نظمت أسرة الأدباء والكُتاب حفلا وطنيا مساء أمس بعنوان "وقفة مع الوطن" بمشاركة نخبة من أبناء البحرين في العديد من المجالات الإبداعية في الشعر والأدب وفن الغناء، وذلك بمقر الأسرة بالزنج حضرها جمهور غفير .
واحتشد المبدعون البحرينيون في شتى المجالات الثقافية والأدبية وعبروا عن وقفتهم وتضامنهم ودعمهم لوطنهم البحرين ضد التدخلات الإيرانية في الشأن المحلي، وعلى طريقتهم الخاصة من خلال التباري شعرا في حب البحرين. وفي كلمته بهذه المناسبة ونيابة عن أسرة الأدباء، قال الأمين العام راشد نجم "باسم كلّ من يشاركنا الموقف من الأدباء والكتاب والمثقفين في أرجاء الوطن العربي الكبير كافة، وبكل ما تعنيه قيم الولاء والانتماء للوطن، نقول إنَّ تراب البحرين الذي لبسنا سمرته، وتعطّرت أنفاسنا برائحته، فجُبلنا على محبته منذ نعومة أظفارنا، لن يكون إلاّ عزيزاً نذود عنه بأجسادنا وأرواحنا، ونسخَّر له فكرنا وإبداعنا. ولن يكون إلا صورة لهويتنا ولصبغتنا، بل إنه لن يكون بالنسبة لنا إلا أغلى من كلِّ ما يعز علينا حتى فلذات أكبادنا."
وعبر نجم عن حبه والتصاقه بالوطن قائلا: "هذه الأرض هي البلاد التي حلمنا بها كياناً عربيًّا مستقلاًّ فكتبنا في عشقها أجمل ما كتبنا، ولم تهدأ خواطرنا إلاّ ونحن في مراحلها الجميلة، نستنشق نسائم حريتها في ربيع أيامها وخاصة بعد أن دخلت مرحلتها الديمقراطية الجديدة التي ناضلنا من أجلها وبعد أن تُوِّجَت بالمشروع الإصلاحي الكبير لجلالة الملك المفدى".
وحول الموقف من التصريحات الإيرانية المستفزة للبحرين أكد نجم بقوله "رافضين ومستنكرين لما تقوم به إيران من تدخلات سافرة في شئون البحرين، ولا نقول ذلك إلا من تلقاء وعينا وإرادتنا الوطنية التي طالما كرّسنا قيمها في أعمالنا الأدبية على امتداد قرن من الزمان".
وأضاف "إننا اليوم ومن هذا الصرح الأدبي العريق نلمس لحظة من لحظات الضرورة... وهي لحظة الاستجابة لهويتنا الوطنية المشتركة، هذه الاستجابة تحتم علينا اليوم تنحية اختلافنا في الرأي، واستيعاب المخاطر التي تهدد بلادنا من جراء عدوان الآخر على حدودنا وأمننا ووحدتنا، فلنبسط أيادينا جميعاً في حب البحرين، والولاء لها، وليكن اختلافنا بعد ذلك سبباً في قوّة هذا الحب لا زعزعته، ولنرفض كل التدخلات الأجنبية في شئون بلادنا."
وفي مستهل كلمته بهذه المناسبة الوطنية حيا إبراهيم عبدالله غلوم جهود القيادة السياسية وعلى رأسها عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ثم أكد استنكاره ورفضه لكل أشكال التدخلات في الشأن البحريني، مشيرا إلى أن "المشهد السياسي الحالي في المنطقة الخليجية والعربية والعالمية والأحداث التي تدور فيها، هو مشهد حالك السواد وخاصة بعد الاتفاق النووي مع ايران، وأن المشهد يخفي في تبايناته خطورة كبيرة وذرائع ماكرة لذلك نحتاج لرؤية أبعد مما يتصور الإنسان العادي".
وأشار غلوم إلى "أن المشهد السياسي الحالي في المنطقة يشبه سيناريوهات السبعينات والثمانينات أيام احتلال الجزر الإماراتية، وفي بداية التسعينات الاحتلال العراقي للكويت، وأحسب أن الوضع الراهن أكثر تعقيدا من ذلك"، مضيفا أن "منطقة الخليج تمثل البؤرة الاستراتيجية الأولى للدور الإيراني وخاصة بعد فشلهم في الكثير من المحاور، وأن المستقبل متورم بالتوقعات"
وفي نهاية الوقفة الوطنية قدمت أسرة الأدباء والكتاب البحرينية الشكر والتقدير لجميع الجهات التي أسهمت في إنجاح هذه الوقفة بالحضور والمشاركة الفاعلة لتحقيق الهدف المنشود في جمع كل أدباء ومثقفي البحرين على كلمة الوطن من أجل حفظ أمنه واستقراره .