تعقد دائرة الجنايات في المحكمة الكلية الكويتية برئاسة وكيل المحكمة محمد الدعيج جلستها الثالثة اليوم الإثنين (10 أغسطس/ آب 2015) لاستكمال محاكمة المتهمين في قضية تفجير مسجد الإمام الصادق (ع)، حسبما أفادت صحيفة الأنباء الكويتية.
وكانت المحكمة قررت في جلستها الثانية الخميس الماضي إخلاء سبيل 11 متهما من أصل 29 متهما في القضية الجنائية (رقم 40 لسنة 2015 حصر أمن الدولة) بلا ضمان ومنع جميع المتهمين من السفر ما لم يكن أي منهم محبوسا لسبب آخر.
وقررت المحكمة إخطار جمعية المحامين لتكليفها بتوفير الدفاع المنتدب لعدد من المتهمين لما أوجبت به المادة 120 من قانون الإجراءات والمحاكمات الجزائية، ونبهت جميع المتهمين التي أمرت بإخلاء سبيلهم من متابعة وحضور جميع جلسات المحكمة القادمة في حين كلفت نيابة التنفيذ الجنائي والتعاون الدولي مخاطبة الإدارة العامة للمؤسسات الإصلاحية لتمكين كل المتهمين المحبوسين بالقضية من إجراء الاتصالات اللازمة مع ذويهم ومحاميهم فضلا عن تمكين المتهمين من الالتقاء بدفاعهم.
وشهدت الجلسة الماضية استكمال استجواب المتهم الأول في القضية عبدالرحمن صباح عيدان وإعادة فتح الأحراز التي تضمنت قرصا ممغنطا وذاكرة (فلاش ميموري) يحتويان على تسجيلين الأول صوتي يعود للانتحاري فهد سليمان القباع منفذ التفجير الإرهابي في مسجد الإمام الصادق (ع).
وتضمن التسجيل الآخر مشاهد مرئية من تسجيلات كاميرات المراقبة لمسجد الإمام الصادق (ع) تظهر خلاله السيارة التي أقلت الانتحاري ولحظة نزوله ودخوله المسجد خلال أداء المصلين لصلاة الجمعة ولحظات التفجير من داخل المسجد وخارجه.
وكان المتهم العيدان أقر أمام المحكمة بأنه هو الذي قاد السيارة التي أقلت الانتحاري القباع إلى مسجد الإمام الصادق (ع) لتنفيذ التفجير الإرهابي وبأن الانتحاري كان يجلس في المقعد الأمامي المجاور للسائق وأن السيارة تعود إلى المتهم السابع بالقضية جراح نمر.
وعقدت محكمة الجنايات أولى جلساتها لمحاكمة المتهمين في الرابع من الشهر الجاري ومن بين المتهمين سبعة كويتيين وخمسة سعوديين وثلاثة باكستانيين و13 شخصا من المقيمين في البلاد بصورة غير قانونية إضافة إلى متهم هارب لم تعرف جنسيته بعد.
ومن بين المتهمين أيضا خمسة من المتهمين الهاربين غيابيا، اثنان منهم تم ضبطهما في السعودية وهما شقيقان الأول يدعى ماجد عبدالله الزهراني (المتهم الرابع بالقضية) والثاني هو محمد عبدالله الزهراني (المتهم الثالث) ولهما شقيق ثالث كان في الكويت وتم تسليمه للسلطات السعودية وآخر موجود في سورية ضمن تنظيم «داعش» الارهابي.
وكانت وزارة الداخلية أعلنت عن تمكن سلطات الأمن السعودية من ضبط المتهمين الشقيقين اللذين شاركا في حادث تفجير مسجد الامام الصادق حيث قاما بتوصيل المتفجرات للمتهم عبدالرحمن صباح عيدان، وأظهرت التحليلات والتحقيقات أن المتفجرات هي من النوع نفسه المستخدم في حادثتي التفجير الارهابي بمنطقتي الدمام والقطيف بالسعودية.
وكان مسجد الإمام الصادق (ع) الكائن في منطقة الصوابر بالكويت العاصمة تعرض لتفجير إرهابي في 26 يونيو/ حزيران الماضي خلال صلاة الجمعة في شهر رمضان المبارك، ما أدى الى استشهاد 26 شخصا وإصابة 227.
حماك الله
الكويت تسطر دروسا رائعة في كيفية تعقب الجناة، دروسا قل نظيرها