قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة استعادت السيطرة على أربع قرى في شمال غرب سورية أمس الثلثاء (18 أغسطس/ آب 2015) في هجوم مضاد على المعارضة المسلحة التي تهدد معاقل الرئيس بشار الأسد.
وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أنه بحلول عصر أمس كانت طائرات الحكومة قد شنت أكثر من مئة ضربة جوية منذ الليلة قبل الماضية على أجزاء من سهل الغاب الذي سيطرت عليه المعارضة خلال تقدمها هذا الشهر.
وأدى زحف المعارضة المسلحة هذا الشهر على هذا السهل إلى تقريب هذه القوات التي من بينها «جبهة النصرة» (جناح تنظيم «القاعدة» في سورية) من الأطراف الشرقية للجبال التي تشكل الموطن التقليدي للطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد. وهو ما أجبر الجيش على التراجع إلى خطوط دفاعية جديدة.
واشتدت وتيرة الحرب المستمرة منذ أربعة أعوام في الآونة الأخيرة. وازدادت ضراوتها على خطوط المواجهة الرئيسية بما في ذلك بالقرب من دمشق، حيث أدى قصف جوي على سوق في مطلع الأسبوع إلى مقتل مئة شخص وفي مدينة درعا الجنوبية، حيث تتصدى الحكومة لمحاولة جديدة من جانب المعارضين المسلحين للسيطرة على المدينة.
وتشكل جميع هذه المناطق أهمية استراتيجية للأسد الذي يسعى بمساعدة حزب الله للتمكن من السيطرة على المناطق الغربية من البلاد بعدما فقد جزءاً كبيراً من الباقي لجماعات منها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
ولم يؤد زحف المعارضين المسلحين على سهل الغاب إلى تهديد جبال العلويين وحسب، بل فتح طريقاً نحو الجنوب إلى مدينة حماة. وهي واحدة من نقاط الثقل السكاني في غرب البلاد ويعطيها الأسد درجة من الأولوية.
وقال مصدر في الجيش السوري إن الجيش يتقدم في منطقة سهل الغاب. وأفاد نشطاء موالون للمعارضة على «تويتر» بأنه دارت معارك ضارية بين تحالف من جماعات المعارضة والقوات الحكومية في المنطقة.
وأفاد المرصد أيضاً أن حزب الله والجيش السوري تقدما في بلدة الزبداني التي يسيطر عليها المعارضون بالقرب من الحدود اللبنانية، حيث انهار وقف لإطلاق النار أبرم مطلع الأسبوع بعدما أخفقت محادثات بين الطرفين المتحاربين في التوصل لاتفاق على وقف للمعارك لفترة أطول.
وقال المرصد إن القوات الحكومية أسقطت 25 برميلاً متفجراً على البلدة التي لها أهمية كبيرة للأسد وحزب الله بسبب موقعها على الحدود اللبنانية وقربها من دمشق.
وتابع المرصد أن الجيش شن ضربات جوية لليوم الثالث على بلدة دوما إلى الشمال الشرقي من دمشق التي كان سوقها هدفاً لغارة جوية يوم الأحد. وترددت أنباء عن معارك بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة في منطقة حرستا القريبة.
ويؤكد تصاعد القتال التحديات الهائلة التي تواجه الجهود الدبلوماسية الجديدة الرامية لإيجاد حل للصراع. وأدت الأحداث في سورية إلى مقتل ما يقدر بربع مليون شخص وتشريد أكثر من 11 مليوناً عن ديارهم.
العدد 4729 - الثلثاء 18 أغسطس 2015م الموافق 04 ذي القعدة 1436هـ