قبل 20 عاماً أطلقت شركة «مايكروسوفت» نظام «ويندوز95» ليصطف المستخدمون في طوابير طويلة، من أجل شراء نسخة منه.
لكن اليوم، ومع إطلاق الشركة للنسخة الجديدة من نظام تشغيلها «ويندوز10»، قررت طرحه مجاناً للمستخدمين، من دون طوابير أو انتظار.
ويبدو أن «مايكروسوفت» بدأت التخلي عن طريقتها التقليدية التي تخلت عنها كبريات شركات التكنولوجيا هذه الأيام، فلا يوجد الآن من يشتري نظام تشغيل، إنه عصر البرمجيات المفتوحة المصدر، والمنصات المجانية.
وهدف «مايكروسوفت» الأساسي هو توسيع نطاق المستخدمين، في ظل التراجع الملحوظ لسوق أجهزة سطح المكتب (بي سي)، ونمو سوق الهواتف الذكية، ووجود شركات مثل «آبل» التي تقدم نظام تشغيلها مجاناً لمستخدميها.
وتراهن الشركة على زيادة عدد المستخدمين لنظامها، لتشجيع المطورين كي ينتجوا تطبيقات تعمل على كل أجهزة «مايكروسوفت» من هواتف وحواسب لوحية وحتى منصة الألعاب «إكس بوكس»، ومنصة الواقع الافتراضي «هولولينس».
ومثل «آبل»، قدمت «مايكروسوفت» فكرة «فريميوم موديل» وهي تقديم المنتج الأساسي مجاناً وتحقيق الأرباح من الخدمات المرافقة.
ولن تلجأ «مايكروسوفت» إلى الإعلانات مثل «غوغل» و«فايسبوك» لجني الأرباح، لكنها تحاول ضمّ أكبر عدد من المستخدمين إلى نظام تشغيلها المجاني لتبيعهم تطبيقات يحتاجونها، إنه أشبه بما تفعله «إيفرنوت» و«دروب بوكس».
وأتاحت «مايكروسوفت» بعض تطبيقات «ويندوز» مجاناً على أجهزة «أندرويد» و«آي أو إس»، ما يدفع المستخدمين إلى ربط هواتفهم بأجهزة الحواسب خاصتهم التي تعمل بـ«ويندوز».
يُذكر أن سوق أجهزة الحواسب الشخصية شهد انخفاضاً متسارعاً خلال السنوات القليلة الماضية، يقابله ارتفاع انتشار استخدام الهواتف الذكية. وساهم «ويندوز8» في اتساع هذه الفجوة، خصوصاً بعد الواجهة الجديدة التي صدمت به «مايكروسوفت» مستخدميها من دون أي تدرج، ما جعلها تتراجع وتعيد زر «ابدأ».