عرض رجل دين باكستاني بارز يعرف على نطاق واسع بأنه "أبو حركة طالبان" اليوم الخميس (6 أغسطس/ أب 2015) الوساطة في حل نزاع بشأن القيادة يهدد بإحداث انقسام في الحركة المتشددة في أفغانستان بعد تأكيد وفاة مؤسسها الملا عمر.
وقال مولانا سميع الحق وهو شخصية مؤثرة بين أعضاء حركة طالبان في افغانستان وباكستان انه دعا الرئيس الجديد للحركة الذي أعلن عنه مؤخرا الملا محمد أختر منصور الى ان يجلس مع منافسيه الذين اعترضوا على حقه في القيادة.
وقال لرويترز "سوف أرتب لأعضاء من الفصيلين المتنافسين لكي يجلسوا أمام بعضهم البعض وفي وجود علماء دين بارزين سنستمع إلى الجانبين ونتغلب على هذه القضية وديا."
وقال بالهاتف إن الجانبين عبرا عن ثقتهما فيه وناشدوه المساعدة في حل النزاع.
وتؤكد هذه التعليقات الجهود التي تجري داخل الحركة لرأب صدع يمكن ان يؤدي الى انقسام طالبان ويفتح الباب أمام مزيد من الانشقاق والانضمام الى تنظيم داعش ويهدد مستقبل محادثات السلام مع الحكومة في كابول.
وتؤيد بعض الشخصيات البارزة في طالبان المفاوضات بينما تعارض شخصيات أخرى المحادثات.
وفي نفس الوقت فان الحركة تمضي قدما في تمردها ضد القوات الحكومية في أفغانستان الذي راح ضحيته آلاف الأرواح منذ عام 2001 واشتد منذ ان غادرت غالبية قوات حلف شمال الأطلسي البلاد بحلول نهاية عام 2014 .
وتم الإعلان عن تعيين منصور الذي كان نائبا لفترة طويلة لمؤسس حركة طالبان الملا عمر زعيما للحركة الأسبوع الماضي بعد ان أكد مسئولون في طالبان وفاة الملا عمر.
ويقول مسئولون أفغان وبعض الشخصيات البارزة في طالبان انه توفى منذ عامين لكن لم يتم الإعلان عن وفاته.
خلافات طفيفة
وأغضب تعيين منصور بسرعة من جانب مجلس قيادة طالبان في مدينة كويتا الباكستانية كثيرين داخل الحركة وبينهم أعضاء من أسرة الملا عمر نددوا بمنصور ودعوا الى تشكيل مجلس قيادة جديد.
وقال مولانا سميع الحق الذي يؤيد قيادة منصور للحركة انه التقى مع أعضاء من اسرة الملا عمر وآخرين في الفصيل الذي يعارض الزعيم الجديد وحثهم على التغلب على ما وصفها "بالخلافات الطفيفة".
وقال "أبلغتهم بأن الناس لن يسامحوهم أبدا اذا أهدروا تضحيات آلاف المجاهدين الأفغان من خلال إحداث انقسامات داخل حركة طالبان".
وقالت مصادر من طالبان ان مجموعة تؤيد الملا محمد يعقوب ابن الملا عمر أبلغت سميع الحق بأنها لن تقبل بمنصور زعيما الى ان توافق على تعيينه مجموعة أكبر من القيادات يدعمها علماء دين.
وأكد الملا عبد المنان نيازي وهو متحدث باسم المجموعة التي ترفض منصور ان سميع الحق يتوسط في النزاع وقال ان مجموعة كبيرة يصل قوامها الى 300 عالم دين اجتمعوا في محاولة لايجاد حل.
وقال "لدينا موقف واضح تماما وهو انه يتعين على الملا منصور ان يستقيل وان يسلم إمارة أفغانستان الى مجلس العلماء ثم يختار مجلس العلماء زعيما جديدا." وأضاف "من يعينه المجلس زعيما سيكون مقبولا لنا."
وأسفر النزاع عن سلسلة هزات داخل قيادة طالبان.
واستقال سيد محمد طيب أغا مدير المكتب السياسي لطالبان في قطر من منصبه يوم الاثنين وانتقد اتخاذ قرار التعيين خارج أفغانستان وأيد دعوات لتشكيل مجلس قيادة جديد.
وحل محله شير محمد عباس ستاناكزاي الذي كان من كبار أعضاء وفد التفاوض التابع للحركة في الاجتماعات التمهيدية لمحادثات السلام مع مسئولين من حكومة كابول في مايو ايار وهو نائب سابق لوزير الخارجية في حكومة طالبان التي أطيح بها من السلطة في عام 2001 .