اعتبرت حكومة جنوب السودان أمس الثلثاء (18 أغسطس/ آب 2015) مشروع اتفاق السلام الذي وافق عليه المتمردون لإنهاء الحرب الأهلية الدموية في البلاد بمثابة «استسلام» وذلك على رغم الضغوط الدولية على الطرفين للتوصل إلى الاتفاق.
وصرح وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل ماكوي للصحافيين بعد عودة الرئيس سلفاكير ميارديت إلى جوبا بعد محادثات السلام في إثيوبيا «نؤمن بشدة بأن هذه الوثيقة لا يمكن أن تنقذ شعب جنوب السودان». وأضاف «إنها استسلام ونحن لن نقبل بها»، مضيفاً أن الحكومة ستناقش الاتفاق مع الشعب لمدة 15 يوماً.
ومع نفاد صبر المجتمع الدولي بشأن النزاع الذي أدى إلى مقتل عشرات الآلاف، هدد بفرض عقوبات في حال عدم التوصل إلى اتفاق بحلول الإثنين، داعياً الحكومة السودانية إلى التوقيع على الاتفاق. وقال الاتحاد الأوروبي أمس إن «الفشل في التوصل إلى اتفاق سيترتب عليه عواقب»، فيما قالت الولايات المتحدة إنها «ستفكر في طرق رفع ثمن التعنت».
ووصف المبعوث الأميركي للشئون السياسية ديفيد بريسمان الإخفاق في التوقيع على الاتفاق الذي ينهي 20 شهراً من النزاع بأنه «مشين»، وأضاف أن الوقت قد حان لممارسة الضغوط على أي شخص يعوق التوصل إلى اتفاق السلام.
وأكد أن على مجلس الأمن «التحرك لتعبئة مواردنا الكلية وزيادة الضغط على من يعرقلون السلام». ودعا الدبلوماسي الأميركي كذلك إلى اتخاذ خطوات لضمان محاسبة ومقاضاة المسئولين عن الفظاعات التي ارتكبت خلال الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف.
بدوره قال نائب السفير البريطاني بيتر ويلسون: «إذا لم توقع الحكومة على الاتفاق فعلينا جميعاً أن نكون حازمين في الخطوات التالية». وأضاف «لا يمكننا أن نجلس بينما يتقاتل القادة وتزداد معاناة شعبهم».
إلا أن الصين التي لها مصالح نفطية في جنوب السودان قالت إنه يجب إتاحة الوقت للحكومة للموافقة على الاتفاق. وصرح السفير الصيني ليو جيي «أفضل حل سيكون التوصل إلى اتفاق».
من ناحيته رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتوقيع زعيم المعارضة ريك مشار على الاتفاق وأعرب عن أمله القوي «بأن يوقع الرئيس سلفاكير على الاتفاق بنهاية مهلة الـ 15 يوماً». ومن المقرر أن يناقش مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات على جوبا في اجتماع الثلثاء المقبل.
ومساء أمس الأول (الإثنين) وقع أمين عام الحزب الحاكم في جنوب السودان باغان اموم ونائب الرئيس السابق رياك مشار الاتفاق. لكن الوسطاء أعلنوا أن أموم لا يمثل الحكومة. وتم التوقيع تحت أنظار الرئيس سلفاكير الذي صافح مشار.
إلا أن سلفاكير حذر في بداية المحادثات أنه لن يكون من الممكن التوقيع على اتفاق سلام لا يتمتع بصدقية بسبب انشقاق قوات المتمردين. وصرح ماكوي الذي ترأس وفد الحكومة إلى المحادثات «قدمت لنا الوثيقة واعترضنا عليها، لأنها تتضمن بنوداً مثيرة للخلاف، ولأنه تبقى هناك مواضيع عالقة يجب التفاوض عليها للوصول إلى اتفاق حولها».
العدد 4729 - الثلثاء 18 أغسطس 2015م الموافق 04 ذي القعدة 1436هـ