أكدت واشنطن قدرتها على إعادة نشر صواريخ الباتريوت الجوية الدفاعية والمضادة للصواريخ البعيدة المدى في تركيا خلال أسبوع واحد لو استعدى الأمر، حسبما أفادت وكالة الأناضول اليوم الإثنين (17 أغسطس / آب 2015).
وكانت واشنطن أعلنت نيتها سحب المنظومة الدفاعية من تركيا، وإعادة نشرها في أميركا.
وقالت متحدثة وزارة الدفاع "لورا سيل" في تصريح خصت به الأناضول مساء أمس الإثنين، أن "بلادها مستعدة للحفاظ على مواقع الانتشار الحالي (لمنظومات الباتريوت) كما هي عليه الآن، لتسهيل عمليات النشر المستقبلية لصواريخ باتريوت الأمريكية، ونحن قادرون على إعادة منظومات الباتريوت وموظفيها إلى تركيا خلال أسبوع واحد، إذا استدعى الأمر".
من جانبها قالت متحدثة الخارجية الأمريكية "جونجونوالا بوجا" أمس الإثنين أن "الولايات المتحدة أطلعت الحكومة التركية أننا لا نستطيع إعادة نشر وحدات الدفاع الجوي وصواريخ باتريوت في تركيا الفترة الحالية".
وكانت الولايات المتحدة قد نشرت منظومة دفاعية لصواريخ باتريوت في تركيا منذ عام 2013 بغرض التصدي لهجوم محتمل يمكن أن يقوم به الأسد بالصواريخ البالستية ضد جارته، وذلك كجزء من واجب حلف شمال الأطلسي (الناتو) في الدفاع عن الدول العضوة فيه.
وأضافت بوجا في تصريح للأناضول، متحدثة عن الصواريخ التي ستقوم بلادها بسحبها من تركيا، قائلة "سيتم إعادة نشرها (الصواريخ) في الولايات المتحدة من أجل إجراء تحديثات ضرورية ستضمن بقاء منظوماتنا الدفاعية الصاروخية بكامل قدرتها للتصدي للتهديدات العالمية المتنامية ولحماية حلفائنا وشركائنا بما في ذلك تركيا".
من جهته قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي "بالنسبة لالتزامنا بأمن تركيا، فإنه لم يتغير شيء بهذا الخصوص، فتركيا حليف في الناتو، وشريك قوي، خاصة في جهودنا ضد "داعش".
وأوضح كيربي في الموجز الصحفي الذي عقده في العاصمة واشنطن، أمس الإثنين، "أنا واثق أننا نحتفظ بما يلزم من قدرات الدفاع ضد الصواريخ البالستية في المنطقة"، مشيرًا إلى أن هذه الدفاعات تشمل "تلك الموجودة على سفن البحرية (الأميركية) في عرض البحر (الأبيض المتوسط)".
إلا أن الناطق باسم الخارجية شدد على أن عملية سحب الصواريخ ليس لها "أي تأثير على الإطلاق" على الاتفاق المبرم بين الولايات المتحدة وتركيا بخصوص استخدام قاعدة انجرليك الجوية الواقعة قرب الحدود السورية في الحرب ضد تنظيم "داعش"، إلا أنه أكد على أن الحوار مع الأتراك بخصوص هذا الموضوع كان "صريحًا جدًا ومباشرًا، وفي نهايته، تفهموا (الجانب التركي) الأسباب التي ورائه".
نافياً في الوقت نفسه، تقارير إعلامية وردت عن عدم رضا الحكومة التركية بشأن تصرف الحكومة الأميركية.
وكانت حكومتا واشنطن وأنقرة قد أعلنتا مساء الأحد الفائت في بيان مشترك نية الولايات المتحدة سحب منظومات باتريوت من تركيا وإعادتها إلى موطنها بغرض تحديثها ونشرها داخل البلاد، وذلك بعد أن كانت أمريكا قد نصبت هذه المنظومة داخل تركيا عام 2013 تحسبًا لأي هجوم قد يشنه الأسد على الأخيرة باستخدام صواريخ بعيدة المدى.