رغم الأحداث المتسارعة التي يمر بها العالم العربي في الفترة الأخيرة، ورغم ضبابية المشهد العام، وسيطرة حالة من التشاؤم في العديد من أوجه الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إلا أن الأمل في أن نتخطى هذه الحالة من التشرذم والانقسام على الذات يبقى حاضراً في ضمير ووجدان جميع من يحب هذه الأرض الطيبة.
العديد من شعوب العالم مرّت بتجارب أكبر بكثير مما مر به الشعب العربي، واستطاعت التغلب عليها حين وصلت إلى مرحلة مفصلية من الاختيار بين الدمار الشامل أو التعايش مع المختلِف سياسياً ودينياً ومذهبياً وحتى عرقياً، ولكن للأسف فإننا لم نصل إلى مرحلة النضج هذه بعد، ولم نصل حتى الآن إلى مرحلة القناعة بأن من حقّ الآخر «المختلِف» أن يعيش بيننا بأمن وسلام وفقاً لمعتقداته وآرائه.
لقد فقدت شعوبنا العربية روح التسامح والمحبة - بفعل فاعل- جراء ما مورس ضدها وعلى مدى قرون عدة من تهميش وإقصاء، وما عانته من قهر وجهل وفقر، كل ذلك دفع بالأمور إلى أقصاها حينما وجدت هذه الشعوب فسحةً من الزمن لتعبر عن نفسها بعيداً عن حالة الخوف من السلطات التي ظلت على مدى الزمن سيوفاً مسلطةً على رقاب الناس.
حالة الغاب التي نعيشها الآن وهذا الانفلات الذي نشهده وظهور وحوش تسترخص الحياة البشرية، وتفتقر لأي مبدأ إنساني أو ديني، لم يكن ممكناً لو أن الإنسان العربي عاش حياة أخرى، التزمت فيها حكوماته بالمبادئ الإنسانية وأعطت قيمة فعلية لكل مواطن حسب علمه وكفاءاته.
لم يكن من المستغرب أبداً أن تبدأ موجة الاحتجاجات العربية في نهاية العام 2010 عندما أشعل التونسي محمد البوعزيزي النار في نفسه، احتجاجاً على سحق إنسانيته، فلقد تأخرت هذه الصحوة العربية كثيراً وأكثر مما كان يحتمل.
وبدل أن تعيد الأنظمة العربية حساباتها، وأن تمنح جزءاً أساسياً من الحقوق لمواطنيها، قمعت وفي أكثر من دولة الأصوات المنادية بالديمقراطية والكرامة واحترام حقوق الإنسان، والتوزيع العادل للثروة الوطنية، بحيث لا تستأثر بها قلة قليلة فيما يعيش معظم الناس تحت خط الفقر.
وكما في علم الفيزياء «العالم يرفض الفراغ»، كذلك في علم السياسة والاجتماع، فحين يقضى على المطالبين بالحرية والديمقراطية، فإن الفراغ سيُملأ بكائن من كان، ويمكن لهذا الكائن أن يكون نقيضاً لمن تم إقصاؤهم، لمجرد أنه يقف ضد الفساد في الحكم.
ليس من المستغرب أن تستحوذ «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) أو «جبهة النصرة» أو «بوكو حرام» أو نظيراتها على المشهد السياسي، بعدما سادت حالةٌ من الفشل واليأس من تأسيس دول عربية على مبادئ ديمقراطية حقة، فمن غير المنطقي أن يصل العالم إلى هذه المرحلة من التطور العلمي والتقني، فيما تظل بعض الدول العربية محافظةً على النظام السياسي لما قبل خمسينيات القرن الماضي، فالثورة العلمية لا بد أن تتبعها ثورة اجتماعية وسياسية، شئنا أو أبينا، تتماشى مع ما وصل إليه العالم من تمدن وتحضر، وإلا أصبح هناك تناقض فج، وذلك ما حصل إبان الثورة الصناعية في أوروبا وانتهاء عصر الإقطاع.
إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"العدد 4721 - الإثنين 10 أغسطس 2015م الموافق 25 شوال 1436هـ
لا فرق
لا فرق بين داعش و حالش فكلاهما ارهابي متطرف و طائفي الحل هو العلمانية و لا منع رجال الكهنوت من السياسة و الشأن العام فهم أساس المصيبه لم نعرف التطرّف حتى وصل رجال الكهنوت للحكم
الرسول الاعظم(ص)
كانت الجاهليه قبل ظهور الاسلام القبائل تعيش وتاكل وتشرب كالانعام ولا تعرف المسموح والمنبوذ ولا عيب ولا كرامه انسانيه للرجل والمراءه وعندما جاء الاسلام ونور محمد عليه افضل الصلاة والسلام وامرهم بما يؤمر الله واسلم بعضهم ولم يسلم البعض اتهموه بانه فرق بينهم وافسد عليهم حياتهم وملذاتهم هل رجال الدين يفسدون على الناس حياتهم كما قالوا عن الاسلام والرسول حاشا لله ولرسوله
صدقت
الأَولى الاستجابة للجديد من المصالح والاحتياجات والحقوق والسياسات والقيم. وهذه لا تكون إلا بوضع الصالح من المؤسسات والقوانين وإحلالها لما لم يعد صالحا مما سبقها.
العالم لا يحب الفراغ من السياسة
حجبت الوسط عنا يومين صرنا كسمكة جف عنها الماء