خفضت الصين قيمة اليوان اليوم الثلثاء (11 أغسطس/ آب 2015) بعد صدور سلسلة من البيانات الاقتصادية الضعيفة لتسجل العملة أقل مستوى في نحو ثلاثة أعوام في خطوة وصفتها بكين بأنها تأتي في اطار اصلاحات تستهدف تحرير السوق.
ووصف البنك المركزي الخفض بأنه استثنائي، وبلغ نحو اثنين في المئة استنادا لأسلوب جديد لإدارة سعر الصرف يعبر بشكل أفضل عن العوامل في السوق، لكن الاقتصاديين ذكروا أن التوقيت يشير إلى أن الهدف دعم الصادرات.
وأظهرت البيانات الصادرة في مطلع الأسبوع أن صادرات الصين نزلت 8.3 في المئة في يوليو/ تموز بفعل ضعف الطلب من ثلاثة من أكبر الشركاء التجاريين في أوروبا والولايات المتحدة واليابان.
وقال الاقتصادي في "فاوندر سيكيورتيز" في شنغهاي قو لي: "نعتقد ان الخطوة تهدف لتخفيف الضغط على أداء صادرات الصين الضعيف في الأشهر الاخيرة وتقليص الضغوط الانكماشية الآتية من الخارج."
وتباطأ ثاني أكبر اقتصاد في العالم تباطؤا ملحوظا العام الجاري ويعتقد بعض الاقتصاديين أن وتيرة النمو تقل كثيرا عن المعدل المستهدف للعام الجاري عند سبعة في المئة وفي حالة تحقيق المعدل المستهدف سيكون الأقل في الصين في 25 عاما.
وقال البنك المركزي "مع استمرار تسجيل تجارة الصين فائضا كبيرا نسبيا في حين أن سعر الصرف الحقيقي لليوان لا يزال قويا نسبيا أمام العملات العالمية المختلفة ولا ينسجم مع توقعات السوق، لذلك من الضرورى تحسين متوسط السعر لتلبية احتياجات السوق."
وتتحكم الصين في سعر صرف اليوان من خلال متوسط السعر الذي يمكن أن يتحرك بنسبة اثنين في المئة يوميا.
واليوم الثلثاء قال بنك الشعب الصيني إنه سيحدد متوسط السعر استنادا لأسعار المتعاملين في السوق وسعر الاغلاق في اليوم السابق.
ثم خفض البنك متوسط السعر إلى 6.2298 يوان للدولار صباح اليوم مقابل 6.1162 يوان عند التسوية امس الاثنين وهو اكبر تعديل يومي لمتوسط السعر على الاطلاق.
وفي السابق كان البنك يحدد متوسط السعر استنادا لمعادلة تضم سلة من العملات لكنه لم يكشف النقاب قط عن كيفية حسابها ويعتقد كثيرون أن متوسط السعر كان في الواقع يستغل في حالات كثيرة لتوجيه السوق بما يتفق مع أهداف السياسات الموضوعة.
وفي ظل النظام الجديد سيكون لقوى السوق قدرة أكبر على خفض قيمة اليوان في الاسابيع المقبلة، لكن ستظل بكين صاحبة اليد الطولى في تحديد متوسط السعر في ظل النفوذ الهائل لبنوك الدولة في التعاملات اليومية على اليوان.
وخطوة اليوم تمثل تراجعا عن سياسة اليوان القوي التي كانت تهدف لدعم الطلب المحلي وساعدت الشركات الصينية على الاقتراض والاستثمار في الخارج وتشجيع الشركات والحكومات الأجنبية على استغلال العملة بشكل أكبر.
وفضلاً عن بيانات الصادرات الضعيفة أعلنت الصين هبوط أسعار المنتجين لأقل مستوى فيما يقرب من ستة أعوام ما يزيد الضغوط على المنتجين.
وتحرك اليوان في نطاق ضيق للغاية منذ مارس/ آذار لم يزد على 0.3 في المئة. واليوم الثلثاء سجل سعر اليوان في التعاملات الفورية المبكرة أقل مستوى منذ سبتمبر/ ايلول 2012.