اختار مجمع سيتي سنتر البحرين طريقة بديعة لتدشين حملته «وقف عدل»، في مبادرة قال القائمون عليها «إنها تهدف للحد من ظاهر الاستخدام الخاطئ لمواقف السيارات بالمجمع».

فمن خلال أداءٍ درامي على شاكلة «الكاميرا الخفية»، استطاع القائمون على الحملة ايصال الرسالة إلى البحرينيين وعموم مرتادي المجمع، حتى وصل عدد المشاهدات للمقطع المصور الذي بثته الحملة حتى لحظة كتابة هذا الخبر إلى 124 ألفاً و662 مشاهدة، كما حاز على كثير من الاعجاب والتفاعل.

وتتكئ الفكرة على رصد السواق المخالفين، الذين لا يلتزمون بركن سياراتهم في المسارات المحددة للسيارة الواحدة، بل يتعدون ذلك إلى أخذ أكثر من موقف، أو أولئك الذي يوقفون سياراتهم في مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة أو النساء الحمّل دون حاجةٍ منهم إلى ذلك، ودعوتهم إلى العودة لتصحيح الوضع.

عملية الرصد هذه لا يقوم بها شخص بمفرده بل مجموعة شبابٍ من الجنسين مع آخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة. تبدأ أول خيوط الدراما في اختباء شخص من الفريق تربصاً بأي إيقاف خاطئ في مواقف السيارات.

تقترب اللحظة، وتجيء سيارة قد خالفت قواعد الوقوف في المواقف، ينتظر العضو المتربص السائق أن يترجل من سيارته قليلاً، وعندها يطلق صفارته إيذاناً بهجوم الفريق... لحظات وإذا السائق المخالف يجد نفسه محاصراً بأكثر من 10 أشخاص لبسوا أقمصة صفراء مطبوع عليها شعار الحملة «وقف عدل»، يطلبون منه العودة لسيارته وتصحيح وضعية وقوفها، قبل أن يقابل بالتصفيق الحار تشجيعاً له على الاستجابة.

«فيديو الحملة» سجل انطباعات الصدمة التي ارتسمت على مُحيّا السواق المخالفين حرجاً من الموقف الذي وقعوا فيه، غير أن متابعين تفاعلوا مع الحملة وجدوا في ذلك ضرورة للحد من ظاهرة اللامبالاة بالآخرين من خلال اهمال الوقوف الصحيح في مواقف السيارات وخاصةً في أيام العطل الأسبوعية والرسمية والتي يكون المجمّع في الذورة من حيث استقبال المرتادين.

أحمد فخرو وهو أحد الذين علقوا على «فيديو الحملة» يؤيد ذلك، قائلاً: «فكرة تووعية ممتازة. الثقافة المرورية عموماً وثقافة توقيف السيارة خصوصاً عند البعض تشكو، لذلك لابد من التنبيه والتذكير والعقاب كحل أخير. المخالفة تنفع أولاً وأخيراً».

في قبال ذلك، رأى آخرون أن قسماً كبيراً من الظاهرة مرده إلى ضيق مساحة مواقف السيارات التي تقل عن 3 أمتار، معتبرين ذلك لا يكفي لركن السيارات الكبيرة خصوصاً، وداعين إدارة السيتي سنتر إلى أخذ ذلك في الاعتبار.

مستخدمٌ يكني نفسه بـ «زمان الاسكان»، علق بالقول: «الحملة ممتازة وجميلة، ولكن هناك مشكلة في تصميم مواقف البحرين الذي تتبع النظام الإنجليزي في التصميم بحيث يقل عرض الموقف كثيراً عن 3 أمتار ويكون ضيقاً جداً. دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية تعمل بالتصميم الأميركي، بحيث يكون عرض الموقف 3 أمتار؛ فالدخول الى الموقف يكون أسهل وتتفادون بذلك هذه المشكلة».

وعلى أية حال، أياً يكن ميَلان رأيك في حملة «وقف عدل»؛ فاحذر كثيراً أن تقع ضحية لأصحاب القمصان الصفر في السيتي سنتر.