العدد 4727 - الأحد 16 أغسطس 2015م الموافق 02 ذي القعدة 1436هـ

الهاتف الذكي... العامل الأكبر في التنوير والتحول الرقمي

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

المتغيرات التكنولوجية التي تدور في محيط بيئتنا وحياتنا اليومية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الأدوات التي نحرص على اقتنائها وأخذها معنا في كل مكان، مثل الهاتف الذكي الذي لم يعد فقط وسيلة للاتصال، ولكن لتناقل المعلومة بأي شكل من الأشكال بما فيه الاطلاع والقراءة لأحدث إصدارات الكتب.

إن كل ذلك متوافر في جهاز الهاتف الذكي الذي يسهل استخدامه وتناوله في أي مكان، وبالتالي كلما سنحت الفرصة لتصفح ما في الهاتف فإن هناك مجالاً متسعاً لقراءة الكتب التي لا يتسنى الوقت لشرائها التي يمكن توافرها من خلال تطبيق إلكتروني يسهل تنزيله، وبالتالي يستمتع المرء بقراءة إلكترونية سهلة الحمل، أو الاستماع صوتياً، وفي أي وقت.

واليوم العالم يعيش انفتاحاً كبيراً على المعلومة التي لا يمكن حجبها إلا بصورة مؤقتة في ظل الثورة الرقمية وتطور التكنولوجيا. ولربما أن هذا هو الأمر الذي لا تحتمله بعض الحكومات التي تهاب من المعلومة وتفزع من كل كلمة ومفردة فينتهي المطاف بمحاربة الأدوات التي صاحبت فضاء الإنترنت، تماماً كما حاربت الدولة العثمانية المطبعة في القرن الخامس عشر الميلادي وحرّمتها على من يعيش في حدودها لأكثر من قرنين من الزمان حتى مطلع القرن الثامن عشر.

الجيل الجديد يقرأ بأسلوب مختلف، وخاصة أن هذا الجيل تعود على الانفتاح على الآخر من خلال أدوات وبرامج حلَّت في فضاء الإنترنت لتصبح وسيلة للتواصل مع الشعوب مع بعضها البعض، وأيضاً وسيلة لإطلاق الأصوات التي لا تسمع لمجرد الاختلاف، كما هو الحاصل في المنطقة العربية، هذه المنطقة التي تكتظ بكثير من النماذج والحكايات والتي قد تنتهي بالزج في السجون بسبب تغريدة على موقع توتير أو فيديو بث على موقع يوتيوب.

وفي عدد (12 أغسطس/ آب 2015) كتبت صحيفة «وول ستريت جورنال» تقريراً عن زيادة قراءة الكتاب الإلكتروني من خلال الهواتف الذكية النقالة التي تقود ثورة القراءة الرقمية ونشر المعلومة والتنوع في كل المجالات السياسية والثقافية والعلمية والاقتصادية وغيرها. ولكون النسبة في تزايد بسبب اعتماد الناس يوماً بعد يوم على الهاتف الذكي أكثر من أي أداة إلكترونية أخرى خاصة بعد أن وضعت خاصية القراءة على الهاتف.

وقالت الصحيفة: «منذ أن تم إدخال أول أجهزة القراءة الإلكترونية المحمولة باليد في تسعينيات القرن الماضي وكانت آنذاك هي بداية الثورة للقراءة الرقمية التي قلبت عالم النشر رأساً على عقب. ولكن على عكس التوقعات المبكرة فالهاتف الذكي هو الذي سيقود مبيعات الكتب في المستقبل. وهو ما أكده ناشر سايمون أند شوستر «إن القراءة ستكون متوافرة على الهاتف كبرامج يتم تنزيلها وهو ما بدا بالفعل مع أجهزة الهاتف النقال، كما سيكون متوافراً على الورق. فالخيار أكبر ومتوافر».

وبحسب تقرير الصحيفة ذاتها، فإن جهاز «الآيباد» لايزال الأكثر شعبية لقراءة الكتب الرقمية إذ بلغت نسبة المشترين للكتاب الإلكتروني الذي قرئ في المقام الأول على أقراص 41 في المئة في الربع الأول من العام 2015، مقارنة مع 30 في المئة في العام 2012. مضيفة أنه ومنذ صدور «آي فون 6» والإقبال في تزايد للأشخاص الذين يتم تحميل الكتب على أجهزة «iPhone» من خلال التطبيق «iBooks». وقالت متحدثة باسم شركة أبل للصحيفة بأنه يتم تحميل الآن نحو 45 في المئة من مشتريات «iBooks» على الآيفون. قبل ذلك، تم تحميل 28 في المئة فقط على الهواتف، ومعظم ما تبقى تحميلها على أجهزة آي باد ونسبة صغيرة على أجهزة الكمبيوتر».

إن هذا يدعو إلى القول بأن ارتفاع القراءة على الهاتف الذكي قد تدفع الناشرين إلى إعادة التفكير في طريقة تصميم الكتب وتسويقها وبيعها مع شاشات أصغر حجماً في الاعتبار. لكنه في الوقت نفسه قد يثير مخاوف من الأنظمة التي تهاب التكنولوجيا من التغيير المصاحب لنشر الوعي وتبادل المعلومة والتي تؤدي إلى تنوير الأفكار داخل المجتمعات المغلقة أو مازالت تعيش تحت وطأة إرث اضمحلال ثقافي.

الهاتف الذكي يشكل ضرورة يومية، لكنه دون شك تحول إلى الشريك الدائم في رحلة البحث والاطلاع لكل شيء من خلال جهاز واحد يُحمل أينما ذهب المرء في أي لحظة وفي فرصة يقتنص فيها لقراءة ما يأتي من على شاشة الهاتف الذكي.

إن الهاتف الذكي يقود ثورة رقمية في شتى المجالات وقد يكون العامل الأكبر للتنوير والتغيير الذي يكسر قبضة منع تداول المعلومة وانفتاح المجتمع على التعددية والاختلاف في الرأي.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 4727 - الأحد 16 أغسطس 2015م الموافق 02 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 4:35 ص

      ..

      أنا كثير قراءة للكتب على مختلف الأجهزة الذكية
      ولكن ماحدث في الفترة الأخيرة من تقليل السرعة من قبل مزودي الخدمة بعد انتهاء حزمة بياناتك الخاصة جعلني نوعا ما أعزف عن القراءة في الأسبوعين المنصرمين
      في السابق حتى مع انتهاء البيانات كانت السرعة لابأس بها أما الآن فالحال سيء للغاية إذ لا يمكنني تحميل الكتب من على الشبكة

    • زائر 3 زائر 2 | 5:42 ص

      العالم يتغير

      ونحن نتغير أيضا ولا شيء سيوقف ثورة الهواتف الذكية والتنوير الرقمي الذي تفضلت به الأستاذة ريم خليفة.

    • زائر 1 | 4:23 ص

      احم احم

      خلاص احنا قررنا انطفي الليتات ونشتري موبيلات

    • زائر 4 زائر 1 | 7:14 ص

      التنوير حدث مع ثورة القطارات

      والآن سيحدث مع الهواتف الذكية.. مقال مفيد

اقرأ ايضاً