اعد الباحث السعودي جارالله بن محمد العجمي دراسة ميدانية بعنوان " تقييم أثر نظام الضبط الآلي للمخالفات المرورية (ساهر) على حوادث المركبات في المملكة " دراسة حالة مدينة الرياض، وذلك بهدف تقييم مدى رضا قائدي المركبات عن تطبيق نظام ساهر، حسبما أفادت صحيفة الرياض اليوم الأربعاء (19 أغسطس / آب 2015).
وقال الباحث العجمي: ان المملكة شهدت طفرات اقتصادية متتالية أدت إلى زيادة أعداد المركبات المستخدمة على الطرق، وزيادة أعداد قائدي المركبات وتشير الإحصائيات إلى زيادة الحوادث المرورية خلال السنوات الماضية في المملكة؛ حيث بلغت الإصابات فيها6 إصابات لكل 8 حوادث، بينما النسبة العالمية إصابة واحدة لكل 8 حوادث، وتبلغ معدلات فاقد الناتج الوطني بسبب حوادث المرور في السعودية 4.7% بينما لم تتجاوز نسبة 1.7% في كل من استراليا وإنجلترا وأمريكا. تقدر الخسارة الاقتصادية من الحوادث المرورية بحوالي 5.6 بلايين دولار.
وأضاف بأن الإحصائيات تشير بوفاة 17 شخصاً يومياً في السعودية نتيجة لحوادث المركبات، وعند ربط هذه الإحصائيات بنسب سبق ذكرها (85% من حوادث المرور ناتجة عن أخطاء السائقين) نجد أن 14 شخصاً تقريباً يموتون يومياً بأخطاء السائقين في السعودية.
وعن مشكلة الدراسة قال العجمي في ظل وجود معدل 17 حالة وفاة يومياً في المملكة بسبب حوادث المرور، وخسارة سنوياً بمقدار 5.6 بلايين دولار، في الوقت الذي بلغت نسبة حوادث المرور بسبب أخطاء قائدي المركبات 85%، ما أدى ذلك الى تطبيق نظام الرصد الآلي لمخالفات المرور (ساهر) للحد من حوادث المرور. لذا يمكن تلخيص مشكلة الدراسة في قلة الدراسات العلمية المنشورة لتقييم أثر نظام الضبط الآلي للمخالفات المرورية (ساهر) على الحوادث المرورية.
وعن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة والتوصيات قال العجمي بناءً على ما جاء في الدراسة فإن النتائج المستخلصة تشير إلى انخفاض ضبط وتحرير المخالفات المرورية بعد تطبيق نظام ساهر بنسبة 43% من متوسط فترة الدراسة من1430-1431ه قبل تطبيق نظام ساهر ومن 1432-1433ه بعد تطبيقه، زيادة إجمالي الحوادث المرورية بنسبة1% خلال فترة الدراسة، انخفاض ضبط وتحرير المخالفات المرورية انعكس على زيادة إجمالي الحوادث المرورية لوجود علاقة عكسية بينهما بلغت 0.645- خلال الفترة من 1424-1430 في المملكة العربية السعودية.
وأشار إلى أن نظام ساهر ساهم خلال فترة الدراسة في خفض إجمالي وفيات حوادث تجاوز السرعة وقطع الإشارة بنسبة 55%، بينما لم يؤثر بشكل كبير في إجمالي وفيات الحوادث حيث بلغت نسبة الانخفاض 6% فقط، كما ساهم نظام ساهر خلال فترة الدراسة في خفض إجمالي إصابات حوادث تجاوز السرعة وقطع الإشارة بنسبة 56%، بينما لم يؤثر بشكل كبير في إجمالي إصابات الحوادث حيث بلغت نسبة الانخفاض 10%فقط.
وأوصت الدراسة التي قدمها العجمي إلى التوسّع في نظام ساهر ليكون نظام مراقبة لأنظمة المرور آلياً لرصد المخالفات المرورية الأخرى مثل عدم التقيد بالمسار الخاص والانحراف المفاجئ، ووضع رسالة ورؤية لنظام الضبط الآلي (ساهر) واضحة لعموم قائدي المركبات وموظفي ساهر لتساهم بشكل فعّال في تحقيق الأهداف الاستراتيجية ورضا قائدي المركبات، تكثيف التوعية الاعلامية لتوضيح أهداف نظام ساهر، وما تحقق منها، بالإضافة إلى الشراكة المجتمعية لنظام ساهر وذلك بالقيام ببعض المبادرات الإنسانية في المجتمع وإقامة المعارض التوعوية، وزيادة الوعي بالسلامة المرورية لصغار السن وتكثيف دورات السلامة المرورية في المدارس باستخدام التقنيات الحديثة مثل برامج المحاكاة.