أعلن الرئيس التنفيذي لمستشفى الإرسالية الأميركية جورج تشيريان أن المستشفى يعتزم إنشاء متحف يضم مقتنيات ووثائق وصوراً نادرة تحكي مسيرته العريقة في تقديم الرعاية الصحية على أرض مملكة البحرين منذ أكثر من قرن، وذلك امتثالاً وتنفيذاً لمقترح سامٍ تفضل به عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والذي يعكس حرص جلالته على حفظ التاريخ الطويل والريادي للخدمات الصحية والعلاجية في البلاد وإيصاله للأجيال المتعاقبة.
وأوضح تشيريان في تصريح للموقع الإلكتروني "كلام صحة" أن المستشفى يقوم حالياً بالتنسيق مع هيئة البحرين للثقافة والآثار لإعداد التصور الأولي للمتحف واستيفاءه للمعايير الفنية اللازمة لمثل هذه المشروعات، لافتاً إلى أنه من المؤمل تنفيذه في المبنى القديم لمستشفى الإرسالية الأمريكية وسط المنامة.
وأعرب تشيريان عن اعتزازه البالغ بالدعم الكبير الذي يحظى به مستشفى الإرسالية الأميركية من لدن عاهل البلاد، مؤكداً أن جلالته هو "الداعم الأول الذي يستند إليه المستشفى في النهوض بمسئوليته تجاه المجتمع بتقديم الرعاية الصحية ذات الجودة العالية للجميع". وكمثال لأوجه الرعاية والدعم المقدم من جلالة الملك، قال تشيريان إن مستشفى الإرسالية الأميركية هو المؤسسة الصحية الوحيدة في المملكة التي تحظى بشرف المشاركة في فعالية خيرية رفيعة المستوى ينفذها نادي الغولف الملكي سنوياً على مدى 3 أيام ويتم تخصيص ريعها بالكامل للمستشفى .
وأضاف: "كما أن جلالة الملك يتطلع لأن يقوم مستشفى الإرسالية الأميركية بمد مظلة خدماته لتشمل أيضاً دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا يؤكد الثقة الكبيرة التي يوليها جلالته للمستشفى وتقديره للدور الفاعل الذي يقوم به في خدمة المرضى بجميع فئاتهم ومشاربهم، ونحن نعتز بهذا الدعم أيما اعتزاز ونقابله بمواصلة العمل بمسئولية وبمزيد من الإخلاص لأداء رسالتنا النبيلة".
واختتم تشيريان حديثه بالقول: "هذا الدعم السخي من جلالة الملك ليس وليد اليوم وإنما هو امتداد لتاريخ ناصع سطرته القيادات الرشيدة التي تعاقبت على حكم البحرين منذ الانطلاقة الأولى للمستشفى في العام 1902، فلو لا استمرار هذا الدعم وتقديم التسهيلات من القيادة والحكومة لما تمكن المستشفى من مواصلة العطاء على مدى 113 عاماً إلى اليوم، مع الأخذ في الاعتبار أن مستشفى الإرسالية الأميركية هو مؤسسة غير ربحية تقوم بتوفير الرعاية الصحية للجميع، بمن فيهم المحتاجين والمتعسرين الذين قد لا يملكون تكلفة العلاج".
وكان حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد قد استقبل في أبريل/ نيسان الماضي أعضاء مجلس الإدارة الجديد لمستشفى الإرسالية الأميركية، واطلع على الخطط التطويرية للمستشفى ومشروعاته المستقبلية بهدف الارتقاء بالخدمات العلاجية والرعاية الصحية للمواطن والمقيم في المملكة. وأشاد جلالة العاهل خلال اللقاء بالجهود الطيبة التي يبذلها القائمون على المستشفى لتقديم أفضل الخدمات الطبية والصحية للمواطنين والمقيمين، والسمعة الطيبة التي يحظى بها هذا الصرح الطبي العريق الذي بدأ مهامه الإنسانية منذ بدايات القرن الماضي، حيث يؤدي عملاً نبيلاً لتوفير الخدمة الطبية استفاد منه عدد كبير من مواطني المنطقة عبر تاريخه العريق.
وأضاف جلالة الملك أننا نعتز به في البحرين وحرصنا على دعمه دائماً لما يعكسه من علاقات تاريخية وثيقه بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأميركية وبالتعاون الوطيد القائم بين البلدين الصديقين وما يتميز به هذا الصرح من كفاءات وخبرات طبية وعلمية متطورة تواكب ما يشهده التطور في العلوم الطبية.
ونوه جلالته بالإنجازات الطبية المهمة التي حققها مستشفى الإرسالية الأميركية على مدى أكثر من قرن من الزمن وإسهاماته في تعزيز مجال الرعاية الصحية والعلاجية والتوعية في مملكة البحرين والمنطقة.