» وعمقها التاريخي.
وفي الوقت الذي يؤكد فيه ناشطون سياسيون من المحرق، بعضهم من داخل «وعد»، على حقيقة تراجع شعبية الجمعية هناك، يرد الأمين العام للجمعية رضي الموسوي على ذلك بالقول «شعبيتنا في المحرق لم تتراجع بالمعنى النسبي، وقياساتنا في ذلك واضحة»، وأضاف «أما الحديث عن قياس الجماهيرية، فنحن نرى صعوبة القيام بذلك في ظل أجواء سياسية وأمنية غير صحية».
«الوسط»، تفتح ملف «شعبية وعد في المحرق» على مصراعيه، مستعينةً في ذلك بالرأي والرأي الآخر للإضاءة على زوايا الملف المتشعبة.
ناشطون لـ «وعد»: عزلتك واقع... والنصائح التالية للخروج منها
أجمع ناشطون سياسيون، من داخل «وعد» ومن أصدقائها، على أن عزلة الجمعية في محافظة المحرق، واقع يتوجب الإقرار به، والعمل بعد ذلك على معالجته.
وقدم الناشطون، ما يشبه «الروشتة» أو النصائح لـ «وعد» «من أجل استعادة مكانتها لدى قلوب المحرقيين»، على حد تعبيرهم.
شمل ذلك، تجديد القيادات والطرح، تفعيل شعار المراجعة، الارتباط بالجمهور، عدم التقوقع، إعادة النظر والتواصل بشكل جيد مع أهالي المحرق من خلال فرعها، فتح النقاش بشأن ذلك مع الأهالي، والاستماع لرأيهم حيال موقف «وعد» السياسي.
ناشط محرقي: شعبية «وعد» كادت أن تتلاشى
ناشط محرقي، فضل عدم الإفصاح عن اسمه، تحدث لـ «الوسط»، عن شعبية «وعد» اليوم في المحرق، فقال «بسبب أحداث فبراير/ شباط 2011، تأثرت هذه الشعبية كثيراً، وكادت أن تتلاشى، فدور الجمعية في الاحتجاجات آنذاك والموقف الرافض لها من قبل غالبية أهل المحرق، أبعد «وعد» عن أذهان وعيون أهل المحرق، والذين رأوا أن الجمعية باتت تسير بتبعية عمياء خلف جمعية الوفاق»، مضيفاً «بناء على ذلك، لا أعتقد أن لـ «وعد» اليوم، مكانة لدى القاعدة الشعبية في المحرق».
وعن توصيفه لطبيعة هذه العلاقة، قال «أعتقد أنها أقرب للخصومة، فصحيح أن شخصيات «وعد» وبعض وجوهها البارزة، مازال مرحباً بهم في مجالس المحرق، وذلك بسبب طبيعة أهل المحرق التسامحية، لكن ومن خلال تواجدي في بعض المجالس التي تحضر فيها هذه الشخصيات، يكون النقد تجاه الجمعية لاذعاً جداً، ويتركز حول تبعيتها لـ «الوفاق»، وعدم اهتمامها بأبناء المحرق، والحوارات بشأن ذلك دائماً ما تكون ساخنة، ورغم محاولات «وعد» الدفاع عن نفسها بالإمكانيات المتاحة، إلا أنها تصطدم بعدم قناعة الشارع المحرقي بتبريرات الجمعية، حتى أن الأمين العام السابق إبراهيم شريف، قوبل في الزيارات الأخيرة التي قام بها لعدد من مجالس عراد والحد، بانتقاد شديد من قبل بعض رواد هذه المجالس».
رغم ذلك، رأى هذا الناشط أن الفرصة لاتزال سانحة أمام الوعديين لإصلاح ما أفسده الدهر، ويضيف «الإمكانية متاحة لأية قوة سياسية في تجاوز الأزمات التي تمر بها، لكن ذلك يتطلب جهداً كبيراً من قبل قيادات هذه القوة»، وتابع «الحاجة ماسة للتغيير في الوجوه، فالبحرين صغيرة والشخصيات السياسية معروفة بين الناس، وأول شيء يرفضه الناس هو الوجه القديم، وهذا بدوره يتطلب وجود وجوه جديدة تنزل للساحة».
وأردف «طلب التغيير ليس منحصراً في وجوه الشخوص فقط وإنما يتعدى ذلك ليطال وجه الطرح، بمعنى أن يتم تبني مواضيع تكون أقرب لما يدور في أذهان الرأي العام داخل المحرق، وهذا الأمر يتطلب جهداً كبيراً وقد سمعنا من قبل طرح المعارضة الخاص بالمراجعة، وشرارة ذلك ما قالته القيادية في «وعد» منيرة فخرو في لقاء صحافي، لكنني لا أرى حتى الآن أي تفعيل لهذا الطرح، فالوضع لايزال كما هو والاختلاف إن وجد فهو بسيط جداً، ويقتصر على نبذ العنف وإدانته من قبل المعارضة وهي بلا شك خطوة إيجابية».
ونوه إلى أن «وعد» لن تستطيع استعادة مكانتها في المحرق مادامت البحرين محصورة في قصتين أو مزاجين، وعقب «في أية قضية قلما يجتمع الرأي العام المعارض مع نظيره الموالي، فدائماً هنالك قصتين وكأننا نتحدث عن عالمين مختلفين، فما يحرك الرأي العام هنا يختلف كثيراً عمّا يحرك الرأي العام هناك، وفي حال استمرت لـ «وعد»، بالانشغال بالرأي العام داخل المعارضة، دون الموالاة، فلا أعتقد أنها ستتمكن من استرداد شعبيتها، إلا إذا تجاوزت ذلك».
البنعلي: نشاط «وعد» في المحرق شبه معدوم... والتراجعات عامة
بدوره، أدلى الأمين العام لجمعية الوسط العربي الإسلامي أحمد البنعلي، بدلوه، مشيراً إلى أن «الحديث عن شعبية جمعية «وعد» في المحرق يمكن تناوله من عدة جوانب، فبداية علينا الإقرار بأن الجمعيات السياسية جميعها نالها نصيب من التراجع في السنوات الأخيرة، أما «وعد»، فإننا نؤكد على أنها تعاني من شبه توقف في المحرق، ونشاطها شبه معدوم».
وذكر أن «وعد» تشترك مع بقية الجمعيات في التراجع، لكنها في المحرق تعاني من تراجع كبير، وبحسب قراءتي فإن هذا التراجع لا يقتصر على المحرق بل يطال مناطق أخرى كأم الحصم.
وعن أسباب ذلك، قال «من بين الأسباب، أن أداء «وعد» لم يكن في الفترة الأخيرة يتلاقى مع الطموحات الشعبية، حتى بدت في الفترة جمعية شبه خاصة، ولم تكن تملك القرار المستقل الحقيقي»، معبراً عن أمانيه بأن تعود «وعد» لما يتناسب مع تاريخها.
وأضاف «لا أستثني من الحديث عن التراجعات أية جمعية بما في ذلك جمعية الوسط العربي الإسلامي، فالتوجه القومي حورب لفترة طويلة وهذا أثر على أصحاب هذا التوجه، فخلال نحو عقدين حورب هذا التوجه من قبل الأفكار المتطرفة نظير تبنيه للفكر السلمي الوسطي، وقبالة ذلك وجدت الأفكار الأخرى المتطرفة الأرضية الرسمية المناسبة لنموها، ما أدى إلى استقواء هذه الأفكار على حساب الفكر القومي».
واستدرك «الفكر القومي لم يتراجع شعبياً وإنما تراجع «عملياتياً»، بمعنى أن أصحاب التوجه القومي لم يتمكنوا عملياً من ممارسة العمل السياسي بالصورة المناسبة لوجود هذا التوجه في الصعيد الشعبي».
بجانب ذلك، تحدث البنعلي عن معاناة تواجهها الجمعيات السياسية بصورة عامة، موضحاً أنها «لاتزال ترزح تحت ضغط رسمي، وهذا بدوره أثر على إنتاج العمل السياسي وقدرة الجمعيات السياسية على التناغم مع التوجه الشعبي، ما أدى للتأثير سلباً على أداء هذه الجمعيات».
وعمّا إذا كان بمقدور التيارات القومية لعب دور «بيضة القبان» في الاستقطاب الطائفي، قال «نحن أمام متضادين، فإذا قلنا إن الفكر القومي يحمل الفكر السلمي الوسطي فإن الفكر الطائفي، وهنا نتحدث بصورة عامة ونعني من يرفع راية الدين والدين منهم براء، يحمل تطرف العنف بالنسبة للعمل السياسي».
وبيّن أن الفكر الطائفي، في السنوات الأخيرة، ارتقى على حساب الطموحات الشعبية وعلى حساب الفكر القومي، ووجد البيئة المناسبة والفاسدة لنمو هذا التطرف، على العكس من الفترة التي كان الفكر القومي فيها هو السائد.
ورداً على إمكانية التعويل على القوميين، قال البنعلي «القوميون حالهم حال التيارات الأخرى، يواجهون عزوفاً مجتمعياً عن العمل السياسي، والتعويل على الفكر القومي يأتي بسبب تمثيله للطموح الشعبي الحقيقي على المستوى العربي، وهذا يدفعنا للتأكيد على حاجة التيارات القومية للقيادات الشبابية، لتحمل الراية إذ لا يمكن التعويل على الأجيال المستهلكة، وفي حال أراد هذا الفكر تبوء المكانة التي يستحقها يجب أن يعتمد أولاً على الشباب وأن يراجع أداءه مراجعة حقيقية طوال السنوات الماضية كما يجب عليه أن لا يعتمد على شخصيات معينة، بل يجب أن يرتبط بصورة أكبر بالجمهور، ويجب ألا يتعالى القوميون على الجماهير الشعبية، وألا يتقوقعوا في بوتقة الثقافة التي يعتقدون أنهم وصلوا إليها».
وفيما إذا كانت الساحة البحرينية بحاجة لمشروع قومي موحد، قال «يبدو هذا صعباً في ظل الترسبات المتراكمة التي حدثت للفكر القومي منذ 30 عاماً، والبديل هو مشروع قومي يجمع جميع التيارات القومية المتباينة، بما في ذلك البعثيون والناصريون وغيرهم، ويمكن لهذه التيارات الالتقاء حول أهداف وطنية وشعبية عليا على مستوى الوطن العربي بعيداً عن ترسبات العقود الثلاثة».
الصبحي: على «وعد» استعادة هويتها الحقيقية
أما الناشط السياسي عبدالحكيم الصبحي، فرأى أن الحديث عن تراجع شعبية «وعد» في المحرق، واقع، والسبب في ذلك عدة عوامل، منها غياب النضج المجتمعي لتقييم المواقف السياسية بصورة موضوعية، وضعف التواصل مع الجماهير.
أضاف «نشاط فرع وعد في المحرق تراجع عمّا كان عليه في السابق، ولا يجد حراكه التفاعل المجتمعي المطلوب، وعليها أن تنظر لدور الفرع قبل الأزمة، حيث كان يقدم البرامج ويجد التفاعل الجيد من الجماهير أو الناس، أما الآن، فإن التواجد منحصر على أعضاء الجمعية»، وتابع «مما لاشك أن الفرع يعاني من عزلة جماهيرية، ويكفي أن نجري مقارنة بين جماهيره قبل الأزمة السياسية وبعدها لنتأكد من ذلك».
رغم ذلك، نوه الصبحي إلى إمكانية معالجة هذه العزلة، لافتاً إلى أن المسألة مرتبطة بالوضع السياسي المأزوم، والذي أحدث انقسام طائفي ومجتمعي حاد، فالأمور مرتبطة ببعضها البعض، ولو تمت حلحلة في الأزمة لتعزز التواصل، واستمرار الأزمة والانقسام الطائفي مستمر فسيبقى الحال على ما هو عليه.
بموازاة ذلك، قال الصبحي: إن «ما هو معروف أن مرجعية جمعية «وعد» ليست دينية، لكنك حين تأتي لمواقفها ترى انسجاماً مع جمعية تختلف عنها كلياً من الناحية الايديولوجية، والناس ترى في ذلك يمثل انتهازية»، وشدد على حاجة «وعد» لاستعادة هويتها الحقيقية، بما يهيئ لها استعادة مكانتها لدى أهل المحرق.
كما تطرق الصبحي إلى أهمية التواصل، مؤكداً على أن ذلك يجب أن يكون من جميع الجمعيات وصولاً للعمل على معالجة حالة الاحتقان المذهبي، وعقب «جميعنا في بلد واحد ولا يمكن لطرف المطالبة بمطالب مصيرية، فيما الطرف الآخر يراها خطراً عليه، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف للانقسام المجتمعي»، ودعا كل طرف لتقييم مواقفه للخروج من حالة الاحتقان.
في الإطار ذاته، أشار إلى أن على «وعد» أن تعيد النظر وأن تتواصل بشكل جيد مع أهالي المحرق من خلال فرعها المحافظة، وأن تفتح النقاش بشأن ذلك وجهاً لوجه مع الجماهير، من أجل إيضاح موقفهم السياسي والاستماع لرأي أهالي المحرق في موقفهم السياسي.
امتدح «قومية» المحرقيين... وأكد أن دراسة الشعبية تتطلب أجواء صحية
الموسوي لـ «الوسط»: لا عزلة في المحرق... ونحتاج لمرحلة جديدة
دافع الأمين العام لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) رضي الموسوي، عن أوضاع الجمعية في محافظة المحرق، ممتدحاً أداء فرع الجمعية هناك، نافياً أن يكون هذا الفرع يعاني من عزلة أو خمول، ومقراً في الوقت ذاته بمعاناة الجمعية في المحافظة الشمالية التي قال إن «أعضاء «وعد» هنالك يفترض بهم أن يكونوا أضعاف ما هم عليه اليوم».
بجانب ذلك، أشاد الموسوي في حواره مع «الوسط»، بالحس القومي لأهل المحرق، مستذكراً مواقفهم إبان عقد الخمسينات، واستدرك «الآن قد تتغير المعادلة السياسية، لكن كل هذا لا يغير من أصالة المعدن بشيء، فعندما يصقل هذا المعدن يرجع بريقه كما كان وأكثر»، على حد وصفه.
وحيال مطالبات من داخل «وعد»، باستعادة الهوية القومية للجمعية، قال «المراجعة عملية مستمرة، لكننا نقول إن من يطالب بذلك فهو محق، فنحن بحاجة للمزيد من المراجعات وذلك يشمل كل مواقفنا ونشاطاتنا طوال الـ 14 سنة الماضية، كما أننا نحتاج لأن نؤسس لمرحلة جديدة».
وفيما يلي نص الحوار:
طالب الأمين العام السابق لـ «وعد» إبراهيم شريف، بدراسة تراجع شعبية الجمعية في المحرق، والوقوف على أسباب ذلك، فهل بدأتم في تنفيذ ذلك؟
- لم يتحدث شريف في جوابه عن تراجع، وإنما عن الحاجة لدراسة حجم شعبية «وعد» في المحرق، ونحن نعتقد أن إنجاز ذلك بحاجة لحالة استقرار سياسي، بحيث يتمكن الناس من الاختيار واتخاذ المواقف دون محاسبة أو تضييق.
والأجواء التي نعيشها حالياً، هي أجواء غير صحية لقياس مدى شعبية «وعد» أو غيرها من الجمعيات، فالأمر ينطبق على الجميع. عملياً، يمكن الحديث عن قياس جزء من الحالة، وانطلاقاً من ذلك نعتقد أن شعبيتنا لم تتراجع بالمعنى النسبي، وقياساتنا في ذلك واضحة، فأي معيار للقياس يجب ان يقرأ ويفهم، ويجب أن يكون محسوساً.
المعيار الموجود أمامنا الآن هو عدد أعضاء الجمعية، وبالنسبة لـ «وعد» فإنها ووفق المؤتمرين الأخيرين، على الأقل، والمنعقدين في 2012 و2014، وهذا بالمناسبة ما تعتد به وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف، فإننا كجمعية نأتي في المرتبة الثانية بالنسبة للجمعيات السياسية على الإطلاق وذلك بحكم المعيار الخاص بعدد أعضاء الجمعية الذين يحضرون المؤتمرات العامة، فخلال مؤتمر 2012 حضر 303 عضوات، وفي 2014 حضر 323 عضواً، ومقارنة بالجمعيات الأخرى نأتي في المرتبة الثانية من حيث عدد أعضائنا الحاضرين في المؤتمر.
ولكن حديثنا يختص بالعمق الجماهيري، ولا يقتصر على الأعضاء المسجلين رسمياً.
- ما ذكرناه، له علاقة بالعمق الجماهيري، فنحن نبحث عن معيار قياس يقترب من العلمية ومحسوس ويمكن قياسه.
أما الآن، فإن الأوضاع السياسية والأمنية في البلد غير صحية وبالتالي نحن نطالب بتبريد الساحة الأمنية وانفراج سياسي، وصولاً للحصول على عمل سياسي حر لا يحاسب الشخص فيه على نشاطه أو تصريحاته العلنية السلمية.
ومن الجيد الإشارة هنا إلى أن محافظة المحرق، وخلال مؤتمرات الجمعية، تحتفظ بنصيب الأسد في الحضور، وهذا ما سجله مؤتمرا 2012 و2014، والقياس يتم بهذه الطريقة، تماماً كما حصل في انتخابات 2010 والتي يمكن اعتبارها مقياساً للجماهيرية، وعلى العكس من ذلك انتخابات 2014 والتي قاطعتها الجمعية، وبسبب ذلك انتفى مقياس الجمعية.
البعض قد يعتبر حديثك هذا «مكابرة»...
- أولاً أهل المحرق وأهل البحرين جميعهم أهلنا، ونحن لا نفرق بين منطقة وأخرى، انطلاقاً من كوننا تنظيماً سياسياً عابر للطوائف، والانتماء للمذهب أو الطائفة لا يمثل مقياساً لديه.
أما ثانياً، فإننا نؤكد أن أي تنظيم عابر للطوائف ملزم بالتواجد في مختلف المناطق، ومطالب بدراسة تواجده في هذه المناطق، وفي حال وجد ضعف في هذا التواجد، عليه العمل على معالجته.
وفي الحديث عن شعبية «وعد»، سيفاجأ البعض بقولنا إننا نعاني ضعفاً في المحافظة الشمالية، وليس في المحرق، وحديثي هنا يطال عدد الأعضاء وليس الموقف السياسي العام، كما أن حديثنا يتكئ على المقاييس المحسوسة.
فمنذ التأسيس، ونحن نعاني من أن أعضاءنا في «الشمالية» يفترض أن يكونوا أضعاف ما هم عليه الآن، غير أن تواجدنا أكثر في «المحافظة الوسطى» قبل أن يتم توزيعها على 3 محافظات، وكذلك لدينا تواجد في العاصمة.
ولكن حديثنا يقتصر على المحرق، يأتي بسبب خصوصيتها بالنسبة لـ «وعد»، إذ تمثل لها مسقط الرأس والعمق التاريخي...
- عطفاً على الاجتماع التأسيسي للجمعية المنعقد في أبريل/ نيسان 2001، في منزل المرحوم عبدالرحمن النعيمي في منطقة عراد بالمحرق، نستطيع القول إن الفكرة ولدت هناك ولكن التأسيس تم في العاصمة، تحديداً في نادي العروبة.
وبالنسبة العمق التاريخي، فالمحرق كانت بالفعل هي المبادرة منذ العام 1923 أيام عبدالوهاب الزياني وما بعده، وأيام هيئة الاتحاد الوطني، حيث كانت الحركة القومية في المحرق حركة قوية ومتماسكة وعميقة، فالانتماء القومي لأهالي المحرق محسوس، وليس أدل على ذلك من موقفهم لحظة توقف الزعيم جمال عبدالناصر في مطار البحرين، وهو في طريقه في الخمسينات للمشاركة في مؤتمر دول عدم الانحياز، حيث توجه أهالي المحرق بعد سماعهم بذلك، للمطار جرياً على الأقدام حين حطت طائرة عبدالناصر.
هذا المثال وغيره، يعبر عن أصالة معدن هؤلاء الناس ويعبر عن عمق انتمائهم الوطني والقومي، كما يؤكد أن الحركات السياسية التي تمتد حتى الخمسينات، كانت تعرف من المحرق بشكل رئيسي مع الاحترام لبقية المناطق، إذ لا يمكن تجاهل مناطق أخرى من بينها المنامة وشارع البديع...
لكن المحرق احتفظت بدور مركزي في هذه العملية، والآن قد تتغير المعادلة السياسية في بعض الأحيان ويتحول الاهتمام وتتحول بعض المواقف، لكن كل هذا لا يغير من أصالة المعدن شيئاً، فعندما يصقل هذا المعدن يرجع بريقه كما كان وأكثر.
هل تريد بهذا أن تؤكد قدرتكم على استعادة مكانة «وعد» في قلوب أهل المحرق؟
- نحن في المحرق موجودون بين أهالينا وبين ناسنا ولدينا مقر في المحرق، نمارس فيه نشاطنا، ونمارس فيه عملنا وبالتالي المحرق جزء من وطننا العزيز.
وما هو تقييمكم لأداء فرع «وعد» في المحرق؟
- هذا الفرع وكما يعلم الجميع، تعرض في 2011 لاعتداءات متكررة وكثيرة، وهو الآن ينشط بدرجة أكبر، ومن خلاله نقدم أنشطة اجتماعية وثقافية وسياسية وحتى رياضية، بحسب طبيعة الفترة والمرحلة.
هل أنتم راضون عن أداء هذا الفرع؟
- في العمل السياسي لا وجود لرضا كامل، إذ نبقى بحاجة للمزيد من الجهود، ونحن نقول لأهلنا في المحرق بمن فيهم أعضاؤنا وأصدقاؤنا وجميع أهل المحرق، نحن جزء أصيل منكم وأنتم جزء أصيل من هذا الوطن.
وكيف ترد على من يقول إن هذا الفرع يعاني من عزلة وخمول؟
- من يعاني من خمول لا ينظم دورات، فنحن في شهر رمضان الفائت افتتحنا دورة رياضية وانهالت الفرق المشاركة، وكذلك لدينا ندوات وفعاليات.
والسؤال الآن: كيف لجمعية معارضة أن تمارس دورها في المحرق، بحيث تكون محاصرة، وأنا أعتقد أن ذلك جزء من العمل السياسي، فصحيح أن هنالك صعوبة في عملنا في المحرق لكن هذه الصعوبة لا تعني خمولاً بل بالعكس تعني أن هنالك أعضاء وأصدقاء مخلصين يمارسون نشاطهم بكل طاقتهم ونطلب منهم المزيد، ونعتقد أن وطننا سيخرج من محنته ولحظتها ستكون مكانة وعد في المحرق أكثر جماهيرية.
هل أنتم قادرون على الوصول للناس في المحرق؟
- نحن موجودون مع الناس، ونحضر كأعضاء وقيادات بشكل دائم في مختلف مجالس المحرق والتي هي عنوان للنشاط الثقافي والسياسي. نحن موجودون في الغالبية الساحقة من المجالس و «وعد» هي نكهة هذه المجالس، بمعنى أن لها موقفها ووزنها كجمعية.
وكيف ترد على تراجع حصة المحرق في قيادات «وعد»؟
- هذه المعلومة غير صحيحة، فلدينا في المكتب السياسي وفي اللجنة المركزية عناصر رئيسية وكثيرة من المحرق.
وفي نهاية المطاف، نحن لا نقيس الأمور بهذه الطريقة، حيث يتطلب ممن يرغب في تقدم الصفوف أن يأخذ مواقع متقدمة في التنظيم، والتقدم يأتي بناء على النشاط لا المناطقية. وحسابياً، فإن أبناء المحرق لهم نصيب وافر في الهيئات القيادية للتنظيم.
لدينا مطالبات من داخل «وعد» بضرورة قيام الجمعية بوقفة مراجعة لحصيلة السنوات الـ 14 الفائتة، بما في ذلك عنوان استعادة الهوية القومية، كيف ترد؟
- في الشأن القومي، بوصلتنا على هذا المستوى هي فلسطين، ولا أعتقد أن أحداً قادر على المزايدة علينا في ذلك.
أما المراجعة فهي عملية مستمرة لدينا منذ التأسيس، فمؤتمراتنا التي تعقد بانتظام كل سنتين هي محطات، وبين كل مؤتمرين نعقد دورات مراجعة ودورات حزبية لمراجعة الكثير من المواقف.
ورغم ذلك، فإننا نقول إن من يطالب بذلك فهو محق، فنحن بحاجة للمزيد من المراجعات وذلك يشمل كل مواقفنا ونشاطاتنا طوال الـ 14 سنة الماضية.
كما إننا نحتاج لأن نؤسس لمرحلة جديدة، لكننا في الوقت نفسه نؤكد على عدم تركنا لعملية التقييم، انطلاقاً من إيماننا بأن مسألة التقييم والنقد الذاتي تشكل عنصراً رئيسياً لتطور التنظيم، ونحن نمارس هذه العملية باستمرار.
هل ستشمل المراجعات، المطالبات الموجهة لـ «وعد» بإعادة تموضعها قبالة التيار الديني في البحرين؟
- لسنا في خصومة مع التيار الديني في البحرين، فنحن نرفع شعار الدين لله والوطن للجميع، من يحاسبنا يوم القيامة رب العالمين وليس البشر، وبالتالي فإن العلاقة بين الإنسان وخالقه تكون مباشرة ولا يحتاج رب العالمين لوسطاء.
والمسألة الرئيسية التي نود الإشارة إليها، أننا مطالبون بالتركيز بشكل أساس في نشاطنا على مسألة الوحدة الوطنية، فبلداننا خلال السنوات الماضية ونتيجة لتداعيات المنطقة تعاني جراء التفكير الطائفي الموجود في المنطقة والبحرين، ومواجهة ذلك يتطلب جهداً كبيراً من الجميع دينيين وغير دينيين، بأن يمارسوا جهودهم بشكل كبير وبشكل مضنٍ لتخليص بلادنا من الطائفية، والتي هي فتنة يجب أن تبقى نائمة، وملعون من يوقظها.
العدد 4733 - السبت 22 أغسطس 2015م الموافق 08 ذي القعدة 1436هـ
نعم هناك تراجع
هناك تراجع في جمعيتكم راجع لبعض الاعضاء الذين سرقوا رغيف الفقراء في .....................................وسرقوا أموال الدولة على حساب الناس بحجة أنهم مناضلين
هبتكم انتهت
الناس الان وعت وفهمت توجهاتكم اللادينيه فلفظتكم وتركتكم
الناس الان ولله الحمد تعلم علم اليقين ومقتنعه ان الذي لا يستند على اسا ديني لا قيمة له
بو محمد
للأسف البعض يرجع تراجع الجمعية في المحرق وعند ناس المحرق لتبعية هذه الفئة للحكومة ... يمكن هذا عند البعض منهم ولكن السبب الحقيقي تبعية وعد لجمعية الوفاق و ما يحس به اهالي المحرق من توجهات جمعية الوفاق لنسأل انفسنا اليست جمعية وعد امتداد لجبهة تحرير البحرين والخليج ايام الستينات والسبعينات وكيف كان اهلي البحرين وخصوصاً اهالي المحرق مرتبطين ومؤيدين لتوجهات هذه الجبهة برغم اختلاف معتقداتهم فمنهم من كان له ارتباط قوي بالدين ومنهم غير ذلك ولكنهم اجمعوا بتأييدهم للجبهة ولكم ان تبحثوا عن الاسباب
في المحرق او في غيرها، و لوعد و لغيرها..
المسوا حاجات الناس الاساسية حتى تصلوا لقلوبهم، اذهبوا للناس و المسوا احتياجاتهم حتى تعودوا
تراجع الشعبية له حكاية
عندما يقال أن وعد تراجعت شعبيتها نتيجة لتبعيتها للوفاق فيه تجني كبير على الجمعيتين معا.. فعندما يتوافقان على أن هناك خلل سياسي في بنية السياسة التي تمس الشأن الداخلي من فساد ومحسوبية وطائفية وتمييز وتجنيس ...الخ هل يسمى هذا تبعية!السبب الجوهري أن وعد وقفت مع صوت الضمير سنة 2011 م.... ووقفت مع مطالب أبناء البحرين المخلصين في مطالبهم العادلة ولذلك نزلت عليها اللعنات ولو طبلو مع المطبلين لترتفع راية وعد وشاهدنا لها نواب ومسؤولين ووزراء.هذه الحكاية
الكذب مب زين
انتو تعرفون ليش طلعتوا لا تقعد تغير الكلام الحين
بحراني محايد
لايك
اين كان واين اصبح
بعد ان كانت وعد معقلها المحرق بلا منازع علي زمان المرحوم عبدالرحمن النعيمي اصبحت الان خارج مدينة المحرق واصبح المقر الذي يعج بالمئات اصبح خالي وشبه اطلال ،،وطبعآ السبب معروف للجميع . واعتقد بأن المقر سيغلق ابوابه في المستقبل .
ابو حسين
الحق ان يوجد اخطاء عند المعارضة ولكن مع الاسف الشديد ان اكثر الجماعة
الطرف الاخر ليس مع العدالة الاجماعية وعدم التميز والتهميش الاخرين بمبررات
المفروض ان يقبل الاخرين او يكون خونة وعملاء يجب يكون مقاييس المواطنة
الحقيقي لجميع من واجبات وحقوق هل يقبلون بذلك بعيدا الطائفية والعنصرية
والعائلية وان اشك بدلك مع الاسف