ثمَّة أعمال في التاريخ تأخذنا وتُذكِّرنا بخلل ما في لحظة وجودية متأزِّمة. الأعمال الفنية هي أقرب ملامسة لأي لحظة متأزِّمة يعيشها البشر. ثمَّة عمل فني (لوحة) «تقذف خوف أوروبا من المهاجرين باتجاه العار»، بحسب العنوان الذي كتبه جوناثان جونز في صحيفة «الغارديان» البريطانية يوم الثلثاء (11 أغسطس/ آب 2015). يمثل جانباً من تلك الأعمال التي تشتغل على حال من الاستدعاء لدينا في الوقت الراهن «الطوَّافة ميدوسا».
إنها لوحة الرسام الفرنسي وأحد روَّاد المدرسة الرومانسية تيودور جريكالت. قال عنها جونز، في تقرير الصحيفة بأنها «تكسر الحدود بين الفن والحياة». ذلك ربما لم يعد قائماً في ما نشهد. ما الحكاية؟ «قوارب الموت». وقتها، في العام 1816، كانت «الطوافة ميدوسا»، التي جسَّدت جانباً من تلك المعاناة الإنسانية الرهيبة، وللوحة حكاية سيستعرضها التقرير.
«قوارب الموت» تلك التي تحمل بشراً إلى المجهول بحثاً عن الأحلام الضائعة في بلدانهم؛ حيث الصراعات والحروب والفقر والتمييز، إلى جهات الله التي تظل مُوصدة في وجوههم. قبل بلوغهم الحدود التي يحلمون بها؛ سيتكفَّل البحر بالحمولة الفائضة بإيرادهم الموت؛ بعد أن وفَّروا أتعاب الوصول إلى الحلم، سيكون في انتظارهم ما هو أبشع من الكوابيس. إنه الموت في لُجَجٍ لا نهايات لها تنتظر ابتلاعهم.
مع ازدياد الصراعات في الشرق الأوسط تحديداً، بات هذا الجزء من العالم أكبر مصدّري النازحين في هجرات غير شرعية في العالم. من ليبيا، السودان، سورية، العراق. وحتى البلدان التي لا يمكن وضعها في خانة الدول التي تعاني صراعات كتلك مثل مصر، تشهد هي الأخرى أعداداً متزايدة من الهجرات بفعل ندرة الفرص من جهة، وعدم استقرار الأوضاع فيها حتى قبل ثورة 25 يناير 2011، من جهة أخرى.
البحر الأبيض المتوسط، هو بؤرة ذلك الموت والقوارب التي تحمل البشر اليائسين والبائسين. عشرات الأرواح يتم حصدها يومياً من خلال ذلك الممرِّ البحري. أكبر الكوارث الإنسانية تبدأ وتنتهي منه في هذا الصدد؛ بحسب تقرير لوكالة الأنباء الجزائرية بتاريخ 19 أبريل/ نيسان 2015.
الفقد والموت العادي
بات الفقدان في عرض البحر أمراً عادياً. الموت هو الآخر.
في الشهر المذكور «لقي 24 مهاجراً غير شرعي مصرعهم إثر انقلاب القارب الذي كان يُقلُّهم قبالة السواحل الليبية بينما لا يزال نحو 700 آخرين في عداد المفقودين؛ بحسب تقرير للمفوضيَّة العليا للاجئين التابعة إلى الأمم المتحدة».
من «الطوافة ميدوسا» للرسام الفرنسي تيودور جريكالت، إلى موقف دول أوروبية من قوارب الموت والهجرة غير الشرعية، لايزال العار شاخصاً منذ العام 1819، من خلال لوحة جريكالت، وحتى العام 2015.
جوناثان جونز، بتقريره في صحيفة «الغارديان»، يقدِّم مقاربة تمَّت الإشارة إليها في بداية هذه المقدِّمة. هنا ملخص لجانب من المقاربة/ المراجعة، إضافة إلى الهوامش في ثناياها.
في العام 1819، ثار غضب مجموعة من الناس بسبب لوحة «الطوَّافة ميدوسا» التي كانت تُقِلُّ مهاجرين في عرْض البحر. اليوم، معظم الناس يتجاهلون أولئك الذين يموتون في سبيل عبور الحدود، ومأساة الإبادة الجماعية التي تكاد تسم العصر الذي نحن فيه. إزاء تلك المشاهد والصور، تظل العنصرية هي التفسير الوحيد. أي كلام غير ذلك هو محْض هُراء ومحاولة قلب للحقائق، أمام مئات وآلاف المهاجرين الهاربين من جحيم بلدانهم بحثاً عن بقعة تُعيد لهم شيئاً من القيمة والكرامة، تلك التي لا مكان لها في بلدانهم، والباحث عنها يجب أن يكون على استعداد لدفع كُلَف عالية.
منذ ما يقرب من 200 سنة، رسم تيودور جريكالت تحفة فنية من المؤسف أنها وضعت أوروبا الحديثة أمام العار.
«الطوَّافة ميدوسا» (1818- 1819)، هي واحدة من أكثر اللوحات قوَّة وتضميناً للذهول في العالم؛ كما أنها بمثابة دعوة إلى الرحمة والإنسانية والحسِّ المشترك. إعادة إنتاجها المُدهش، يُثير الألم في الحياة الحقيقية التي نشهد من حولنا، وعبر مساحتها (7X5 أمتار) تلوح لك في الأفق وهي مُعلَّقة في متحف اللوفر. الظلام يكاد يلتهم اللوحة بكل ما في العبارة من معنى؛ ويبدو الظل المُميت وكأنه يمتصُّك باتجاهها. وثمة ثقب أسود من الرعب في وسطها.
إنزال الفائض من البشر
والآن لا بد لي أن أسأل: لماذا لا نستطيع نحن الأوروبيين في الوقت الراهن إظهار الرحمة والإنسانية نفسها التي جعلت أسلافنا يتزاحمون على رؤية هذا الاحتجاج (من خلال اللوحة) ضد اللامبالاة القاسية التي يتعرَّض لها البشر المهملون في عرْض البحر؟
كانت «ميدوسا» سفينة تابعة إلى البحرية الفرنسية التي تعرَّضت لمأزق قبالة غرب إفريقيا في العام 1816. تم إنزال 147 شخصاً من السفينة ووضعهم على طوْف مفتوح، في قرار صادر عمّن لا قلب له؛ الأمر الذي ألقى باللائمة على النظام الملكي الفرنسي الذي تم إصلاحه حديثاً. تم ترك المجموعة تلك وهي على غير هدى، وبلا حول ولا قوة في البحر، تماماً كما يحدث لكثير من المهاجرين اليوم؛ الأمر الذي يجعل المحاولة محفوفة بالمخاطر في سبيل العبور إلى أوروبا؛ وترك الأمور تتحكَّم فيها القسوة والانحراف عبر وسائل نقل غير صالحة للإبحار يتعهَّدها المتاجرون بالبشر من عديمي الضمير. نجا من على متن ذلك الطوْف 15 شخصاً فقط.
لوحة جريكالت تصوِّر المأساة في المحيط الأطلسي بدلاً من منطقة البحر الأبيض المتوسط؛ إلا أن أوجه الشَبَه بين المهاجرين اليوم هي في واقعها مُرعبة. ولكن ثمَّة فرْق مُروِّع. كان لجريكالت أن يتخيَّل كيف سيكون عليه الوضع في هذه الكارثة. لوحاته هي محاولة كبرى لإجبار المتفرِّج على الشعور بالرعب من هذه الأحداث ومعاناة أولئك البشر. نحن نرفض التعاطف مع الناس الذين يموتون أثناء محاولتهم عبور الحدود، أولئك الذين لقوا مصرعهم غرقاً في عرْض البحر؛ أو تم قتلهم وهم يحاولون الدخول من خلال نفق المانش.
«طوافة ميدوسا»، تكسر الحدود بين الفن والحياة. تعمل اللوحة على فعل الاستنطاق وبشكل حرفي كبير؛ بحيث تبدو وكأنها تنفجر إلى واقع ملموس، وتمتدَّ خارج الإطار الذي حُبِسَت فيه. واقفاً قبل أن تشعر بارتفاع مياه البحر نحوك. في هذه التجربة المُقلقة للنظر، معاناة الناس على الطوْف تُصبح حيَّة ومباشرة. نحن هناك إلى جانبهم. كما نجا أحد الشباب محاولاً على أمل أن يبعث إشارة إلى سفينة بعيدة، ورجل عجوز يجلس بين القتلى وقد خبا الأمل فيه.
الكُتَل البشرية بين اليأس والأمل
يتم ترتيب تلك الكتلة البشرية ضمن هرم: الأمل واليأس، من أولئك الذين يكافحون من أجل الاستمرار وهم متحمسون جداً لظهور سفينة في الأفق لانتشال جثث تبدو شبه منزلقة إلى البحر.
جريكالت يجعلنا نشعر بفقدان كل من القتلى، وآلام الذين قُدِّر لهم أن يكونوا على قيد الحياة. هذه اللوحة هي فعل من التعاطف مع إخواننا من بني البشر. ولكن أين هو هذا التعاطف اليوم؟
قبل بضعة أيام، انشقَّ رئيس بلدية باليرمو الإصلاحي الشجاع، ليولوكا أورلاندو، والذي خاض حرباً ضد الجريمة المنظمة لعقود، عن موقف خيانة الأمانة لدى هذا الجيل ليجهر بالحقيقة القاسية.
وقال: «في المستقبل، سيتم تحميل الاتحاد الأوروبي مسئولية هذه الإبادة الجماعية، تماماً مثلما حمَّلنا الفاشيَّة النازية المسئولية عن الإبادة الجماعية قبل 70 عاماً». وأضاف «ليس من الممكن وقف الحراك البشري في العالم، وإن حاولتم وقفه باستخدام أساليب العنف، سنكون مسئولين عن جرائم الإبادة الجماعية».
وفي الوقت الذي تحاول فيه الحكومة البريطانية إقناع الناخبين بأنها «تفعل شيئاً»، أصبحت لغتها القاسية مُخزية. الكلمات الحقيرة عن «أسراب» المهاجرين «المُغِيرة» هي بحدِّ ذاتها نوع من الوحشية. إنها تعكس عملية استقصائية وحسابية ساخرة للشعور العام البريطاني بأنه شعب وحشي للغاية، مثلما يبدو أنه شعور وقناعة في معظم أنحاء القارة الأوروبية، في حين أن الأوروبيين الجنوبيين - فقط أورلاندو مثالاً - من الذين يرون أن المأساة الحقيقية في عصرنا عن قرب، يجهرون بالحقيقة الإنسانية حول هذا الملف.
أمة لا قلب لها
هل نحن حقاً، كأمة، لا قلب لنا عندما يُخاطر الناس اليائسون بحياتهم في محاولة الحصول على إذن للدخول إلى بلدنا؟ نحن لا نُكلِّف أنفسنا عناء السؤال عن السبب، ولكن نظل مستائين من التدخُّل في أوقات عطلاتنا، والإزعاج الذي يسبِّبه سائقو الشاحنات؟
ربما العنصرية وحدها التي يمكنها تفسير مثل هذا التعصُّب الشديد، تماماً كعدم القدرة المُرعبة التي تحول دون تصوُّر شخص ما في مكان الآخرين.
لماذا تختلف أميركا كثيراً؟ مرشَّحو الرئاسة الجمهوريون يتنافسون حالياً في سبيل الإساءة إلى المهاجرين من أميركا اللاتينية؛ ولكنهم خاسرون في هذا الملف. احتضان الرئيس باراك أوباما للناخبين من أصول لاتينية، والتسامح في موضوع الهجرة، كانا عاملين لفوزه في الدورة الثانية من سباق الرئاسة. أصبحت أميركا مجتمعاً تعدُّدياً أكثر من أي وقت مضى، في حين أن أوروبا تُغلق الأبواب وتغضُّ الطرْف عن موت مُروِّع للناس الذين يحاولون عبور الحدود من أجل حياة أفضل. الجماهير الفقيرة - بطبيعتنا - لا نُرحِّب بها هنا.
هل هو بعض صدى قديم للنظريات الاقتصادية الأوروبية البحتة تلك التي نشأت قبل 350 عاماً، والتي تصوَّرت انغلاق الاقتصادات الوطنية والأنظمة فيها؟ اليوم، وعلى مستوى المفهوم الاقتصادي، علينا الاعتقاد بأن الهجرة لها ردود أفعال ونتائج سيئة على عولمة الاقتصاد. إنه لأمر جيد بشكل واضح. وفيه شيء من الرؤى الإبداعية.
لقد فقدنا الفاعلية الأساسية المرتبطة بحقوق الإنسان، تلك التي يجب أن تكون مرادفاً لأوروبا، وبريطانيا.
«الطوَّافة ميدوسا»، لوحة زيتية رُسِمت بين العامين 1818 و1819، من قبل رسام الرومانسية الفرنسي تيودور جريكالت (1791 - 1824). اكتملت اللوحة حين كان الفنان في السابعة والعشرين من عمره. أصبحت اللوحة رمزاً للرومانسية الفرنسية. اللوحة بمقاس 491 سم × 716 سم (16 «1» × 23 «6»). الإفراط في الحجم الطبيعي للوحة يصوِّر لحظة من لحظات آثار حطام فرقاطة تابعة إلى البحرية الفرنسية (Méduse)، والتي جنحت قبالة سواحل موريتانيا يوم 2 يوليو/ تموز 1816. في 5 يوليو 1816، تم تحديد 147 شخصاً على الأقل كي يلتحقوا بطوافة شُيِّدت على عجل. من بين المجموعة تلك، نجا 15 من المجموعة التي لقيت حتفها خلال 13 يوماً، قبل أن يتم نجدة العدد المتبقي. والذين نجوا عانوا الجوع والجفاف واضطروا لأكل لحم من لقوا حتفهم. أصبح الحدث فضيحة دولية، وفي جانب منه عُرف على نطاق واسع بأنه عدم كفاءة من قائد السفينة الفرنسي الذي تم النظر إليه على أنه يعمل تحت سلطة النظام الملكي الفرنسي الذي تم إدخال إصلاحات عليه مؤخراً.
لم يكن للملك لويس الثامن عشر أي رأي في تعيين القبطان، وذلك تقليد عُرف عن الملوك الذين لم يشاركوا في صورة مباشرة في تعيينات قادة السفن مثل فرقاطة تابعة إلى البحرية. كان تعيين شوماريس قائداً لـ «ميدوسا» مجرَّد إجراء روتيني من قبل البحرية الفرنسية، تم اتخاذه داخل وزارة البحرية.
على رغم أن «الطوَّافة ميدوسا» تحتفظ بعناصر من التقاليد التاريخية للرسم؛ سواء في اختيار موضوعها وعرضها المثير، إلا أنها تُمثِّل استراحة من الهدوء، واتباع خطى المدرسة الكلاسيكية الجديدة التي كانت سائدة آنذاك. جذب عمل جريكالت اهتماماً واسعاً على الفور منذ عرضه الأول، وتم عرض العمل في وقت لاحق في عاصمة المملكة المتحدة (لندن). وحصل متحف اللوفر على حق امتلاك اللوحة بعد وقت قصير من وفاة الفنان المبكر في سن الثانية والثلاثين. ويمكن معاينة تأثير اللوحة في أعمال ديلاكروا، وجيه إم دبليو تيرنر، غوستاف كوربيه ومانيه إدوارد.
يُذكر أن الرسام الفرنسي جان - لويس أندريه تيودور جريكالت من مواليد روان بفرنسا، في 26 سبتمبر/ أيلول 1791، وتوفي في 26 يناير/ كانون الثاني 1824. وعلى رغم أنه مات صغيراً، إلا أنه كان واحداً من رُوَّاد الحركة الرومانسية.
تلقى جريكالت تعليمه بحسب التقاليد الانجليزية الرياضية في الفن على يد كارل فيرنت وتكوَّنت شخصيته الكلاسيكية على يد الكلاسيكي الصارم، بيير نارسيس غيران، والذي لا يتوافق مزاجه مع تسرُّع تلميذه، واعترف في نهاية المطاف بموهبته فيما بعد.
غادر جريكالت الفصول الدراسية، ليختار الدراسة في متحف اللوفر، حيث قام في الفترة ما بين 1810 و 1815 بنسخ لوحات روبنز، تيتيان، فيلاسكيز ورامبرانت. قضى الكثير من وقته في فرساي، حيث وجد اسطبلات القصر مفتوحة له، واكتسب معارف في علم التشريح، وتصرُّف الخيول وسلوكها.
كشفت المنظمة الدولية للهجرة مؤخراً عن عودة عمليات تهريب المهاجرين غير الشرعيين بقوة مطلع شهر أبريل 2015، مع تسجيل وصول أكثر من 8 آلاف مهاجر للأراضي الإيطالية قادمين أساساً من ليبيا.
وتشير آخر إحصاءات للمنظمة صادرة في شهر أبريل الماضي إلى إنقاذ 5600 مهاجر غير شرعي من قبل السلطات الإيطالية، خلال الفترة الممتدة ما بين العاشر والرابع عشر من أبريل؛ ما يرفع العدد الإجمالي للمهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا منذ مطلع العام 2015 إلى 18 ألف مهاجر.
ووفقاً للمنظمة فإن 480 مهاجراً على الأقل فارقوا الحياة في عرْض البحر المتوسط خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2015؛ من بينهم عدد كبير من الأطفال.
وفي المقابل، تشير تقارير الاتحاد الأوروبي إلى العثور على أكثر من 7 آلاف مهاجر غير شرعي في البحر الأبيض المتوسط في شهر أبريل الماضي.
وبحسب تقرير وكالة الأنباء الجزائرية، دفعت العودة المكثَّفة مؤخراً «قوارب الموت» للواجهة، الدول الأوروبية لإعادة بعث الحديث حول ضرورة إيجاد السبل الكفيلة بوضع حدٍّ لهذه المشكلة، وكيفية توفير الحماية للمهاجرين في ظل تنامي عصابات الاتجار بالبشر.
بدورها، طالبت العاصمة الألمانية (برلين) بإعادة بعث مهمة إنقاذ المهاجرين غير الشرعيين من الغرق المعروفة بمهمة «ماري نوستروم» بـ «شكل جديد. واعتبرت مسئولة شئون الاندماج في الحكومة الألمانية أيدن أزوغوز، أنه لا يصحُّ الاكتفاء بالمشاهدة بينما يغرق الناس في البحر المتوسط ومن ثم «علينا أن نُعيد الحياة بسرعة إلى المهمة». وكانت وكالة حماية الحدود الأوروبية «فرونتكس» أطلقت خطة «تريتون» للتصدِّي للمهاجرين غير الشرعيين في خريف العام 2014 لتحلَّ محلَّ برنامج الإنقاذ الإيطالي «ماري نوستروم» ولم تكن «تريتون» فقط أقل قدرة مالية من سابقتها؛ ولكنها أيضاً لم تراقب إلا منطقة محدودة من مياه البحر المتوسط.
العدد 4726 - السبت 15 أغسطس 2015م الموافق 30 شوال 1436هـ