تتجه سفينة ركاب تقل مئات المهاجرين السوريين إلى البر الرئيسي في اليونان بعد مرورها بعدة جزر في بحر إيجه الأربعاء (19 أغسطس/ آب 2015) وسط حالة من الغموض بشأن وجهتها النهائية ومصير الركاب.
وتواجه اليونان التي تعاني من ضائقة مالية وأزمة اقتصادية موجة ضخمة من المهاجرين الذين وصلوا بزوارق من تركيا المجاورة في الاسابيع القليلة الماضية.
ونزل نحو 21 ألف شخص على شواطيء اليونان في الاسبوع الماضي وحدة مما دفع أثينا الى توجيه نداء الى شركائها في الاتحاد الاوروبي طلبا للمساعدة.
وقال وزير الحماية المدنية يانيس بانوسيس "من المؤكد انه إذا لم تتدخل الأمم المتحدة.. الاتحاد الأوروبي ... فإن اليونان سيكون لديها قنبلة موقوتة في مؤسساتها وعلى الجميع أن يدركوا ذلك."
وتقل السفينة التي استأجرتها الحكومة اليونانية أكثر من ألفي لاجيء سوري من جزر كوس وليروس وكاليمنوس وليسبوس وصلوا إليها على قوارب صغيرة مكتظة في الأسابيع القليلة الماضية.
وكان مسؤولون قالوا في البداية ان السفينة التي تحولت إلى مركز للمبيت وتسجيل الأسماء منذ الأحد الماضي تتجه إلى ميناء سالونيك.
لكن حرس السواحل قال في وقت لاحق ان السفينة تتجه الى أثينا حيث يتوقع ان تصل صباح غد الخميس.
وقال وزير الدولة أليكوس فلابوراريس "هذه ليست مشكلة اليونان أو دول الجنوب فحسب. هذه مشكلة أوروبا والعالم الذي سيضطر قريبا للتعامل مع هذه المشكلة."
وافتتحت السلطات اليونانية مؤخرا مركز استقبال جديدا في أثينا ونقلت إليه مهاجرين كانوا يقيمون في ظروف مزرية في حديقة عامة.
لكن المركز يستوعب 720 شخصا فقط ومن غير الواضح حتى الآن أين وكيف ستتم إعاشة هذا العدد الكبير من المهاجرين البالغ 2000 شخص.
جاء قرار توجيه السفينة الى أثينا في نهاية يوم من الغموض بشأن المكان الذي سيتم نقل المهاجرين اليه. وقالت السلطات في سالونيك في باديء الأمر أنها فوجئت بعد سماع الأنباء عن توجه السفينة الى الميناء.
ومما زاد من حالة الغموض ان رئيس شركة حافلات خاصة أبلغ وكالة أنباء أثينا بأن نحو عشر حافلات ستكون في الانتظار في ميناء سالونيك لنقل اللاجئين الى بلدة ادوميني على الحدود بين اليونان ومقدونيا.
وأصبح التسلل عبر مقدونيا سيرا على الاقدام مقصدا رئيسيا للاجئين الذين يحاولون الوصول بطريقة غير مشروعة الى دول شمال اوروبا الأفضل اقتصاديا.
لكن الحكومة تعرضت أيضا لهجوم حاد من جانب المعارضة ووكالات الإغاثة لعدم بذل جهود كافية لمواجهة الأزمة.
وكتب ستافروس ثيودوراكيس زعيم حزب تو بوتامي المعارض إلى رئيس البرلمان مطالبا بعقد جلسة عاجلة لبحث أزمة الماجرين.
وقال ثيودوراكيس "ضعف التخطيط والتنسيق فيما يتعلق بسياسات الهجرة خلق وضعا مستمرا من حالة الطواريء."
ومعظم القادمين سوريون فروا من الحرب الأهلية وجاءوا عبر تركيا قبل أن يعبروا القناة المائية الضيقة إلى جزيرة كوس وجزر أخرى في قوارب صغيرة سعيا للجوء في الاتحاد الأوروبي.
ومع تزايد حالة الفوضى على جزيرة كوس استأجرت الحكومة اليونانية عبارة السيارات (إليفثيريوس فينيزيلوس) الأسبوع الماضي لإيواء ما يصل إلى 2500 سوري وتخفيف الضغط على الجزيرة.
ويبيت آلاف المهاجرين الآخرين القادمين من آسيا وأفريقيا وأماكن أخرى بالشرق الأوسط في مبان خالية أو في العراء.
وقال الصليب الاحمر اليوناني انه قدم مساعدات انسانية تصل قيمتها إلى نحو 300 ألف فرنك سويسري (310 آلاف دولار) الى الموجودين في جزيرة كوس.
وقدم الصليب الاحمر حتى الان مساعدات لمحتاجين يتراوح عددهم بين 300 و 400 مهاجر.
وكان عدد القادمين إلى اليونان الأسبوع الماضي مساويا لعدد من وصلوا إليها خلال عام 2014 بأكمله ووصل إجمالي عدد القادمين هذا العام إلى 160 ألفا.
وشكل هذا ضغطا كبيرا على نظام استقبال غير مؤهل جيدا لمواجهة مثل هذه التدفقات ويعتمد بقوة على المتطوعين.
وأعطي السوريون الأولوية في اعتلاء السفينة باعتبارهم لاجئين نظرا للحرب الدائرة في بلادهم.
أما القادمون من دول أخرى مثل إيران وأفغانستان وباكستان فيعتبرون مهاجرين لأسباب اقتصادية ويقيمون في خيام في أحوال مزرية تؤدي في العادة إلى اشتباكات ومشاجرات من آن لآخر.
وقال متحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في جنيف إن على اليونان أن تظهر "قدرا أكبر من القيادة" في التعامل مع الأزمة.