من الله علينا أنا وعائلتي قبل أسبوع بأن رزقنا زيارة بيته الحرام لأداء مناسك العمرة ومن ثم المرور بزيارة مدينة نبيه محمد (ص)... بالطبع لا يسعنا أن نصف مدى السكينة والراحة النفسية التي أحاطت بنا خلال هذه الزيارة، إلا أن أجمل الأوقات في هاتين البقعتين الشريفتين والمباركتين - بالنسبة لي طبعاً - هي من قبل صلاة الصبح حتى بزوغ الخيوط الأولى من أشعة الشمس... فطوال هذه الأيام كانت والدتي تدعونا بأن نمتع أعيننا بهذا البيت العتيق، ومدى عظمة الخالق ونعمه علينا، وأن ندعو في هذا الوقت بما في أنفسنا من أمنيات عسى أن يستجيب دعاءنا من نرجوه في الليل والنهار.
رفعت كفي أدعو ومددت بصري وأخذت أجول بنظري حول هذه البقعة المباركة، فكانت عيني تلتقطان جماعات بشرية بجنسيات مختلفة وألوان شتى، كلٌ يدعو بلغته، ويطلب من الله أن يحقق أمنياته.
منظر جميل أن يوحّدنا حب الله، في بقعة واحدة، فيما نحن خارج هذه البقعة المباركة نختلف في مجالات شتى... وفي اليوم الأخير لنا في رحاب هذا البيت العتيق وفي التوقيت ذاته رفعت كفي وطلبت من الله أن يحقق لنا ولجميع هؤلاء المجتمعين أمانيهم وأن يجمعنا معهم في كل خير، ويبعد عن أمتنا الإسلامية كل شر.
مناهل
العدد 4730 - الأربعاء 19 أغسطس 2015م الموافق 05 ذي القعدة 1436هـ