أسفرت المحادثات بين وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير، عن تقارب في وجهات النظر في عدد من المواضيع المتعلقة بسورية واليمن والاتفاق النووي مع إيران، حسبما أفادت صحيفة الحياة اليوم الثلثاء (11 أغسطس / آب 2015).
واشار ان كل القضايا ستكون موضع بحث في موسكو، بين الجبير ونظيره الروسي سيرغي لافروف، وشدد الجبير على أن» لا حل في سورية مع بقاء «الرئيس بشار» الأسد، وأن المشكلة مع إيران ليست في ملفها النووي بل في «تدخلها في شؤون المنطقة». وأعلن شتاينماير أمس أن المجال لم يكن متاحاً للبحث في كل المواضيع التي تهم البلدين، وأنه سيتابع ذلك مع نظيره السعودي لدى زيارته المملكة الشهر المقبل أو الذي بعده.
وقال إن بلده يشعر مثل السعودية بثقل المسؤولية في منطقتين جغرافيتين مهمتين، وأوضح للجبير «أهمية الاتفاق النووي مع إيران والتعهدات التي قطعتها طهران على نفسها، وتفهم برلين مخاوف بعض البلدان مثل السعودية»، مشيراً إلى الإيضاحات التي قدمها للجبير خلال الاجتماع والتي «سيسمع مثلها في موسكو أيضاً». وأعرب عن اعتقاده ببلوغ «عتبة جديدة» في الشرق الأوسط وأمل في أن تسعى إيران أيضاً إلى «وضع حد للتوتر في المنطقة». وأضاف: «هذا لن يحصل بين ليلة وضحاها، لكن الرقابة المفروضة في اتفاق فيينا لن تتوقف بعد توقيعه، وإنما ستستمر بصورة أشد». وأمل أيضاً في أن «يوافق الكونغرس الأميركي على الاتفاق».
وعن الوضع في سورية والاقتراحات التي قدمتها إيران أخيراً للحل السياسي، قال شتاينماير إنه «بعد خمس سنوات من الحرب المستعرة نحن ملزمون إيجاد حل سياسي ووقف الصراع العسكري، وعلينا البحث في الموضوع مع الأميركيين، على أن تلعب الأمم المتحدة دوراً أيضاً». وزاد أن «الخطر اليوم أكبر بسبب تهديد "داعش" وخطر تدمير كل المؤسسات في البلد».
واعتبر أحداث اليمن الأخيرة «تطوراً حاسماً في الوضع، خصوصاً في عدن»، مشيراً إلى «توسّع منطقة نفوذ الحكومة الشرعية» على الأرض. وأوضح أن البحث تناول أيضاً تقديم المساعدات الإنسانية إلى اليمنيين. وتكلّم وزير الخارجية السعودية بداية بالألمانية، معلناً سروره بزيارة برلين من جديد، قبل أن يتابع بالعربية أن البحث مع شتاينماير تناول قضايا سورية واليمن والاتفاق النووي وكان الهدف من طرحها «تنسيق المواقف» بين بلديهما. وقال رداً على سؤال «إن بقاء (الرئيس السوري بشار) الأسد ليس جزءاً من الحل، ونحن نتشاور مع الدول الصديقة للوصول إلى مخرج وتفادي الانزلاق». وأضاف: «كلما عجّلنا في استبعاد الأسد كان هذا أفضل».
وعن الاتفاق النووي مع إيران قال الجبير إن طهران «اضطرت إلى تقديم تنازلات في موضوع تخصيب اليورانيوم، كما تنازلت في مسألة التفتيش والرقابة اللذين سيستمران إلى مرحلة زمنية طويلة، كما سيجري فرض عقوبات عليها في حال واصلت العمل لإنتاج قنبلة نووية، لكن هذا الأمر لا علاقة له بسلوكها في دعم قوى معينة في المنطقة ، ولا بد من ترجمة التوافق الدولي على وضع حد لتدخلاتها السلبية في شؤون الآخرين».
وأضاف أن بلده «يتطلع إلى أن تغير إيران سلوكها لإقامة أفضل العلاقات معها في مختلف المجالات، وهذا يعتمد على مواقفها، ونحن نأمل الحكمة والعقلانية، وفي حال حصول العكس فإننا على استعداد للتصدي لهذه السياسة».