بعد التعديلات الهيكلية التي عرفها العملاق العالمي للإنترنت غوغل، وتخلي أحد أشهر مؤسسيه عن تسييره للتفرغ للشركة الأم الجديدة ألفابيت، برز في الصورة وبشكل مفاجئ سوندار بيشاي، الرئيس التنفيذي الجديد لمحرك البحث الشهير وعقله المدبر الحقيقي، الذي سُلطت عليه أضواء الإعلام الدولي بعد ارتقائه المفاجئ سدة الإشراف على غوغل، حسبما نقلت صحيفة البيان الإماراتية.
ورغم أن الجمهور العريض والمستهلكين تفاجأوا باختيار هذا الهندي البالغ 43 سنة من العمر، على رأس أكبر شركة إنترنت في العالم، إلا ان الخبراء والعارفين حسب صحيفة "لي إكو" الفرنسية الاقتصادية، انتظروا منذ فترة مثل التعيين نظراً للدور الحاسم الذي لعبه الرجل على امتداد سنوات طويلة في خدمة غوغل ووقوفه وراء عدد من مشاريع الشركة الناجحة والمشهورة مثل اندرويد أو غوغل كروم.
وعلى هذا الأساس قالت الصحيفة إن تعيين بيشاي، كان الطريقة الوحيدة التي وجدها لاري بايج رئيس شركة ألفابيت الجديد للاحتفاظ بهذه الكفاءة النادرة وقطع الطريق على المنافسين الذين يسعون منذ سنوات إلى استقطابه وتوظيفه لديهم.
وأوضحت الصحيفة أن بيشاي كان المرشح الأول لرئاسة تويتر بعد استقالة رئيسها في الفترة الماضية، وسبق له أيضاً أن رفض عروضاً من مايكروسوفت العملاق الأميركي الآخر لخلافة ستيف بالمر، على رأس الشركة التي أسسها بيل غيتس، قبل تعيين هندية أخرى ساتيا ناديلا على رأسها.
وتضيف الصحيفة أن بيشاي القادم من ولاية تاميل نادو الهندية، لم يكن في صباه مرشحاً لمثل هذه المناصب أو المكانة الرفيعة، قبل الهجرة إلى الولايات المتحدة معتمدا على تكوينه في قطاع تكنولوجيا المعلومات الهندي الذي أثبت مرة أخرى نجاعته وجدواه حسب الصحيفة الفرنسية.
في الهند لم يعرف الطفل بيشاي جهاز الهاتف مثلاً إلا عندما بلغ سنته الثانية عشرة، بعد أن اشترك والده في هذه الخدمة العادية التي كانت تمثل حلماً جميلاً لعائلة بسيطة تتألف من الوالد الذي كان يعمل مهندساً صغيراً والوالدة التي كانت تعمل راقنة على الآلة الكاتبة، ومن طفلين يتشاركان سرير النوم في غرفة الاستقبال في البيت المتواضع المؤلف من غرفتين ضئيلتين فقط.
لكن الأوضاع المالية الصعبة والأصل الاجتماعي المتواضع لم يمنع بيشاي من تحقيق "حُلمه الأميركي" والتخرج متفوقاً، وبعد دراسات ناجحة وتألق علمي في بلاده أولاً ثم في الولايات المتحدة ليلتحق في 2004 بغوغل أين كشف عن مواهبه الكبيرة بعد الإشراف على مشروع إطلاق نظام الاستغلال الشهير للهواتف المحمولة اندرويد وقبل ذلك مشروع غوغل كروم، ليصبح بعد هذه النجاحات أهم رجل في عالم الإنترنت حسب الصحيفة الفرنسية، مستعيرةً بوصف وكالة بلومبيرغ له في تقرير صادر سنة 2014 التي أطلقت عليه لقب "أهم رجل في عالم الاتصالات المتنقلة".