بعد 12 عاما من حكم نيستور وكريستينا كيرشنر سيتم تحديد المرشحين للانتخابات الرئاسية، اليوم الأحد، في انتخابات تمهيدية ستترجم توجهات الناخبين قبل شهرين ونصف من اقتراع 25 أكتوبر (تشرين الأول)، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الأحد (9 أغسطس / آب 2015).
ويعتبر كل من دانييل سيولي حاكم مقاطعة بوينس آيرس (نحو 40 في المائة من الناخبين) الذي حصل في النهاية على دعم كريستينا كيرشنر، ورئيس بلدية بوينس آيرس ماوريسيو ماكري (محافظ) أبرز المرشحين لإدارة ثالث أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية.
ويتوقع أن تتم تزكية ترشح سيولي دون مشكلات بعد أن أصبح بلا منافس داخل الائتلاف الحاكم الجبهة من أجل النصر (يسار). وهذا القبطان السابق للسفن التجارية الذي كانت علاقاته فاترة في السنوات الأخيرة مع كرستينا كيرشنر يحظى بدعم مقرب من كيرشنر كارلوس زانيني.
أما موريسيو ماكري الرئيس السابق لفريق بوكا جونيورز لكرة القدم فإن مهمته لن تكون أصعب بكثير. ولا يتوقع أن يلقي مشكلات خلال الانتخابات التمهيدية لحزبه «كومبيومس» (لنغير)، في إزاحة ايرنستو سانز مرشح حزب «يو سي آر» (وسط يسار) الذي يحاول بدوره هزم مرشح الجبهة الحاكمة.
ولم يعد ممكنا لكيرشنر الترشح وذلك بعد أن تولت ولايتين رئاسيتين متتاليتين (2007 - 2015). وكان زوجها سبقها إلى تولي رئاسة البلاد (2003 - 2007) بعد الأزمة الاقتصادية لعامي 2001 و2002.
ونظام الانتخابات التمهيدية العامة لكل الأحزاب السياسية في اليوم ذاته خلال اقتراع وطني والذي أحدث في 2009، يمثل خصوصية أرجنتينية. أما المرشح الثالث فهو سيرخيو ماسا وهو نائب فإنه يبقى بعيدا في استطلاعات الرأي عن سيولي وماكري بما لا يتيح توقع بلوغه الدور الثاني.
وباستثناء منصب الرئاسة، فقد تولى سيولي (58 عاما) أعلى المناصب في الدولة. وبعد أن عين وزيرا تولى لاحقا منصب نائب الرئيس نيستور كيرشنر وهو يحكم مقاطعة بحجم إيطاليا تضم أكثر من ثلث سكان الأرجنتين.
أما منافسه الرئيسي ماكري (56 عاما) فهو رئيس شركة عرف من خلال إيصاله فريق بوكا جونيورز إلى العالمية. وهو يحظى بدعم أوساط رجال الأعمال الغاضبين على السياسة الاقتصادية للحكومة.
وبعد سنوات من النمو الاقتصادي الكبير الراجع أساسا إلى الصادرات الزراعية، بدا الاقتصاد الأرجنتيني يعاني منذ 2013. وشهدت صناعة السيارات أحد أعمدة اقتصاد البلاد تباطؤا.
وخلال الانتخابات الرئاسية لعام 2011 تمت إعادة انتخاب كريستينا كيرشنر منذ الدور الأول بنسبة 54 في المائة من الأصوات.
وخلال آخر اجتماع نظمه الخميس كرر سيولي عبارة لبابا الفاتيكان فرنسيس قالها في آخر جولة له في أميركا الجنوبية «أرض وسكن وعمل» للجميع وأضاف إليها كوعد انتخابي «مساواة واستثمار وابتكار». ويعد سيولي نوعا من الاستمرار لخط كيرشنر، لكنه نبه إلى أنه ستكون هناك تغييرات.
وقال المحلل السياسي كارلوس فارا «سيتخذ منعطفا بالاقتراب من الأسواق في الأمد القصير أو المتوسط، وسيغير السياسة في المستوى الدبلوماسي والأمني».
من جانبه يقدم ماكري نفسه كمرشح للقطيعة مع تيار البيرونيين وضمنه «الكيرشنية». وفاز على رأس حزبه «بي آر أو» الذي شكله في 2007 بمدينة بوينس آيرس التي يعتبرها رافعة للوصول إلى الرئاسة حيث يعتزم تطبيق الوصفات التي استطاع تطبيقها في العاصمة.
وفي الفقر الذي تفاخر الحكومة بأنها استطاعت تقليصه، يؤكد ماكري أن الأرجنتين تضم 14 مليون فقير من إجمالي 41 مليون نسمة ووعد بتفكيك ترسانة الإجراءات الحمائية (مراقبة الصرف والحد من الواردات).
وقال المحلل السياسي روزيندو فراغا إنه «إذا كان ماكري الأحد متخلفا بخمس نقاط عن سيولي يمكنه أن يأمل في الفوز بالدور الثاني، لكن لا يمكن استبعاد فوز سيولي من الدور الأول».
ويتم انتخاب المرشح منذ الدور الأول المقرر في 25 أكتوبر المقبل في الأرجنتين، في حال جمع 40 في المائة من الأصوات وكان الفارق بينه وبين ثاني المرشحين لا يقل عن 10 في المائة. وتركز كل القيادات السياسية على الانتخابات التمهيدية ليوم الأحد لأنه ومنذ 2009 جاءت نتائج هذه الانتخابات متطابقة مع الانتخابات الرئاسية.