في لقاء زاهي وهبة مع مؤسس «السفير» طلال سلمان، بمناسبة أربعين عاماً على صدورها، طرح الروائي المصري يوسف القعيد سؤالاً جوهرياً: لماذا لم ينعكس الربيع العربي على الصحافة العربية؟
من المؤكد أن القعيد يعرف (البير وغطاه)، فهو صحافي وكاتب وأديب له عشرات الروايات والقصص، التي صودر بعضها ومُنع من النشر، بسبب تميّزها بالصدق وبأسلوبها النقدي. وهو يعرف تماماً أن ما خرج الشباب العربي شرقاً ومغرباً، للمطالبة بالحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية ، إنما دونه خرط القتاد! فالصحافة تمثل قوى سياسية واجتماعية ذات مصالح ثابتة، فهي تستميت في الدفاع عن مصالحها الموطّدة، ومن شأنها أن ترى النور فتقول عنه ظلام. ولذلك نستبعد أن يكون سؤال القعيد استفهامياً بقدر ما هو سؤال استنكاري... فأنت لا يمكن أن تقدّم خمراً جديدةً في دنان قديمة.
الربيع يحتاج إلى من يؤمن بالربيع أولاً لينعكس على كتاباته وأخباره، أما من يعيش في خريف عمره وتقيّده الأغلال الفكرية والمصالح الطبقية والعقد النفسانية، فمن الصعب جداً أن يتفاعل مع الشباب ومطالبه وطموحاته. فلذا... لا تتوقّع خمرةً جديدةً في دنٍّ قديم.
لغوياً... الدنّ هو وعاء الخمر، كما قال الشاعر:
فالعيْشُ في بِنْتِ فِكْرٍ... تُجْلى وفي بنتِ دَنِّ.
وبنت الدنّ هي الخمرة، وهذه لها أسماءٌ كثيرةٌ ابتدعها العرب، مثل الراح، والطلى، والبابلية (نسبة لبابل جنوب العراق)، والصهباء، والمُدام، والشمول، والكأس، والكُميت، والسُرقع (النبيذ الحامض)، والسُلاف (أوّل ما يَجري من ماء العِنب من غير عَصْر)، والقهوة، والحُمَيَّا، حيث يبدو أن بعض أنواعها القديمة كانت تحمّيهم وتشعل أطرافهم! كما أطلقوا عليها اسم الحمراء، والصفراء والزرقاء، والأرجح أن ذلك يعود للونها ومما كانت تشتق منه من مواد! كما أسموها ببنت الحان، وبنت الكروم... وأم ليلى!
كما أطلقوا عليها صفاتٍ مغريةً أخرى مثل الصافية، والنفيسة والعذراء، والعروس! وفي المقابل وصفوها بصفات ونعوت غير محبّبة، مثل أم الدهر والخندريس، والغبيراء والعجوز!
دعونا نبتعد اليوم عن السياسة، فـ «اليوم خمر وغداً أمر»، كما قال هارون الرشيد، خصوصاً أن للخمر حضوراً كبيراً في الشعر العربي، سواءً أيام الجاهلية وبعد الإسلام! وربما زاد ذكرها والتغنّي بها والتفاخر بشربها في الفترة التي تعتبر ذروة صعود الحضارة الإسلامية! وهو ما يشهد به الشعر الذي يعتبر «ديوان العرب»، حيث يكفيك قراءة مختاراتٍ سريعةٍ من أبيات الشعر للتحقّق من هذه الحقيقة الاجتماعية. يقول أحدهم:
فواصَلْنا كؤوسَ الرّاحِ حتى... بَدَتْ للعينِ أَنوارُ الصَّريمِ!
فقد عكف عليها مع أصحابه حتى الصباح! ويقول آخر:
وأَجَلْنا الكأسَ فيما بيننا... وعلى الصَّهباءِ بِتْنا عاكفين!
ويصف ثالثٌ هذه السهرات منتشياً:
مع فتيةٍ تتعاطى الكأسَ مُترعةً...
من خمرَةٍ كلهيبِ النارِ تزدهرُ
ويقول رابع القوم:
فهامت بالعُلا شَغَفاً... وهِمْنا بابنة العنبِ!
ويتغزّل خامسٌ بابنة العناقيد وهو يصف حمّى التنافس التي تأخذ بالألباب:
ما البابليّةُ في صفاءِ مِزاجِها...
والشَّرْبُ بين تنافسٍ وسباقِ.
أبعد هذا تسأل: لماذا لم ينعكس الربيع العربي على الصحافة العربية؟
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4719 - السبت 08 أغسطس 2015م الموافق 23 شوال 1436هـ
ما اجمل الرد على ..وما تحته
وتأكد انهم ام يفهموها
مو بس حمى
بعض من الناس شاربين عشرق اليوم!!!!!!!
الصحافة ضاعت بعد الثورات العربية.... ام محمود
الصحافة العربية و الاعلام العربي و الاخبار التي تأتي من الوكالات المحلية و العالمية اصابها انحراف كبير و كذب و دجل و تعتيم اعلامي و حروب اعلامية و المنهزم يصبح منتصر و الذكي هو من يكتشف هذه الأباطيل و الالاعيب و التصريحات هنا و هناك
احسنت عندما استخدمت الاسماء المختلفة للخمر فالناس اليوم سكارى ضائعون بسبب كثرة القتل و الفتن و التفجير و هناك حوادث ستصلنا في الخليج
بعد توقف الوسط وقعنا في المتاهة دخلت امس على موقع صحيفة بحرينية و قرأت مقال بعنوان ( حرية تعبير ام حرية تطاول ) و اترك لك التعليق
قوي جدا
سيدنا المغزي من المقال جدا قوي واللبيب بالاشارة يفهم وإنشاء الله عوده حميده للوسط
ان شا اللة وصلت
ههههه رد ولا اروع ولا افهم ولا ابلغ
ان شا الله وصلت
هلا بوي
شغلك عدل الحين كل حرب كل حرب خل الواحد يستانس وينشنش. .باجر ييب لنا موضوع اشلون استوى الطمبور واساميه بالعربي وخل نستانس يبه وبسنا قثوه وطق مطاقق
اللبيب بالإشارة يفهم.
ههههههه هذا هو المطلوب عند القوم.
مقال مهم
مقال مهم جدا فعلا يفضح شيخوخة الإعلام العربي ورجعيته
إذا أردنا قياس تقدم الشعوب ننظر إلى صحافته
الصحافة عنوان البلد
بارك الله فيك سيدنا
والشرب بين تنافس وتسابق
ولا واحد منهم يتضامن حتى لو من باب المجاملة.على الاقل هذه صحيفة زميلة . لا الجماعة رايحه عليهم.
هههههه
وجوههم وجوه ربيع عربي؟
لاتعليق بالقلب احسن
خل التعليق بالقلب افضل مشكلة لو يطلع
أحسنت
الربيع يحتاج إلى من يؤمن بالربيع أولاً لينعكس على كتاباته وأخباره، أما من يعيش في خريف عمره وتقيّده الأغلال الفكرية والمصالح الطبقية والعقد النفسانية، فمن الصعب جداً أن يتفاعل مع الشباب ومطالبه وطموحاته. فلذا... لا تتوقّع خمرةً جديدةً في دنٍّ قديم.
الفكرة جداً واضحة فالخمر أعمى قلوباً فتغطت بالرين.. كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون.
صاروخ
نعم المشكلة في الدن يا سيد. هذا اللي يتعين كسره وعدم الأسف والتباكي عليه. ولكن دون ذلك مشتوايات وفشنق واتهامات وحبوس وسندارة.
الجواب بسيط
لأن العقل العربي لظي بخمر قوم جهلوا بصنعه فقد أبدلوا العنب بحلظم فأصبح لا يغني ولا يسكر،لا بل هتك خلايا الوعي فهذي....فرحنا بعودتكم.
مبدع
سلمت يداك،ابداع وتميز بما تحمل من طرق واساليب لايصال ما تهدف اليه .
ويش السالفة؟
بداية ونهاية ذكية
بس الأهم "اليوم خمر وغداً أمر"
رحنا ملح!
ستراوية
سلمت يا سيد
وسلم قلمك المناضل الباحث عن الحق
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ
- قال الله تعالى في سورة المائدة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا ... من المؤسف حقا أن بعض الناس يقول لا تسأل فتخبر عن شيء يكون فيه مشقة عليك ،
ضربة معلم
أجدت الرد ولا أبلغ من هذا يا سيد!
الصحافة مرآة الأمة
إذا أردت قياس مدى تقدم أمة أنظر مساحة الحرية المعطاة لها صعودا وهبوطا وما لم تتحرر الصحافة ستظل الأمة مكبلة ينخرها الفساد وتضيع فيها الحقوق ويقدم المؤخر ويؤخر المقدم ويصبح التابع متبوع والمتبوع تابعا.
رسالة
هذه الرسالة كانت يجب ان تصل ووصلت
وش لك بالبحر وأهواله
خخخخخخ ههههههه صدقت والله