اختفى حُلم إنشاء برلمان الشباب البحريني وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للشباب، ولم يعد هناك حديث عنهما، وذلك بعد مرور نحو 10 أعوام على بدء الحديث عنهما، وخصوصاً برلمان الشباب الذي استمر الحديث عن إنشائه منذ العام 2004، حتى العام 2010، قبل أن يختفي هذا الحلم بعدم تداول أية أخبار أو معلومات عنه.
وعلى رغم المطالبات المتكررة من جهات عدة شبابية وأهلية، بضرورة إنشاء برلمان الشباب، وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للشباب، فإن المشروعين لايزالان ينتظران تحقيقهما.
الوسط - علي الموسوي
اختفى حُلم إنشاء برلمان الشباب البحريني وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للشباب، ولم يعد هناك حديث عنهما، وذلك بعد مرور نحو 10 أعوام على بدء الحديث عنهما، وخصوصاً برلمان الشباب الذي استمر الحديث عن إنشائه منذ العام 2004، وحتى العام 2010، قبل أن يختفي هذا الحلم بعدم تداول أية أخبار أو معلومات عنه.
وعلى رغم المطالبات المتكررة من جهات عدة شبابية وأهلية، بضرورة إنشاء برلمان الشباب، وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للشباب، فإن هذين المشروعين أصبحا حلماً مازال الشباب البحريني ينتظر تحقيقه.
ويعود تاريخ برلمان الشباب إلى شهر فبراير/ شباط من العام 2004، عندما أعلنت آنذاك مديرة إدارة الطفولة وأنشطة الفتيات في المؤسسة العامة للشباب والرياضة أمل الدوسري، عن انطلاق مشروع برلمان الشباب البحريني، الذي تعتزم تنظيمه كل من اللجنة الوطنية للطفولة بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني والسفارة البريطانية وهيئة اليونسيف لرعاية الطفولة. وكان من المقرر أن يتم تدشين المشروع في مؤتمر يقام بتمويل من المجلس الثقافي البريطاني والسفارة البريطانية في الفترة من 17 إلى 18 مارس/ آذار (2014) في فندق الخليج، على أن يتم العمل الفعلي للبرلمان في سبتمبر/ أيلول (2014).
ومنذ إعلان انطلاقه، مرّ برلمان الشباب بعدد من المراحل، بدأت بعقد ورش عمل في شهر مارس 2004، وإنشاء لجان عمل وتنسيق، ومن ثم تحديد الفئة العمرية لمن يحق له المشاركة في البرلمان، إلى وضع المسودة الأولى للبرلمان، وتحديد مواعيد الترشح وملء الاستمارات، وتحديد عدد 6 مراكز للاقتراع. ووصل عدد المترشحين إلى نحو 200 مترشح.
وآخر المحطات التي وصل إليها برلمان الشباب، هو مجلس النواب، عندما ناقشت لجنة الخدمات مشروع قانون بإنشاء برلمان الشباب البحريني.
وفي الخطوات التي أعقبت الإعلان عن برلمان الشباب، زار وفد شبابي بحريني المملكة المتحدة، زار خلالها البرلمان البريطاني، وحضر الجلسة السنوية لبرلمان شباب المملكة المتحدة، وكان الوفد برئاسة أمل الدوسري.
وفي التدشين الرسمي لبرلمان الشباب، قال رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة (سابقاً) الشيخ فواز بن محمد آل خليفة في كلمته خلال حفل تدشين برلمان شباب البحرين إن مشروع برلمان شباب البحرين «يعد ثمرة من ثمار الاستراتيجية الوطنية للشباب في مملكة البحرين ومبادرة نوعية تهدف إلى تعزيز روح المواطنة لدى الشباب البحريني وتفعيل مشاركة الشباب في عملية التنمية في المجتمع المحلي، في وقت بات فيه الشباب يحتلون ركنا مهماً من أركان العهد الميمون لجلالة الملك».
وفي العام 2008، نُقلت مسئولية برلمان الشباب إلى معهد التنمية السياسية، وأرجع رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة آنذاك الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة، السبب في ذلك لكون «المعهد جهة مستقلة ومتخصصة في التنمية السياسية، والبرلمان الشبابي يستهدف بالدرجة الأولى إعداد الشباب البحريني وتدريبهم في مجال التنمية السياسية من خلال التعرف نظرياً وعملياً إلى المؤسسات الدستورية وآليات عملها وأسس العمل الديمقراطي بالبحرين بما يوفره المعهد من برامج التوعية السياسية للشباب بشأن النظام السياسي للبحرين».
وفي العام نفسه، بدأت جهات رسمية بتحركات لتفعيل برلمان الشباب، وذلك تنفيذاً لتوجيهات عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للمسئولين بعد لقائه فريق التحدي البحريني الذي دخل موسوعة (غينيس) العالمية، إذ طالب جلالته بتزويده بتقرير شامل عن مشروع برلمان الشباب والاستراتيجية الوطنية للشباب للوقوف على مستجدات المشروع وإزالة أيّة معوقات في طريق تنفيذه ليصبح المشروع واقعاً ملموساً.
وحينها، ذكرت مصادر لـ «الوسط» أن الديوان الملكي طلب من وزارة الخارجية إعداد تقرير عن مراحل المشروع.
الاستراتيجية الوطنية للشباب
في شهر أبريل/ نيسان العام 2005، احتفلت البحرين بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب، برعاية ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
وقال رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضية آنذاك، الشيخ فواز بن محمد آل خليفة، إن هذه الاستراتيجية جاءت نتاجاً مثمراً للشراكة بين المؤسسة العامة للشباب والرياضة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ليجسد هذا النتاج بدوره سياسة شبابية واضحة المعالم تلامس واقع وطموحات شباب الوطن ويهدف أيضاً إلى صهر الجهود المبذولة من مختلف مؤسسات الدولة في قالب واحد يراعي اهتمامات الشباب ويؤدي إلى بلورة برامج متخصصة تسهم في استثمار الطاقات الشبابية وتعمق ولاءهم للوطن .
وأنشئ موقع إلكتروني خاص للاستراتيجية، ضم عدداً كبيراً من المعلومات عن ماهيتها وأهدافها، ويبدأ الموقع بتعريف الزائر على الاستراتيجية، إذ انها تعتبر وفي أية دولة بمثابة إعلان والتزام واضح من قبل الدولة لكي تدعم الأولويات والتوجهات الهادفة إلى تنمية فئة الشباب والشابات فيها. وتوفر الاستراتيجية إطاراً عاماً لتنمية الشباب والشابات وذلك بتحديد الأهداف والمصالح الوطنية وأولويات العمل الوطني من برامج وسياسات تؤسس لنظرة شمولية تعكس احتياجات الشابات والشباب.
ويؤكد القائمون على الاستراتيجية أن «البحرين أدركت قبل غيرها من الدول في المنطقة وفي العالم العربي أهمية تطوير استراتيجية للشباب والشابات، ولتنضم لأكثر من أربعين دولة في العالم اختارت أن تطور استراتيجية للشباب خاصة بها، إذ تكمن أهمية هذه الاستراتيجية للبحرين في أنها تشكل إطار عمل ينظم جهود كل المعنيين بتنمية الشباب والشابات، ويوحد جهودهم في سبيل الوصول لرؤية واحدة للجميع متفق عليها، تعكس خصوصية البحرين ومبادئها التي تؤمن بها. ولا مبالغة في القول إن استراتيجية الشباب تأتي من حيث الأهمية لكثير من الدول بعد الدستور والميثاق الوطني».
وستتكون عملية تطوير استراتيجية الشباب في مملكة البحرين من خمس مراحل، الأولى هي مرحلة الإعداد والتحضير، وتشكل هذه المرحلة البنية الأساسية للبدء في عملية تطوير الاستراتيجية، وتشمل استشارة الشركاء الأساسيين، وإعداد النماذج والأدوات الضرورية لجمع المعلومات، كاستمارة جمع المعلومات عن الشباب والشابات، واستمارة جمع المعلومات عن المؤسسات والبرامج التي تستهدف الشباب في البحرين، كما تشمل مرحلة الإعداد والتحضير تشكيل اللجان المعنية بالتنظيم والإشراف على سير العمل.
أما المرحلة الثانية فهي مرحلة جمع المعلومات وتعتبر حجر الزاوية في عملية تطوير الاستراتيجية، وستشمل هذه المرحلة استشارة الشباب والشابات في جميع الأماكن والمؤسسات التي يوجدون بها كالمدارس وغيرها، كما تشمل عقد مجموعات نقاش متخصصة في 8 محاور أساسية في الاستراتيجية منها على سبيل المثال الشباب والتعليم، الشباب وأنماط الحياة الصحية.
وفي مايو/ أيار 2010، دعا عضو لجنة الخدمات بمجلس النواب (سابقاً) السيد جميل كاظم إلى تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للشباب، واصفاً فوز الاستراتيجية الوطنية للشباب بالمركز الأول كأفضل دراسات استراتيجية للشباب، وذلك بحسب اختيار لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الأسكوا)، بأنه «محاولة إنعاش ضمن عشرات المحاولات للاستراتيجية الوطنية التي تم وأدها بتعمد وعن قصد مع سبق الإصرار».
وذكر حينها كاظم أن «هناك من لا يريد للاستراتيجية الوطنية للشباب وبرلمان الشباب أن يريا النور، ويسعى جهده إلى قتل كل محاولة لإنعاش هذين المشروعين لأهداف وأجندات معروفة كشفت عنها تقارير سابقة فضحت أيدي العابثين باللحمة الوطنية والساعين إلى تنفيذ الأهداف الخاصة والضيقة، والمتكسبين على حساب الوطن ومصلحته ومستقبل أبنائه».
وفي العام 2011، أعلنت المؤسسة العامة للشباب والرياضة عن تدشين المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للشباب، إلا أن هناك من رأى أن النسخة الأولى من الاستراتيجية لم يتم تفعليها، وذلك ما جاء على لسان الناشط الشبابي محمد عبدالعال، إذ قال: «إن الاستراتيجية الوطنية للشباب في نسختها الماضية قد صرف عليها من موازنة الدولة وقد ذهبت في طي الأوراق ولم يفتح تحقيق من مؤسسات الدولة لمعرفة تفاصيل عقبات تنفيذ الاستراتيجية».
وكذلك ما أشار إليه الناشط الشبابي، أحمد عبدالأمير، وهو «أن حكومة البحرين دشنت في العام 2005 النسخة الأولى من الاستراتيجية الوطنية للشباب، وتضمنت تلك النسخة على سبيل المثال ما يخص المواطنة وعدم التمييز بين الشباب البحريني، غير أن تلك الأمور لم تطبق، وتفاجأ الشباب في العام 2011 بتدشين النسخة الثانية من الاستراتيجية، على رغم عدم تطبيق ما جاء في النسخة الأولى».
العدد 4722 - الثلثاء 11 أغسطس 2015م الموافق 26 شوال 1436هـ
طارت الطيور بأرزاقها
خلاص يا شبااااب منذ زمن ونحن ننتظر تفعيل الإستراتيجية الوطنية للشباب فقد مضى عليها أكثر من 10 سنوات ولم ترى النور، لا نعلم متى سترى النور او من الممكن ان تكون ذهبت أدراج الرياح وميزانيتها وذلك لعدة أسباب الله العالم ماهي. يا شباب البحرين لازلتم تحلمون بأن يكون لكم برلمان شبابي وتفعيل لاستراتيجيتكم التي شهد لها العالم بتألقها، ارجوا عدم اليقضة لأن الحلم من الممكن ان لا يتكرر فأحلم يا شاب وشابة.