أكد وزير الخارجية السعودية عادل الجبير أن بلاده حريصة على تطوير علاقاتها بشكل جيد مع إيران شرط أن تغير إيران سياستها التي تكمن بالتدخل في شؤون الدول الخليجية وسورية والعراق ولبنان، حسبما أفادت صحيفة الحياة أمس الإثنين (11 أغسطس / آب 2015).
مشيراً إلى استمرار مأساة الشعب السوري مردها إلى دعم طهران لنظام بشار الأسد، وتدخلها في اليمن والعراق بشكل سافر، بالإضافة إلى البحرين.
وقال الجبير في مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في برلين اليوم (الإثنين)، إنه «يجب على إيران تغيير سياستها العدوانية إذا ما أرادت بالفعل علاقات حسن جوار واحترام مع جيرانها».
ورأى الجبير أن «امتناع إيران من دخول مفتشي منظمة برامج الطاقة النووية بعض المنشآت العسكرية يعني عزم طهران تصنيع أسلحة نووية»، مؤكداً أن المملكة تراقب عن كثب تطورات السياسة الإيرانية الخاصة بتخصيب اليورانيوم والحصول عليه مخصباً من الدول المعنية بملفها النووي.
وشدد على حرص المملكة على سلامة اليمن وشعبها، مشيراً إلى أن «تدخل المملكة ودول التحالف كان بناء على طلب من الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي».
وفي ما يتعلق بحقوق الإنسان في المملكة، أكد الجبير أن «للإنسان حقوقه المصونة وفق الشريعة الإسلامية، فالمرأة لها حقوقها وكل الإجراءات في المملكة منبثقة منها»، وتطرق إلى قضية رائف بدوي، وقال إن «أموره تسير وفق القضاء المستقل»، مشيراً إلى أن «المملكة لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى الداخلية ولذلك فهي لن تسمح لأحد بالتدخل في شؤونها».
من جانبه، عبر شتاينماير عن حرص الحكومة الألمانية على توثيق علاقاتها مع السعودية، الشريك الاستراتيجي المهم في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.
وأكد شتاينماير تفهمه قلق الرياض ودول الخليج من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع دول 5 + 1، مبيناً أن العقوبات الاقتصادية ضد إيران ستعود بشكل أقوى من ذي قبل إذا ما ثبت عدم تنفيذ طهران بنود الاتفاق.
وتحدث شتاينماير عن مأساة الشعب السوري، وأعرب عن أمله في المرونة التي تبديها موسكو تجاه مطالب المجتمع الدولي الذي يريد من الكرملين وقوفه إلى جانب العدالة ومطالب الشعب السوري، بأن لا مستقبل للأسد في سورية إذا ماعقد مؤتمر دولي عن سورية.
وأعرب شتاينماير عن ارتياحه لتطورات العمليات العسكرية ضد «الحوثيين» والقوات الموالية لهم، إذ استطاعت المقاومة الشعبية استعادة عدن وغيرها من المدن الإستراتيجية، معبراً عن أمله في انتهاء الأعمال العسكرية في القريب العاجل وتأمين دخول المساعدات الإنسانية.
وأعلن شتاينماير أنه سيزور المملكة خلال شهر سبتمبر/ أيلول ، أو أكتوبر/ تشرين الأول المقبلين، وذلك ضمن التعاون الإستراتيجي بين برلين والرياض.