تمكنت شركات الاتصالات العربية المُدرجة العام 2014 من المحافظة على قوّة أعمالها على رغم عقبات مُقلقة اعترضت بعض كُبرى الشركات، وحالة عدم الاستقرار السياسية والأمنية التي تضرب بلداناً عربية عدة منذ سنوات. وحافظت مجموعة الاتصالات السعودية على مركزها الأول نتيجة أدائها ونجاح أعمالها. وأظهر «ترتيب مجلة الاقتصاد والأعمال لشركات الاتصالات العربية المُدرجة» للعام 2014 الذي نُشر في عدد أغسطس/ آب 2015 وشمل 17 شركة، أن ربحية الشركات في الترتيب وصلت إلى نحو 8.5 مليارات دولار بينما ناهزت الرسملة السوقية 123.5 ملياراً. وارتفعت موجودات الشركات إلى نحو 142.9 مليار دولار. وكما في ترتيب العام الماضي، لم يتم إدراج معيار المشتركين بسبب عدم توحيد أساليب احتساب عدد المشتركين لدى المشغّلين، وخصوصاً لجهة اختلاف عملية احتساب «الاشتراكات الفعّالة» Active Subscriptions.
وقالت «الاقتصاد والأعمال» في ترتيبها الذي تنشره للعام الحادي عشر على التوالي، إن الشركات الخليجية برهنت مرة أخرى عن قوّة أدائها المالي وخصوصاً في معياري الربحية والموجودات. ويأتي التقدم الذي حققته الشركات الخليجية عام 2014 مقابل تراجع أداء الشركات غير الخليجية وخروج بعضها من استثمارات أساسية مثل «أوراسكوم» التي باعت حصتها في «موبينيل» إلى «أورانج» التابعة لشركة «فرانس تيليكوم»، وباتت الأخيرة تملك حصّة 98.9 في المئة من «موبينيل».
وبرز إلى جانب «الاتصالات السعودية» مجموعة «اتصالات» الإماراتية التي حلّت في المركز الثاني، وكان لافتاً ارتفاع موجوداتها بنحو 51 في المئة ما بين العامين 2013 و2014. لكن «الاتصالات السعودية» هذه السنة وكما في الأعوام السابقة، مازالت تتقدم كل الشركات على مستوى الربحية وبفارق كبير، إذ إنها تتقدم على «اتصالات» من حيث الربحية بنحو 230 مليون دولار. وعملياً تشكل أرباح «الاتصالات السعودية» ثلث أرباح الشركات في الترتيب. تجدر الإشارة في هذا الترتيب إلى ارتفاع أرباح «اتصالات» الإماراتية من نحو 2.1 إلى 2.6 مليار دولار وهو أكبر هامش زيادة ربحية مسجّل لهذه السنة.
وأضافت «الاقتصاد والأعمال» أن الشركات الخليجية تسيطر على الترتيب في مختلف المعايير المُعتمدة، فقد بلغت الأرباح الصافية لهذه الشركات العام 2014 نحو 7.6 مليارات دولار أي ما يوازي نحو 90 في المئة من الإجمالي، لكن لدى مراجعة أرباح العام 2013 يتبيّن أن ربحية الشركات الخليجية تراجعت بنحو 1.6 مليار دولار متأثرة بشكل رئيسي بتراجع ربحية كل من «موبايلي» السعودية بنسبة 115 في المئة، «أوريدو» القطرية بنسبة 23 في المئة، «زين» الكويتية بنسبة 15 في المئة و»الوطنية» الكويتية بنسبة 41 في المئة. أما في مجال الرسملة السوقية فحققت الشركات الخليجية نحو 106 مليارات دولار، أي ما يوازي 87 في المئة من إجمالي 123.5 ملياراً للشركات كافة الـ 17 المُدرجة في الترتيب. لكن وبالمقارنة مع العام 2013 يتبيّن أن إجمالي الرسملة للشركات المُدرجة انخفض من 131 إلى 123.5 مليار دولار نتيجة تراجع الربحية لدى تسع شركات. أما على صعيد الموجودات فقد ارتفع تركزها لدى الشركات الخليجية، إذ سيطرت على 93 في المئة من الإجمالي، بينما كانت العام السابق تسيطر على 87 في المئة.
وعلى صعيد الربحية، أظهر ترتيب «الاقتصاد والأعمال» أن «الاتصالات السعودية» حلّت في المركز الأول، وتمكنت خلال 2014 من تحقيق نمو في ربحيتها بنسبة 10.6 في المئة. أما «اتصالات» الإماراتية فحافظت أيضاً على مركزها وبلغت أرباحها الصافية 2.6 مليار دولار، أي بزيادة قدرها نحو نصف مليار دولار مقارنة بنتائج العام 2013. أما «زين» الكويتية فتمكّنت من الحلول في المركز الثالث مع أنها حققت 731 مليون دولار. ونظراً إلى حجم أرباحهما التي تشكل أكثر من نصف أرباح الشركات مجتمعة، تبدو كل من «الاتصالات السعودية» و «اتصالات» الإماراتية وكأنهما خارج إطار المنافسة مع الشركات الـ 15 الأخرى. والجدير ذكره بالنسبة إلى المركز الثالث أن «زين» الكويتية تمكنت من خطف المركز الذي كانت تسيطر عليه «موبايلي»، التي تراجعت بدورها إلى المركز الخامس. أما في المركز الرابع فحلّت «أوريدو» مع نحو 695 مليون دولار، وبفارق بسيط عن «ماروك تيليكوم» و«موبايلي».
من جهة أخرى، تراجعت قيمة الرسملة السوقية للشركات الـ 17 هذه السنة بنحو 5.6 في المئة وحققت 123.5 مليار دولار. وتأثر معيار الرسملة هذا العام بشكل رئيسي بتراجع رسملة «موبايلي» من 17 مليار إلى تسعة مليارات. لكن المفاجأة هذا العام هي ارتفاع رسملة «الاتصالات السعودية» بنحو 22 في المئة.
العدد 4726 - السبت 15 أغسطس 2015م الموافق 30 شوال 1436هـ