أربكت تكهنات بتغييرات مرتقبة في الحكومة المصرية حسابات المسئولين في الوزارات ودواوين المحافظات مع ساعات أول يوم عمل أمس (السبت)، عقب انتهاء عرس افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة. وقال مسئول حكومي لصحيفة "الشرق الأوسط" إن "غالب الوزراء والمحافظين حاولوا الاستفسار من مجلس الوزراء عن صحة أنباء التغييرات أمس"، مضيفاً أن الردود عليهم من المسئولين في مجلس الوزراء كانت تأكيدات على مقولة سابقة لرئيس الحكومة إبراهيم محلب بأن "التغيير في الوزراء أو المحافظين وارد في أي وقت".
وقالت مصادر مصرية مطلعة إنه "من المتوقع أن يتم إجراء تغيير وزاري وحركة محافظين خلال الأيام المقبلة، وأن التغيير قد يطال محلب"، مؤكدة أن "سبب التغيير هو تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسي أكثر من مرة في عدد من الوزارات بهدف دفع عجلة الإنتاج إلى الأمام، بالإضافة إلى بطء كثير من الوزراء في اتخاذ القرارات الحاسمة".
وقالت مصادر مطلعة لـ "الشرق الأوسط" إن "3 شخصيات مرشحة لخلافة محلب... وأن حركة المحافظين سوف تجري في 10 محافظات عقب التغيير الوزاري".
وكان آخر تعديل وزاري أجري في مصر مطلع مارس/ آذار الماضي، شمل 6 وزارات من بينها الداخلية. وتم استحداث وزارتي دولة لشئون السكان والتعليم الفني والتدريب، مع تغيير وزراء الزراعة والثقافة والتربية والتعليم والآثار والسياحة والاتصالات، ولم يقترب التعديل من وزراء المجموعة الاقتصادية، مما أشار حينها إلى رضا رأس السلطة في مصر عن أدائهم وتوجههم الاقتصادي على رغم الانتقادات الموجهة إلى عدد منهم.
لكن المصادر المصرية المطلعة أشارت إلى أن "التغيير الوزاري المتوقع سوف يطال الوزارات الخدمية، وفي مقدمتها الصحة والنقل والتربية والتعليم والثقافة والري والزراعة، وذلك بعد المتابعات التي تمت من قبل رئيس الوزراء خلال الفترة الماضية للوزراء من خلال أدائهم للمهام المكلفين بها والملفات الخاصة بقطاعاتهم"، مؤكدة أن "التغيير الوزاري لتحسين الأداء ولدفع العمل والإنتاج بصورة أكبر وتحقيق مطالب المواطنين".
وقالت المصادر إن "دوائر صنع القرار في مصر اطلعت على تقارير تقييم للوزراء والإنجازات والسلبيات الخاصة بكل وزارة على حدة، وكذلك أوجه القصور ونقص الخدمات"، موضحة أن الجهات المعنية تعكف على دراسة الخبرات والكفاءات لعدد من الشخصيات المرشحة لتولي بعض الوزارات والذي سيكون النسبة الأكبر منها لوزراء المجموعة الخدمية.
ويقول مراقبون إن "الانتهاء من افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة زاد التكهنات بقرب رحيل محلب عن رئاسة الحكومة، التي تواجه بعضا من الأزمات وخصوصاً على مستوى الخدمات". ويرى المراقبون أن "هناك غضباً من السيسي بسبب أداء بعض الوزراء في حكومة محلب، التي يعول عليها المصريون في كثير من التحسن الخدمي والأمني والاقتصادي والمعيشي مع بداية انطلاق مشروع القناة الجديدة".
بدوره، طالب محلب من وزراء حكومته عقب الانتهاء من حفل القناة تقارير لتعرض عليه اليوم، حول خطة كل وزارة لما بعد افتتاح قناة السويس الجديدة، ليتم البدء في المشروعات المتوقفة ومتابعة المشروعات التي يتم العمل بها حالياً.