واصلت سيئول وبيونغ يانغ أمس السبت (22 أغسطس/ آب 2015) مفاوضات على أعلى مستوى بهدف إيجاد حل للأزمة التي أوصلت البلدين إلى شفير نزاع مسلح.
واللقاء ينظم في بلدة بانمونغوم الحدودية بعيد انتهاء مهلة الإنذار الذي وجهته كوريا الشمالية وهددت الجنوب بـ «حرب شاملة» في حال لم توقف الحملات الدعائية عبر البث بمكبرات الصوت.
وجلس إلى طاولة المفاوضات أربعة مسئولين بينهم عن الجنوب مستشار شئون الأمن القومي كيم كوان جيم وعن الشمال نائب رئيس لجنة الدفاع الوطنية هوانغ بيونغ سو الذي يعتبر الرجل الثاني في النظام.
وكانت القوات الكورية الجنوبية وضعت في حالة تأهب قصوى أمس (السبت) بعدما هددت كوريا الشمالية بشن حربها.
وقالت كوريا الشمالية إن قواتها على الحدود أصبحت في وضع «التسلح الكامل والاستعداد للقتال» مع انتهاء المهلة المحددة.
وقال مصدر في الجيش الكوري الجنوبي أمس (السبت) إن الجيش الكوري الشمالي نشر مدافع داخل المنطقة المنزوعة السلاح، وفقاً لما ذكره تقرير إخباري.
ونسبت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية إلى مصدر عسكري القول إن الجيش الكوري الجنوبي يرصد عن كثب التطورات في الجانب الكوري الشمالي من خلال وسائل الرقابة مثل طائرات بدون طيار.
من جانبه، أعلن قصر الرئاسة في كوريا الجنوبية (البيت الأزرق) أمس أن سيئول مستعدة للرد على أية استفزازات أخرى من كوريا الشمالية، وذلك مع اقتراب انتهاء أجل إنذار لكوريا الجنوبية بوقف البث الدعائي ضد بيونغ يانغ بحلول ساعة متأخرة من بعد ظهر أمس (بتوقيت بيونغ يانغ) وإلا واجهت عملاً عسكريّاً.
وزادت حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية بعد تبادل لإطلاق قذائف المدفعية يوم الخميس الماضي، ما دفع الأمم المتحدة والولايات المتحدة والصين الحليف الرئيسي الوحيد لبيونغ يانغ إلى توجيه نداءات بالهدوء.
وقال نائب وزير الدفاع الكوري الجنوبي بايك سيونغ جو أمس الأول (الجمعة) إن حكومته تتوقع إطلاق كوريا الشمالية النار على بعض من المواقع التي وضعت فيها سيئول مكبرات صوت وعددها 11 موقعاً.
وقال مصدر عسكري لوكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أمس إن هناك علامات على أن الجيش الكوري الشمالي يتأهب لشن هجوم على مكبرات الصوت، إذ قام بنقل قطع مدفعية إلى مناطق قريبة من الحدود. وقالت وزارة الدفاع إنها تتحرى عن صحة هذا النبأ.
وقالت متحدثة لـ «رويترز» إن «البيت الأزرق يتابع الموقف بهدوء وهو مستعد للرد بقوة على أي استفزازات إضافية».
وكثيراً ما تبادلت الكوريتان التهديدات على مدى سنوات وقُتل عشرات الجنود في اشتباكات لكن الجانبين يتراجعان دائما عن الدخول في حرب شاملة. ويتوقع محللون أن تخمد هذه الأزمة في نهاية الأمر.
لكن هذا التوتر يمثل ضربة لجهود رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي لتحسين العلاقات بين سيئول وبيونغ يانغ التي جُمدت بشكل فعلي منذ غرق سفينة حربية كورية جنوبية في 2010. وتنفي كوريا الشمالية تورطها في ذلك.
العدد 4733 - السبت 22 أغسطس 2015م الموافق 08 ذي القعدة 1436هـ