في استطلاع أخير نشرته مجلة «العربي»، عن جزيرة تايوان، استوقفني الرقم 12118... وهو عدد براءات الاختراع الذي حصلت عليه تايوان في العام 2013. كما حصلت على المركز الثامن في مجال الابتكار وفق تقرير التنافسية العالمية لمنتدى الاقتصاد العالمي 2013/2014.
تايوان جزيرةٌ صغيرةٌ نسبياً، وتعيش بين نمورٍ اقتصادية نشيطة، ولا يتجاوز سكانها 23 مليوناً، ولها مشكلةٌ معلّقةٌ مع الصين، التي تعتبرها جزءًا من أراضيها، وتعترض على أية دولةٍ تقيم معها علاقات دبلوماسية. وبدأت المشكلة العام 1949، بعد وصول الشيوعيين إلى بكين بعد حرب أهلية دامت خمس سنوات، ولجوء الحكومة السابقة (حزب الكومنتانج) إلى الجزيرة لتتخذ تايبيه عاصمةً للصين «الوطنية» مقابل حكومة «الصين الشعبية»، أكبر دولة في العالم من ناحية السكان.
هذا الجزيرة تشغل الجبال نصف مساحتها، ومع ذلك استطاعت أن تقيم شبكة مواصلات سريعة وعملية، فضلاً عن إدارة تجربة تنموية وصناعية رائدة. فهي تمتلك مثلاً، ثالث أكبر شركة ماكينات حياكة في العالم، فضلاً عن منتجات الكريستال المستخدمة في صناعة الهواتف النقالة والحواسيب.
12118 براءة اختراع في عام واحد رقمٌ ضخمٌ بلاشك، خصوصاً أنه يتعلق ببلد تعداده 23 مليوناً. ماذا لو ذهبنا إلى البلد الأم (الصين)، ذات الـ 1.3 مليار نسمة، حيث تغزو العالم بصناعاتها ومنتجاتها التي تنافس الصناعات والمنتجات الأوروبية والأميركية في عقر دارهما؟
أبناء جيلي يذكرون حتماً كيف كانت سمعة المنتجات القادمة من تايوان. كانت رخيصةً و(تمشّي الحال)، ولم يكن أحدٌ يتكلّم أو يهتم كثيراً بـ«الجودة» في تلك الأيام. والكلام ينطبق أيضاً على منتجات جارتها اليابان، فالسيارات اليابانية في مطلع السبعينيات كانت مضرب المثل بالهشاشة، وكان الفخر لمن يمتلك سيارةً أميركيةً أو ألمانيةً، رموز الجودة والقوة والفخامة آنذاك. خلال ثلاثة عقودٍ فقط استطاعت شركات السيارات اليابانية أن تنافس نظريتها الأميركية وتتغلب عليها وتهزمها في عقر دارها، وتخرج بعضها من السوق.
12118 براءة اختراع لتايوان في 2013، فكم براءة اختراع حصلت عليها اليابان في ذلك العام؟ وكم براءة اختراع حصلت عليها كلٌّ من الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وروسيا، بل كم براءة اختراع حصلت عليها البرازيل والهند؟ بل كم براءة اختراع حصلت عليها الدول العربية جميعاً ومساحتها لا تزيد عن 22 في المئة من مساحة مصر؟ بل كم براءة اختراع حصلنا عليها خلال ستين عاماً بعد الاستقلال؟
شعوب العالم تنتج وتبدع، وتبتكر وتخترع، ونحن مازلنا نعيش في الماضي، مشغولين بشتم بعضنا بعضاً، ويتبارى خطباؤنا بالتنابز فيما بيننا، سنة وشيعة، وزيديين وأباضيين. ونقدّم للعالم أسوأ نموذجٍ لأمةٍ متخلفةٍ، لا تملك مشروعاً للنهضة، ولا للسياسة، ولا للاقتصاد، ولا لاحترام حقوق الإنسان. وحين خرجت الشعوب في 2011 للمطالبة باستعادة حقوقها وكرامتها، حوّلنا الربيع العربي إلى ربيع دموي، تُسفك فيه الدماء أنهاراً. وانتهى الأمر ببروز موجةٍ تكفيريةٍ من قلب القرون الوسطى، واستقطاب عشرات الآلاف من الإرهابيين لتشارك بدمويتها في سحق طموحات الشعوب، والتفنن في طرق الذبح والقتل واستعادة عصور الجواري والسبايا.
12118 براءة اختراع تايواني، دليلٌ آخر على أننا سنصبح قريباً خارج الجغرافيا... بعد أن أصبحنا فعلاً خارج التاريخ!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4731 - الخميس 20 أغسطس 2015م الموافق 06 ذي القعدة 1436هـ
الاختراع
للاسف الاختراع على القنابل والملتوف وفن تهريب الاسلحه والارهاب
نرهب
هكذا نتضهد شعوبنا ونقوم بالتمييز الطائفي ونستهدف الطائفة الأخرى من أجل أذلالها ونتتبعها من حرمانها من أي حق..
ونريده يكون عبد لا يتحرك عن الدفاع عن نفسه وأن تحرك قلنا أرهابي..
هذا الذي يخلق أنسان كما نقول بالعاميه عليي وعلى أعدائي
مع أننا نرفض ردات الفعل الحاصلة وندعو للسلمية في تحركاتنا..
ولسنا مسئولين عن الآخرين الذي لديهم خيار غير السلمية.
صح
كالقاعدة وداعش ومن أسس لها من داعميهم
11218 براءة اختراع
رقم عجيب. لازم نحفظه لكي نعرف مقدار تخلفنا هو ركب الحضارة.
وهل عندهم
اعتقالات بسبب تغريدة على تويتر؟
خسارة
خسارة على العرب انشغلو بقتل انفسهم بسبب المذاهب والله رزقهم بتروول فى اراضيهم وهو نعمة كبيرة لاكن سلمو ثرواتهم الى الكفار واستغلو الكفار هادى ثروات ونفدو خطتهم وهى الخطة الدمويه الشيطانيه لاراقة دماء المسلمين وبث الفتن خسارة على العرب تخلو عن رسول الله \\ص\\ واطاعوا الشيطان المشتكى لله والله اصبر الشعوووب البريئه
نحن نخترع ايضا: هل لديهم اساليب استجواب مثلنا
لدينا طرق اعتقال واستجواب بحيث يعترف المواطن بما لم يقترف، اليس هذا انجازا؟
امة خارج التاريخ
الشتم والسب وتكفير الاوادم.هذا ما فلحنا فيه فقط. خصوصا اليوم الجمعة حيث يتفنن بعض الخطباء الفلتة في شتم اصحاب المذاهب الاخرى
وجهة نظر
ممكن ياسيد الدعم الامريكي لتايوان ضد الصين وطبعا من خلال دعم الخليج لقتصاد تايوان...وسبب تأ خرنا هو نبني للاخرة
وجهة نظر
لا ننسى الدور الامريكي الداعم لتايوان لمواجهة الصين طبعا من خلال الخليج لدعم اقتصاد تايوان ....وعن سبب تأخرنا هو نبني للاخرة
التاريخ
شكرًا سيد للمقال ، نحن بالفعل خارج التاريخ ولا نملك سوي تاريخ قددددديم نتغني به ونتفاخر به فيما بيننا فقط ولن تجدنا الا نحن المسلمون العرب بالعكس من أقراننا المسلمون الغير عرب انظر الي أين وصلوا باقتصاد بلادهم ونحن مكانك سر للأسف !!