اعتبر المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان اليوم الخميس (13 أغسطس/ آب 2015) ان تصريح رئيس اركان الجيش الاميركي عن تقسيم العراق لحل التوتر المذهبي، "غير مسؤول" وينم عن "جهل" بواقع البلاد.
وافاد البيان الذي نشر على الموقع الالكتروني لرئيس الحكومة "يعرب المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء عن استغرابه" التصريحات التي ادلى بها الجنرال رايموند اوديرنو امس الاربعاء.
واعتبر ان التصريح "غير مسؤول ويعبر عن جهل بالواقع العراقي"، مشددا على ان "العراقيين يضحون من اجل تعزيز وحدة بلدهم والدفاع عنه".
وكان اوديرنو الذي تقود بلاده تحالفا دوليا يشن ضربات جوية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي الذي يسيطر على مساحات واسعة من العراق، قال في مؤتمر صحافي قبيل احالته على التقاعد ان التقسيم قد يكون "الحل الوحيد" للحد من التوتر المذهبي بين السنة والشيعة في العراق.
واعتبر الضابط الذي قاد القوات الاميركية في العراق بين 2008 و2010، ان تحقيق المصالحة بين السنة والشيعة يزداد صعوبة "يوما بعد يوم"، متوقعا ان مستقبل العراق "لن يكون كما في السابق".
وردا على سؤال عن امكانية تقسيم البلاد، قال "اعتقد انه يعود الى المنطقة، الى الشخصيات السياسية والدبلوماسيين ان يروا كيف يمكن لهذا الامر ان يجري، ولكن هذا امر يمكن ان يحصل"، مضيفا "ربما يكون هذا الحل الوحيد لكني لست مستعدا بعد لتأكيده".
وتصاعد التوتر المذهبي في العراق في مرحلة ما بعد الاجتياح الاميركي للبلاد في 2003.
وشهدت البلاد موجات متتالية من اعمال العنف والتفجيرات التي ساهمت في زيادة منسوبه.
كما يتهم السنة رئيس الحكومة السابق نوري المالكي (2006-2014)، باتباع سياسة تهميش بحقهم.
وتزايد منسوب التوتر في العلاقة بين الطائفتين بعد سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي على مساحات من البلاد العام الماضي، وتنفيذه تفجيرات وعمليات اعدام استهدفت الشيعة، علما انه نفذ ايضا عمليات قتل جماعي بحق معارضيه من السنة.
وشدد اوديرنو على ان الاولوية يجب ان تبقى قتال تنظيم "داعش" الإرهابي الذي يسيطر على مناطق في العراق معظمها ذات غالبية سنية.
وفي حين تمكنت القوات العراقية من استعادة بعض المناطق التي سقطت بيد التنظيم، الا ان الاخير لا يزال يسيطر على مناطق رئيسية.
ويشكل التقسيم موضوعا شديد الحساسية بالنسبة الى بغداد، لاسيما في خضم المعارك التي تخوضها لاستعادة مناطق سيطرة الإرهابيين.
وفي العراق ثلاث مكونات اساسية هي الشيعة والسنة والاكراد.