لقد أجريت دراسة مستفيضة وقراءة دقيقة عن توزيع البعثات والرغبات الدراسية، وحسب المعلومات التي جمعت عن 630 طالباً وطالبة من المتفوقين والمتفوقات في الأعوام الخمسة الماضية، تبيّن أن 127 طالباً وطالبة من أصل 630 متفوقاً ومتفوقة حُرموا من البعثة وأعطوا منحاً دراسية. وهذا العدد يمثل 21 في المئة؛ وأن 187 متفوقاً حُرموا من تحقيق أيٍّ من رغباتهم الدراسية الثلاث، أي بنسبة 61 في المئة من المجموعة التي أجريت عليها الدراسة.
هذه النتيجة دلّت على وجود تمييز ثابت في توزيع البعثات والرغبات الدراسية بصورة جلية لا يمكن تغطيتها بالتصريحات الإنشائية من غير دليل يثبت للرأي العام المحلي وللطلبة والطالبات ولأسرهم صحتها. فالوزارة لم تستطع حتى الآن العمل بمبدأ الشفافية في كل الإجراءات التي تتبعها في توزيع البعثات الدراسية، وبسبب الضبابية القاتمة في هذا المجال وسواه من مجالات، أصبح من الصعب جداً عليها نشر أسماء ومعدلات وتخصصات الطلبة ممن حصلوا على البعثات الصحافة المحلية أو في موقعها الإلكتروني.
ويظهر من خلال استمرار التمييز الواضح في مجال البعثات الدراسية، أن الوزارة غير قادرة على استيعاب أبناء كل مكوّنات الوطن المتفوقين والمتفوقات. وبذلك أثبتت عملياً أنها لا تعمل بالمبدأين الأساسيين: المواطنة المتساوية وتكافؤ الفرص، عند توزيع البعثات والرغبات الدراسية، فهما اللذان يضمنان إنصاف جميع الطلبة، ومن خلالهما يرسم حاضر ومستقبل التعليم في البلاد على أسس متينة.
أليست الوزارة عند توزيع البعثات، ملزمةً بالتقيد بما جاء في اتفاقية مكافحة التمييز في مجال التعليم التي وقّعت عليها البحرين؟ ألم تتوقع أن مجلس النواب الذي من مهامه المراقبة على كل الإجراءات المخالفة للقانون ومحاسبتها أو مساءلتها واستجوابها؟ كأنها مطمئنة كثيراً من هذا الجانب، بينما يطالب الطلبة المتفوقون وأسرهم، ويسندهم في ذلك الرأي العام ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية... يطالبون الوزارة بالالتزام بالقوانين المحلية والاتفاقيات الدولية الخاصة بمكافحة التمييز في مجال التعليم، التي اعتمدها المؤتمر العام لليونسكو في 14 ديسمبر/ كانون الأول 1960، وأن تتوقف عن تطبيق مشروع (60 ـ 40 %) الذي استخدم لتمرير التمييز وحرمان مئات الطلبة المتفوقين من البعثات المستحقة ومن رغباتهم الدراسية الأولى، طوال الأعوام الخمسة الدراسية الماضية. وبسبب هذا القرار أصبح العام الدراسي الماضي هو الأسوأ في ممارسة التمييز، حسبما أشارت الدراسة التي أجريت على أوضاع 146 طالباً وطالبةً من المتفوقين، حيث جاءت نتيجة الدراسة كالتالي:
حرمان 33.5 في المئة منهم من البعثات وأعطوا بدلاً عنها منحاً دراسية؛ وحرمان 43.9 في المئة منهم من الرغبات الدراسية الثلاث الأولى. وذلك يعني أن نسبة الطلبة الذين حُرموا من الرغبات الثلاث الأولى، والطلبة الذين حرموا من البعثة تصل إلى 77.4 في المئة؛ وأن الطلبة الذين حصلوا على إحدى الرغبات الثلاث الأولى من المجموعة موضع الدراسة تقدّر نسبتهم بـ 22.6 في المئة فقط.
ولا يمكن القول أن وزارة التربية لا تعلم أن الآلية المتبعة في توزيع البعثات والرغبات الدراسية تلحق ضرراً مباشراً بمئات الطلبة والطالبات، وعلى حاضر ومستقبل التعليم في البلاد، ما ينعكس سلباً على مختلف المجالات العلمية والصحية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية. وهي بالتأكيد تعلم يقيناً بخطورة التمييز في مجال التعليم على البلاد، بكل انعكاساته وتداعياته السلبية التي سيخلفها في المدى المنظور.
نقول وبكل إخلاص: من أجل سلامة حاضر ومستقبل التعليم في هذا الوطن الغالي، يجب التعامل مع ملف البعثات بنزاهة وإنصاف، بعيداً عن كل المؤثرات والتأثيرات السياسية والمذهبية والطائفية والفئوية والشخصية، والالتزام بمبادئ الإنصاف وتكافؤ الفرص والمواطنة المتساوية. والمؤسف أن يطالب بعض كتاب الأعمدة الوزارة بممارسة التمييز المذهبي بصورة أكبر مما هي عليه الآن، وأولئك إنما يقدّمون مصالحهم الضيقة على مصالح وطنهم، وكل همّهم هو الحصول على مكاسب ذاتية. وهؤلاء لا يسمحون لمصالح الوطن أن تتقدم ولو خطوة واحدة على مصالحهم الشخصية.
نأمل أن تلتفت الجهات المعنية إلى مصلحة التعليم في البلاد، لإنقاذه من التردّي قبل فوات الأوان، والعمل على إصلاحه جذرياً والسعي لتطويره والنهوض به ليعود مجال التعليم جاذباً بعدما فقد بريقه في السنوات الأخيرة مع الأسف الشديد.
إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"العدد 4726 - السبت 15 أغسطس 2015م الموافق 30 شوال 1436هـ
بعثات الموهوبين
اين ذهبت بعثات الموهوبين لا ارى اي احد تناول هذا الموضوع . لقد توزعت على الأقارب و المعارف ارجو من الوسط ان تغطي هذا الموضوع
هؤلاء
هؤلاء لايفيد معهم النصائح هم اهمشى عندهم مصالحهم وينفدون الاوامر العليا وهم يعرفون انه طلابنا اشطر طلاب بس عشان حاملين المذهب \\ش\\ فهم مهمشون المشتكى لله وصبرا ياشعبى الله راح ياخد حقنا المسلوووووب
البعثات
ماذا عن بعثات الستينات والسبعينات والثمانيات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
معيار عادل
المعيار الذي كان متبعاً للبعثات في الستينات والسبعينات والثمانينات كما ذكر سابقاً هو الاعتماد على مجهود الطالب ونسبته المؤية اي هو معيار العدل والانصاف
ممكن تعطيني
عطني اسم واحد معدله أكثر من زميله وما حصل بعثة ... حكم عقلك وخلف الله
بكل بساطة
فالعقل يقول لك أخي العزيز بإمكانك مطالبة وزارة التربية والتعليم نشر أسماء الطلبة الذين أعطتهم بعثات ومعدلاتهم التراكمية والتخصصات التي حصلوا عليها -ستجد ما طلبت عزيزي بكل وضوح ومن دون عناء - مارأيك؟
العينة
الشفافية تقتضي الافصاح عن العينة التي أجريت عليها الدراسة. أفيدونا
العينة مذكورة في المقال
لقد ذكرت العينية 630 طالب وطالبة - هذه الدراسة لخمسة الأعوام الدراسية الماضية ( 2011-2015)
صبرا جميل
ليعلم كل من ظلم انسان بأن الله ليس غافل
ولكن يمهل ولايهمل .. سبحانه وتعالى
لغة الأرقام ولغة التخوين
فرق شاسع بين لغة الأرقام والأدلة والدراسات التي تستند إليها القوى الوطنية ولغة التخوين والسب والتشنج التي تستند إليها قوى التمييز والطائفية.
تأتي لهم بأرقام فيتهمونك بعقدة المظلومية وتحتج بدراسات واضحة فيبررون النتائج الظالمة بأنها رد على خيانتك لولاء السياسة التي تظلمك!