قدم زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في رسالة صوتية بثت أمس الخميس (13 أغسطس / آب 2015)، البيعة للزعيم الجديد لحركة طالبان الملا أختر منصور. وقال الظواهري في رسالته: «بوصفي أميرا لجماعة (قاعدة الجهاد)، أتقدم إليكم ببيعتنا لكم، مجددا نهج أسامة (بن لادن) وإخوانه الشهداء الأبرار في بيعتهم لأمير المؤمنين الملا محمد عمر» الذي أعلنت وفاته في يوليو (تموز) الماضي، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الجمعة (14 أغسطس / آب 2015)
ويبدأ الفيديو الذي يتضمن الرسالة الصوتية للظواهري، بمقطع مصور يظهر مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي قتل في 2011، مقدما البيعة الشرعية لزعيم طالبان الملا عمر.
وكان قادة تنظيمي القاعدة و«المهاجرون» لجأوا واستقروا لدى حركة طالبان التي أعلنت إمارة إسلامية في أفغانستان إلى أن أطاح بها الاجتياح الأميركي في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.
وقدم بن لادن «البيعة العظمى» في السابق للملا عمر بوصفه «أميرا للمسلمين».
وجدد الظواهري التأكيد بأن «القاعدة» تعد «الإمارة الإسلامية» التي أقامتها طالبان في أفغانستان كانت «أول إمارة شرعية بعد سقوط الخلافة العثمانية، ولم تكن في الدنيا إمارة شرعية سواها»، وأن كل من بايعوا بن لادن وتنظيم القاعدة «دخلوا في البيعة» لهذه الإمارة.
وقال الظواهري في رسالته الموجهة إلى الزعيم الجديد لطالبان: «نبايعكم على كتاب الله وسنة رسوله، وعلى إقامة الشريعة حتى تسود بلاد المسلمين حاكمة لا محكومة، قائدة لا مقودة، لا تعلوها حاكمية، ولا تنازعها مرجعية».
وأضاف: «نبايعكم على القتال لتحرير كل شبر من ديار المسلمين المغتصبة السليبة من كاشغر حتى الأندلس، ومن القوقاز حتى الصومال ووسط أفريقيا، ومن كشمير حتى القدس، ومن الفلبين حتى كابل وبخاري وسمرقند».
واختير الملا أختر منصور زعيما جديدا لطالبان بعد الإعلان عن وفاة الملا عمر نهاية يوليو الماضي بعد أن قاد حركة طالبان طوال 20 عاما تقريبا.
ويعد منصور ونائباه المعينان وهما هيبة الله أخند زاده وسراج الدين حقاني، مقربين من المؤسسة العسكرية الباكستانية التي دعمت تاريخيا طالبان.
ويعد الملا منصور برغماتيا ومؤيدا لمحادثات السلام، مما يزيد الآمال في أن يمهد انتقال السلطة لإنهاء حرب أفغانستان المزمنة والدامية.
ولم يتسن على الفور التحقق من مصداقية التسجيل، لكنه يحمل كل بصمات تسجيلات تنظيم القاعدة. وظهرت الانقسامات داخل حركة طالبان منذ الإعلان عن وفاة الملا عمر الشهر الماضي.
وأثار الإعلان السريع عن تولي منصور، الذي ظل نائبا للملا عمر لفترة طويلة، زعامة طالبان غضب كثير من قيادات الحركة، وقالت أسرة عمر هذا الشهر إنها لن تؤيد هذه الخطوة.
ويمكن أن يتعزز موقف منصور بعد حصوله على تأييد «القاعدة»، ذلك التنظيم العالمي المتشدد الذي أبقى على علاقات وثيقة مع طالبان على مدى نحو عقدين منذ تولى زعامته أسامة بن لادن مؤسس التنظيم الراحل.
ويمثل تجديد التأييد لطالبان رفضا ضمنيا لتنظيم داعش المتشدد الذي يسيطر على مساحات واسعة من أراضي سوريا والعراق وحظي بتأييد عدد قليل من قيادات المتشددين في أفغانستان.
ويواجه تنظيم القاعدة تحديا من جانب تنظيم داعش على قيادة الحركة العالمية المسلحة؛ حيث يتنامى أنصار داعش في ليبيا واليمن هذا العام.
والحل
الحين نبايع من؟ الملا أختر لو البغدادي؟ اثنينهم أمير المؤمنين!