قال أحد أفراد عائلة الصحافيين التونسيين المختطفين في ليبيا منذ نحو عام يوم أمس إن لديهم معلومات مؤكدة تفيد بأنهما على قيد الحياة، عكس ما تردد بشأن تصفيتهما من قبل متشددين، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الأحد (9 أغسطس / آب 2015).
وقال سامي القطاري، والد المصور نذير القطاري في تصريحات لوسائل الإعلام يوم السبت: «أبشر أصدقاء نذير وسفيان بأن آخر الأخبار المؤكدة التي لدينا تفيد بأنهما على قيد الحياة». وأضاف القطاري أن مفاوضات تجري مع أطراف ليبية بوساطة يقوم بها رجل أعمال تونسي من أجل الإفراج عن المخطوفين في أقرب وقت.
واحتجز الصحافي سفيان الشورابي، وهو من أبرز النشطاء والمدونين في تونس إلى جانب المصور نذير القطاري في مدينة برقة الليبية عندما كانا في مهمة إعلامية في الثالث من سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، وفشلت السلطات التونسية منذ ذلك الحين في القيام بمفاوضات مع جهات محددة للإفراج عنهما.
وفي مطلع العام الحالي، أعلنت مجموعة تنسب نفسها إلى تنظيم داعش الإرهابي في مدينة برقة عن إعدام الصحافيين عبر صفحة لها على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) لكن لم يتسن التأكد من تلك المعلومات. وفي أبريل (نيسان) الماضي أعلنت الحكومة المتمركزة شرق البلاد في طبرق والمعترف بها دوليا، أنها اعتقلت متشددين قاموا بتصفية خمسة صحافيين وقالت إنهم متورطون أيضا في قتل الصحافيين التونسيين في وقت سابق لكن دون أن يتم تحديد مكان جثتيهما.
وقال سامي القطاري: «لم نيأس واستمررنا في العمل. تقدمنا أشواطا ونأمل أن يكونا (سفيان ونذير) قريبا في تونس». ويتوقع أن تعقد عائلتي الصحافيين مؤتمرا صحافيا للإعلان عن آخر الأنباء بشأن مصير القطاري والشورابي، بحسب ما أفاد به نفس المصدر.
ومن جهة أخرى، قالت وزارة الداخلية التونسية أول من أمس إنها اعتقلت 12 شخصا بينهم امرأة كانوا يعتزمون التسلل إلى ليبيا والانضمام لجماعات متشددة مسلحة. وأوضحت الوزارة في بيان: «قامت وحدات الحرس الوطني بمدنين بإيقاف عدد 12 نفرا من بينهم امرأة على مستوى منطقة الشّهبانيّة التابعة لمدينة بنقردان والواقعة على الحدود مع ليبيا على متن حافلة نقل عمومية».
وجاء الاعتقال عقب معلومات مخابراتية «تفيد اعتزام مجموعة إرهابية بمعتمدية جبنيانة من ولاية صفاقس التحوّل إلى القطر اللّيبي للالتحاق بالمجموعات الإرهابية»، وفق ما جاء في البيان.
وأفادت السلطات التونسية أن المحتجزين أكدوا خلال الاعترافات الأولية أنهم كانوا يعتزمون التسلل إلى ليبيا بالتنسيق مع عنصر إرهابي تونسي موجود بهذا البلد.
ويذكر أن تونس بدأت في بناء جدار وخندق على طول حدودها مع جارتها الجنوبية لمنع تسلل المتطرفين بعد الهجوم الدموي على منتجع سوسة السياحي في يونيو (حزيران) الماضي. وفي الوقت الذي تنزلق فيه ليبيا في صراع بين فصائل متناحرة وحكومتين متنافستين، يتسع الفراغ الأمني في البلاد ويزداد نفوذ أنصار تنظيم داعش ومجموعات متشددة أخرى.