مع ارتفاع درجات الحرارة أصبح الطلب على الثلج كبيراً، لدرجة أن الكميات التي توفرها المصانع في البحرين سرعان ما تنفد أمام تهافت الزبائن على طلبها. فمنذ ساعات الصباح الأولى يتجمع العديد من الزبائن أمام أبواب مصانع الثلج لضمان حصولهم على حصتهم منه قبل أن تنتهي الكميات المطروحة للبيع. وفي البحرين يوجد أربعة مصانع للثلج، في مناطق السهلة والمحرق وسترة وميناء سلمان، إذ تنتج هذه المصانع كميات متفاوتة بحسب إمكانية كل مصنع، إلا أن جميع هذه الكميات نفد قبل الساعة التاسعة صباحاً ما يجعل الزبائن الذين يأتون بعدها في حيرة من أمرهم بخصوص كيفية توفير احتياجاتهم من الثلج.

أبرز زبائن الثلج هم صيادو السمك، وقطاع المقاولات والبناء، ومحلات بيع المياه، إذ تقصد هذه الجهات كل صباح المصانع الأربع سعياً منها لتوفير احتياجاتها اليومية منه. «الوسط» زارت صباحاً مصنع الثلج في منطقة السهلة والتقت بالعاملين والزبائن. فقال مشرف المصنع نرسي وهو آسيوي الجنسية «كل يوم نطرح للزبائن في السادسة صباحاً عدد 1754 قالباً من الثلج وهذه الكمية هي أقصى ما يمكن أن ينتجه المصنع. ويستغرق إنتاج كمية أخرى 12 ساعة، إذ نطرح كمية مشابهة في الساعة السادسة مساء».

وأضاف «هذا يعني أننا ننتج كل يوم 3508 قالباً من الثلج ولكن هذه الكمية تباع سريعاً لسبب كثرة الإقبال بسبب ارتفاع درجات الحرارة».

وأوضح نرسي أن بعض الزبائن يطلبون كميات كبيرة يومياً وبالأخص قطاع الصيادين والمقاولات، مشيراً إلى أنه «يأتوننا زبائن يطلبون مئات القوالب كل يوم. ويوجد زبون من قطاع الصيادين عندما يأتي يشتري تقريباً 600 قالب. وهذا ما يسبب نفاد الكمية سريعاً».

وعن الكميات التي توفرها المصانع في البحرين أفاد «القوة الإنتاجية عند المصانع الأربع متفاوتة بحسب إمكانيات كل مصنع، وتقريباً يبلغ إنتاجها جميعاً بين 17 إلى 20 ألف قالب ثلج. والمؤكد أنها تنفد جميعاً».

وشهدت «الوسط» توافد الزبائن على المصنع منذ الساعة السادسة صباحاً، فقال عادل غواص مبرراً حضوره المبكر «لأنك ببساطة قد لا تحصل على حاجتك من الثلج لو تأخرت». ويحرص غواص على توفير الثلج يومياً لعمال شركة المقاولات التي يعمل بها، وسبق أن حضر للمصنع متأخراً فكانت النتيجة «لم أجد ثلجاً في المصنع، ما اضطرني للبحث عنه في المحلات الصغيرة ويستغرق ذلك وقتاً. وقد تكرر هذا الموقف عدة مرات، فأحياناً أحصل على الثلج في المحلات؛ وغالباً ما أعود للعمال بالخبر السيئ.

أما محمد أبوجاسم وهو صياد سمك فيقول «نحتاج الثلج لوضعه في ثلاجات السمك الروبيان للحفاظ عليه من التلف، ونأتي لمصانع الثلج يومياً مرتين، صباحاً ومساءً». وأبوجاسم مثله مثل العديد من زبائن الثلج إذ يحرص على الحضور باكراً كي يضمن حصته، ومع هذا يقول «رغم حرصي الشديد على الحضور قبل نفاد الكمية إلا أنني أتفاجأ بين الحين والحين بنفادها ما يجبرني على الذهاب للبحث في المصانع الأخرى والمحلات، وغالباً لا أحصل على الثلج».

ولأن الثلج ضروري للصيادين للحفاظ على صيدهم من التلف فإن العديد منهم يشتري كميات كبيرة ويخزنه. وهذا ما أكده أبوجاسم بالقول «نضطر لشراء كميات إضافية لتخزينه في حال لم نستطع الحصول على حصتنا من الثلج. ولولا ذلك لخسرنا كميات كبيرة من صيدنا».

وعن بداية أزمة الثلج كما سماها علي الموالي يقول «مع نهاية شهر رمضان بدأ الإقبال على الثلج يزيد فأصبحنا لا نحصل على حصتنا ما إن نتأخر عن الحضور للمصنع». وبحسب الموالي فإن أزمة الثلج هي أزمة سنوية إلا أن هذا العام فاقت السنوات المواضية. ويرى أن الأسباب تتلخص في «ارتفاع درجة الحرارة من جهة، ومن جهة أخرى كثرة الطلب من قبل شركات البناء والمقاولات وذلك لحاجتهم استخدام الماء البارد في الخرسانات».