انطلقت معظم الدوريات الأوروبية العالمية بانتظار استكمال المشهد ببداية الدوريين الإسباني والإيطالي لتتضح الصورة بشكل أوسع بشأن استعدادات الفرق وقدراتها للموسم الجديد.

الجميع يترقب الشكل الذي ستظهر عليه الفرق الكبيرة، غير أن المشهد لا يمكن رسمه لحين انقضاء الساعات الأخيرة من 31 أغسطس/ آب الجاري أي موعد قفل باب الانتقالات الصيفية للفرق.

حتى ذلك الوقت سيحبس العالم أنفاسه بانتظار أي مفاجآت كبيرة في سوق الانتقالات قد تغير من المشهد كلياً.

الفرق العريقة مازالت تخوض الكثير من المفاوضات خلف الأبواب المغلقة لإنهاء عدد من الانتدابات المهمة والمؤثرة.

الصورة التي نمتكلها عن الفرق هذا الموسم مازالت صورة جزئية حتى في إنجلترا التي انطلق بالفعل الموسم فيها فالفرق مازالت في السوق ومازالت تبحث عن الأفضل.

ما كشفته الأسابيع الماضية عن تفوق قطبي مانشستر السيتي واليونايتد هو جزء فقط، فالأمور مازالت أبكر بكثير من أن يتم كشف ملامحها.

فرق العاصمة لندن وتحديداً تشلسي وأرسنال إلى جانب العريق ليفربول يمتلكون الكثير من الخيارات، والموسم طويل وشاق وسيكشف الوقت بشكل أوضح الفرق القادرة على المواصلة والاستمرار.

مانشستر سيتي بقوته الضاربة وتشكيلته المثالية وأسلوب لعبه الجديد من خلال الاعتماد على مهاجم واحد شكل علامة فارقة في أول أسبوعين وبتسجيله ثلاثيتين من دون أن يدخل مرماه أي هدف قد كشف عن نوايا بطولية واضحة ليس على المستوى المحلي فقط وإنما على المستوى الأوروبي إلا أن التجارب السابقة علمتنا أن الأمور لا تحسم بالبدايات.

صاحب الثلاثية الموسم الماضي برشلونة الخارق يدرك أن مهمته لن تكون سهلة في الحفاظ على ألقابه ولكنه يعلم تماماً أن تلقي 8 أهداف في مباراتين رسميتين يكشف عن خلل تنظيمي مازال الوقت متاحاً بشكل كافٍ لعلاجه كما حدث الموسم الماضي.

برشلونة أنجز تقريباً الصفقات التي يريدها ولكنه لن يتمكن من الاستفادة منها إلا في النصف الثاني من الموسم وهو النصف الأهم الذي تحسم فيه الأمور كما استفاد الموسم الماضي من عودة مهاجمه سواريز من الإيقاف ليشكل الثلاثي الهجومي الرهيب مع ميسي ونيمار.

ريال مدريد الذي عوّدنا على صفقة مدوية في كل موسم مازلنا بانتظار صفقته الجديدة في ظل أسلوب عمل جديد مع المدرب الإسباني بينتيز يميل إلى الهدوء والسرية والالتزام الدفاعي.

الفرق في أوروبا تعلم تماماً أن بلوغ القمة مبكراً في الموسم قد يؤدي إلى الانهيار في النهاية، ولذلك تحرص الفرق على البدايات التدريجية والتطور مع الموسم وصولاً إلى أفضل المستويات بتدرج الأسابيع.

الصورة التي نمتلكها مازالت جزئية وحتى نهاية سبتمبر/ أيلول المقبل يمكن أن نكون صورة شاملة عن الفرق باكتمال انتداباتها ووضوح طرق لعبها واكتمال جاهزيتها الفنية، وإلى ذلك الوقت فإن كل الأحكام تبدو مستعجلة.