بدأت الشرطة التايلندية أمس الثلثاء (18 أغسطس/ آب 2015) عمليات بحث عن مشتبه به ظهر في تسجيلات كاميرات المراقبة وهو يضع حقيبة في مكان الهجوم الذي أودى بحياة عشرين شخصاً معظمهم من الأجانب أمس الأول (الإثنين) في بانكوك ووصفه قائد المجلس العسكري الحاكم بأنه «أسوأ هجوم» في تاريخ هذا البلد.
ونشط المحققون أمس في موقع التفجير الذي وقع في ساعة ازدحام واستهدف معبداً في الهواء الطلق في وسط بانكوك يرتاده الزوار بأعداد كبيرة. ويغص هذا الموقع من المدينة في ساعة الازدحام هذه بالموظفين الخارجين من عملهم والسياح الأجانب الذين يقصدون المراكز التجارية الضخمة والفنادق الفخمة المجاورة.
وقالت السلطات إن مرتكبي الهجوم استهدفوا «الأجانب» وأرادوا «ضرب السياحة» أحد القطاعات النادرة المزدهرة في اقتصاد تايلند الذي يشهد انتكاسة.
وأكدت السلطات بعد ظهر أمس أنه تم التعرف على مشتبه به بفضل كاميرات المراقبة في العاصمة ويجري البحث عنه.
وبين القتلى 11 أجنبيا هم أربعة ماليزيين وثلاثة صينيين وشخصان من هونغ كونغ وسنغافوري واندونيسي كما قالت الشرطة. كما قتل ستة تايلنديين وتعذر التعرف على ثلاث جثث حتى الآن. وأصيب في هذا الهجوم أكثر من 120 شخصاً بجروح.
وأكدت السلطات البريطانية أن سيدة مقيمة في هونغ كونغ تحمل جواز سفر بريطانيا قتلت، لكن تعذرت معرفة ما إذا كانت بأحد القتيلين اللذين قالت السلطات إنهما من هونغ كونغ. ولم تشر الشرطة التايلندية إلى سقوط أي قتيل بريطاني.
من جهتها، ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شنخوا) إن أربعة صينيين قتلوا.
وجرح 123 شخصاً من هونغ كونغ واليابان واندونيسيا وسلطنة عمُان والفيليبين وسنغافورة والمالديف. وبعيد الظهر شهدت منطقة سياحية أخرى في المدينة قرب النهر هجوماً آخر. فقد ألقيت عبوة ناسفة خفيفة في قناة وانفجرت قرب محطة قطارات مكتظة في وسط بانكوك ولم تسفر عن إصابات.
وانهار سعر صرف البات التايلندي أمس إلى أدنى مستوياته منذ 6 سنوات. وقال قائد المجلس العسكري ورئيس الوزراء منذ انقلاب مايو/ أيار 2014 برايوت شانوشا أمام الصحافيين «انه أسوأ هجوم في تاريخ» البلاد، مشيراً إلى أنه «يستهدف مباشرة أشخاص أبرياء».
وأوضح أن الشرطة تبحث عن مشتبه به ظهر في كاميرات المراقبة. وقال «رأينا صور مشتبه به لكن الأمر لم يتضح بعد وإننا نبحث عن هذا الرجل». وعممت الشرطة صور شاب يرتدي قميصاً قصيراً أصفر ويحمل حقيبة ظهر قرب موقع الهجوم قبيل الانفجار. وبدا في صور أخرى التقطت لاحقاً بلا حقيبة الظهر.
وأضاف شانوشا أن الشرطة تحقق أيضا في رسائل على موقع «فيسبوك» حذرت من خطر داهم في بانكوك قبل حصول الانفجار، مشيراً إلى أن هذه الرسائل صادرة عن «مجموعة معارضة للمجلس العسكري» تتمركز في شمال البلاد.
وقال «إننا نبحث حالياً عنهم وبعضهم في آيسان» شمال شرق تايلند معقل مؤيدي الحكومة السابقة التي طردت من السلطة بعد أشهر من التظاهرات تلاها انقلاب عسكري العام 2014، الذين يطلق عليهم اسم «القمصان الحمر».
وتشهد تايلند انقساماً حاداً وتقع فيها أعمال عنف دامية منذ نحو عقد. ويتعلق الانقسام برئيس الوزراء السابق ثاكسين شيناواترا الذي انتقل للعيش في المنفى هرباً من الملاحقات القضائية، وعائلته.
العدد 4729 - الثلثاء 18 أغسطس 2015م الموافق 04 ذي القعدة 1436هـ
سبايدي كاب
أقول للإرهابيين... تايلاند خط أحمر