356 قومية وشعب في هذا العالم. لكل منهم أعراف وتقاليد وثقافات وعلوم خاصة، مجموعها يمنح الإنسانية تطورها. جزءٌ من تلك الأعراف والتقاليد والثقافات والعلوم قد يراه البعض بسيطاً لكن الحقيقة والتجربة تؤكد أن أثره كبير على تطور نواة تلك المجتمعات، وهي الفرد والأسرة ليؤثر لاحقاً على الجماعة. من بين هذه الثقافات تلك المتعلقة بطقوس الزواج وظروف إتمامه.
خلال زيارتي الأخيرة لصلالة الواقعة في محافظة ظفار بسلطنة عُمان، وقفتُ على عادة اجتماعية حَسَنة في الزواج متأصلة لديهم، ترتكز على قيام المدعوين لحضور مراسم الزفاف من أقارب وجيران وأصدقاء ومعارف بمساعدة المُعرِس، عبر منحه مبلغاً من المال؛ كي يستعين به في تصريف وسداد ما جمعه واقترضه من مال لإتمام زفافه! لكن كيف؟
تُنصَب خيمة الزواج فيأتي المُهنِّئون لتقديم التهاني إلى المُعرِس. وفي إحدى أمكنة الخيمة (أو القاعة وخلافها) يجلس أحدهم وبين يديه دفتر أو كرّاس، فيتقدم كل واحد من أولئك المهنئين صوب ذلك المُدوِّن فيُقدِّم مبلغاً من المال باسمه إلى المُعرِس يُسمَّى باللهجة الجبَّاليَّة الظفارية (مَغْبُوْر) أو بلغة أهل المدينة (جَمِيْل)، فيقوم المُدوِّن بتسجيل اسم مُقدِّم المَغْبُوْر في الدفتر مع قيمة ما دفعه، ثم يتوالى الناس تباعاً، إلى أن يستوفي كامل الموجودين في الخيمة/ القاعة من المهنئين.
طبعاً هناك العديد من الظروف المحيطة بذلك العُرف، فإن كان المهنئ من أقرباء المُعرِس (من الأخوال أو الأعمام وغيرهم من ذوي العلاقة النَّسَبِيَّة القريبة أو العلاقة العضويَّة من أصدقاء مثلاً) كانت قيمة المَغْبُوْر عالية، «قد» تصل إلى 300 ريال عُماني (الريال العُماني يُساوي ديناراً بحرينياً). ثم تأتي درجات المهنئين الأقل فالأقل، حيث يصل مَغْبُورهم إلى أدنى من ذلك بكثير وقد لا يزيد على العشرة ريالات، وبالتالي يحكم الأمر العلاقة التي تبدأ بالنسب القريب وتنتهي بأهل المنطقة.
أيضاً، فإن كان المُعرِس اجتماعيّاً ويصل الناس ويُؤازرهم في أفراحهم وأتراحهم كان عدد المهنئين أكثر، وبالتالي أصبح المَغْبُوْر أكبر. وقد يصل إلى عشرة أو عشرين أو ثلاثين ألف ريال عُماني. وبعد أن تُطوَى الكراريس والدفاتر وتُجمَع أموال المَغْبُوْر، تُمنَح للمُعرِس؛ كي يقوم بتأمين المبالغ كافة التي أنفقها أو اقترضها للمهر أو تأثيث البيت، وبعضهم يتهيأ للسفر إلى شهر العسل اعتماداً على تلك الأموال المقدمة إليه.
لكن، وفي الوقت الذي يُمنَح فيه المُعرِس كل هذه المبالغ دفعة واحدة وخلال يوم واحد، عليه هو أيضاً أن يُقدِّم مَغْبُوْراً إلى الذين دفعوا له. فعندما يُدعَى إلى حفل زواج مُعرِس من أبناء مدينته أو ولايته، ينظر في كرّاس المَغْبُوْر الذي دُوِّنت فيه أسماء المُهنّئين ومَغْبُورهم ليتوثق من المبلغ الذي كان قدَّمه المُعرِس الجديد عندما جاء مهنئاً المُعرِس السابق. فإن دفع له 10 ريالات فعليه أن يدفع له مثل ما قَدَّم أو أكثر بقليل كي يُوَجِّبه. فالعشرة ريالات قد تقابلها خمسة عشر ريالاً وهكذا.
بالتأكيد، فإن المَغْبُوْر ليس دَيْناً على مَنْ قُدِّم إليه، وبالتالي لا يجب عليه سداده، لكن إعادته كمَغْبُور إلى المُعرِس الآخر يُصبح قيمة أخلاقية وعُرفية تحفظ للمرء كرامته حين يلتزم بها أمام مجتمعه. فالمتخلِّف عن دفعه لا يُحاسب قانوناً، لكنه يكون مسئولاً مسئولية اجتماعية في ذاكرة البيئة المحيطة تجاه ما يُسمَّى الوجْبْ، الذي أصبح الجميع يلتزم به أدبيّاً أمام الجميع.
والحقيقة وبعد هذا الاستعراض لعادة حَسَنَة اعتاد عليها الظفاريون فإن هذا العُرف قد يكون وسيلة حاسمة في التغلُّب على غلاء المهور وتكاليف الزواج الباهظة. إذ يستطيع أيّ فرد أن ينتظر مالاً يعينه على الأعباء، ويزداد تبعاً لاجتماعيته ولحجم تعداد المنطقة التي يسكنها، وما عليه سوى أن يردَّ ذلك المال على مهل وبشكل متقطع، ومن دون فوائد بنكيَّة، أو الشعور بهَمّ الدَّيْن في الليل والذُّل في النهار.
ولو أخذنا عدد العُمانيين في ظفار (حتى نهاية إبريل/ نيسان 2013) سنجد أنه يصل إلى 181.009 نسمة. ولو قدَّرنا «افتراضاً» أن مَنْ أعمارهم فوق العشرين هم 60 في المئة فهذا يعني أن هناك 108.605 عُمانيين في ظفار. ولو طبقنا تلك النسبة على الولايات العشر في المحافظة لتوصلنا إلى أن المبالغ التي يُمكن أن يحصل عليها أي مُعرِس هناك هي مبالغ تغطي حاجته وتزيد إنْ أحسن إدارتها.
إنّ مثل هذا العُرف الاجتماعي عند الإخوة هناك لهو أمر حسن، يُضاف إلى أخلاقهم العالية وأرضهم الجميلة، ويمكن الاستفادة منه في مجتمعات خليجية أو عربية أخرى إنْ تمت تَبْيِئته وتكييفه وفقاً للظروف المختلفة للمجتمعات. فظروف الحياة الصعبة وغلاء المهور وتكاليف التجهيز التي تسبق الزواج كلها عوامل جعلت كثيراً من الشباب يترك مشروع بناء أسرة، مُفضِّلين حياة العُزَّاب. ومَنْ أقدم منهم على الزواج ركبته الدُيون التي لا تنتهي طوال حياته، إلى الحد الذي يجعله يعيش كفافَ العيش.
الموضوع فني بامتياز، ويحتاج إلى مَنْ يقوم بإثارته واستمزاج آراء الناس حوله، والحديث فيه بعمق كي يتحسسه المجتمع، ويُقدِّروا حاجة الشباب إليه. وما الإثارة في هذا المقال إلاَّ قدَّاحة يُمكن أن يتبعها ما هو أهم منها فيُضاف إليها.
ملاحظة هامشية أخيرة: يقال للرجل عَرُوس كما يقال للمرأة، وهو اسم لهما عند دخول أَحدهما بالآخر كما في لسان العرب، أما الخليل فقال: وأحسنُ من ذلك أن يقال للرجل مُعْرِس، أي اتَّخذَ عَروساً.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 4730 - الأربعاء 19 أغسطس 2015م الموافق 05 ذي القعدة 1436هـ
فكرة زينة وتحتاج تطوير
لأن ممكن تصير (فشار) ورياء
كذلك ممكن تسبب مذلة اجتماعية للفقراء بسبب عدم قدرتهم على إعطاء الآخرين، أو إعطاءهم مبلغ قليل
ممكن يحطون صندوق والناس تجي وتخلي المبلغ إلا تقدر عليه عشان ما يحرجون أحد
صح
فكرة تحفظ ماء الوجه وتعين
هذا االا قاصر
اعرس وادفع مرة وحدة، ولا ادفع كل ما واحد قريب بعرش..
وش ذنب الا يقربون ليه ناس واجد
الفرح
السوريون عندهم مثل هذه التقاليد ولكن من الافضل يوم عرس المعرس من مكدت يمينه
دولة واحدة
دول مجلس التعاون دولة واحدة و الي يحب عمان و معجب جداً بها بامكانه الذهاب و العيش هناك و كذلك بإمكان العُماني و الإماراتي و السعودي و الكويتي و القطري العيش في البحرين فبلادنا واحدة
في البحرين توجد هذه العادة
لكن تقدم الفلوس للمرأة وليس للرجل
ويسمى المبلغ نحلة بكسر النون فعندنا نِحلة العروس ونحلة الوالدة أي التي وضعت مولودها قريبا
ولكن اعتقد ان عادة العمانيين أرشد
ايام زمان
كان اهل القرى يقومون بفزعة اذا بنى احدهم بيت يوم الصب يتعاضد اهل القرية فيساعدونه ويوم بناء الحضرة
لا تتعب نفسك
هنا البحرين لو تم تبني هذا المشروع من قبل الناس ما راح توافق الحكومة عليه وبطلعون لك الف سبب وروح خذ تصريح من وزارة التنمية ووزارة الدخليية وووووو وآخرتها بيقولون لك سلمنا المبالغ واحنا ندفعها للمعرس هني لا يرحمون ولا يخلون رحمة الله تنزل
شي حلو
بس اللي ينخاف منه ان الرجال يجمعها علشان يتزوج وحدة ثانية
كأن في قانون
في عمان يساعدون الراغب في الزواج من الثانية إذا كانت عمانية
وعلى ما أعتقد كل الزواج على حساب السلطان يصير
عادة حسنة
نحتاج إلى وعي في تكاليف الزواج
فكل هذي البهرجة الزائدة عن الحد ليس لها داع
تزيد من المشاكل من بداية الحياة
الحل
أن يبدأ كل إنسان بنفسه بالتغيير والحد من المبالغة
أحاول إقناع ابني بالهجرة للسلطنة
بلد جميل راقي متعايش شبه متجانس يقوم أساسه على العدالة الاجتماعية لهو حري باحترامه ياريت ابني يوافق على الذهاب الى السلطنة للعمل حفظ الله بلادهم وسلطانهم
أنا بعد أتمنى أبني يهاجر إلى سلطنة عمان
بلد هادئ وشعبه طيب لاتفرقة ولا طائفية وحبوب كلش
فكرة قابلة للتطبيق
بالأمس ذكرت الاحصائيات أن أربعة ملايين امرأة عانس في السعودية ونفس الشيء يتكرر في بقية دول الخليج والدول العربية لذلك فان فكرة مثل فكرة الزواج مع المساعدات الاجتماعية كما يحصل عند الاخوة العمانيين هي فكرة قابلة للتطبيق عندنا
المغبر عندنا مختلف
جميل جدا ما يفعله العمانييون... شعب راقي ورائع
للاسف احنا مغبرنا ياخذون ويفلسفون عقب ما ياكلون ويعلقون تعليقات سخيفة .. وللنساء نصيب أكبر...
احنا النسوان نسوي جذي
ترى هذي عاده قديمه عندنا بعد
يباركون للمرأة بفلوس
مو للرجل طبعا
والبيزات آخر شي تروح في جبد الرجال
بس ماتضمن الرجال ايسوونها عندنا خخخخ