أكد مسؤول يعمل في مشاريع الطاقة الشمسية أن 40 في المائة من الكهرباء التي يتم توليدها في السعودية يمكن أن تنتج عبر الطاقة الشمسية، مشيرا إلى أن ذلك يتماشى مع خططها التي أعلنتها قبل ثلاثة أعوام لتنويع مصادر الطاقة من خلال الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة، حسبما أفادت صحيفة الاقتصادية السعودية اليوم الخميس (6 أغسطس / آب 2015)
وقال لـ "الاقتصادية" بادي بادماناتان الرئيس التنفيذي للشركة العالمية "أكوا باور"، "إن الانتقال إلى الطاقة البديلة خاصة الشمسية يعد نقطة تحول كبيرة في قطاع الطاقة في السعودية، بعد انخفاض أسعار تكنولوجيا الطاقة الشمسية في الأعوام الماضية، ما جعل توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وتخزينها فرصة لمنافسة الوقود الأحفوري".
وأكد بادماناتان أن "أكوا باور" تسعى إلى دمج الطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة ومن ثم تقليل الاعتماد على النفط، مضيفا "في السعودية لدينا مساحات شاسعة وأوقات طويلة من ضوء الشمس، ما يوفر لنا فرصا عديدة للتقليل من الاعتماد على حرق الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة".
وتوقع الرئيس التنفيذي لـ "أكوا باور" أن تشكل مشاريع الطاقة الشمسية القائمة على الطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة المتوقع بناؤها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال العقدين المقبلين أكثر من نصف كمية إنتاج الطاقة الإجمالي البالغة 140 ألف ميجاواط.
محطة بوكبورت في جنوب إفريقيا ستوفر 50 ميجاواط من قدرة البلاد لتوليد الكهرباء.
وتحدث بادماناتان في الحلقة الرابعة من ملف استخدامات الطاقة الشمسية في السعودية، عن أبرز مشاريع الشركة لإنشاء محطات توليد الطاقة بالشمس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما يسهم في تعزيز وجود الطاقة في المنطقة وخفض تكاليف إنتاجها والحد من انبعاثات الكربون الناتجة من حرق الوقود الأحفوري في تشغيل محطات الكهرباء.
معلوم أن شركة أكوا باور تعد مطورا ومستثمرا ومالكا مشتركا ومشغلا لمجموعة من المحطات في عشر دول، في كل من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودول القرن الإفريقي وجنوب شرق آسيا.
محطة بوكبورت في جنوب إفريقيا
استشهد رئيس "أكوا باور" بمشاريع الطاقة الشمسية التي تنفذها شركته في المنطقة، حيث أوضح أنه يجري في جنوب إفريقيا إنشاء محطة بوكبورت التي ستستخدم تقنية الملح المنصهر بهدف توفير 50 ميجاواط من قدرة البلاد لتوليد الكهرباء ابتداء من مطلع 2016. يأتي هذا المشروع ضمن برنامج حكومة جنوب إفريقيا لشراء الطاقة من محطات الطاقة المستقلة.
وتقوم "بوكبورت" للطاقة الشمسية المركزة بتخزين فائض الطاقة الشمسية خلال النهار ما يسمح بإعادة استخدامها خلال ساعات الليل وبالتالي توفير طاقة كهربائية خلال ساعات الذروة.
وقال بادماناتان "إن سعة تخزين الطاقة الحرارية في المحطة الناتجة عن الطاقة الشمسية 1300 ميجاواط تعادل 9.3 ساعة من العمل. وتعتبر هذه السعة التخزينية الأكبر في العالم في محطات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية".
ويتم توليد الطاقة الشمسية من خلال حقل تبلغ مساحته 685 ألف متر مربع. وسيسهم مشروع بوكبورت للطاقة الشمسية المركزة بتوفير أكثر من 1200 وظيفة للسوق المحلية خلال عملية الإنشاء و390 وظيفة للمناطق المجاورة وأكثر من 50 وظيفة دائمة طوال 20 عاما.
وتعادل الكهرباء المولدة من المحطة 200 ألف من طاقة الاستخدام العائلي في نطاق جنوب إفريقيا.
مشروع نور في المغرب
وذكر رئيس "أكوا باور" أنه يجري إنشاء مشروع "نور 1" بتقنية الطاقة الشمسية المركزة بسعة إنتاجية 160 ميجاواط، ومشروع "نور 2" وهو عبارة عن محطة طاقة شمسية بطاقة توليدية تبلغ 200 ميجاواط تعتمد على تقنية الطاقة الشمسية المركزة باستخدام القطع المكافئ.
كما تقوم الشركة بتنفيذ "نور 3" بطاقة توليدية تبلغ 150 ميجاواط تعتمد على تقنية الطاقة الشمسية المركزة باستخدام الأبراج المركزية.
وتبلغ القيمة الإجمالية للمشروعين الأخيرين ملياري دولار وسيتم تمويل 80/20 من الدين على أساس الأسهم حيث ستمول الوكالة المغربية للطاقة الشمسية الدين بالكامل من قبل صناديق الإقراض المضمون من المصرف الدولي ومصرف "كي إف واي" المملوك للحكومة الألمانية، ومصرف التنمية الإفريقي، والمفوضية الأوروبية ومصرف الاستثمار الأوروبي.
وقال بادماناتان "إن اختيار "أكوا باور" لهذا المشروع جاء بعد مناقصة دولية قدمت فيها الشركة العرض الأفضل من بين المناقصات الأربع التي تأهلت، حيث عرضت لمشروع "نور 2" تكلفة 1.36 درهم مغربي لكل كيلو واط من الطاقة المولدة وتكلفة 1.42 درهم مغربي لكل كيلو واط من الطاقة المولدة لمشروع "نور 3" في العروض المركبة، وهذا سيساعد المغرب على توفير ما قيمته 1.1 مليار درهم مغربي (132 مليون دولار) مقارنة بالعروض بالأخرى".
وسيتم تجهيز "نور 2" و"نور 3" بقدرة تخزين حرارية تصل إلى نحو سبع ساعات لكل منهما، ما سيمكن هذه المحطات من توزيع كميات كبيرة من الطاقة في الليل والنهار.
وسيعتمد "نور 2" الذي ستبلغ قدرته التوليدية 200 ميجاواط على تقنية القطع المكافئ، بينما سيعتمد مشروع "نور 3" الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 150 ميجاواط على تقنية الأبراج الشمسية.
وسيسهم "نور 2" و"نور 3" في الحد من انبعاث نحو 1.108.600 طن من ثاني أكسيد الكربون لكل سنة تشغيل.
مجمع الشيخ محمد بن راشد في دبي
قال الرئيس التنفيذي لـ "أكوا باور"، "إن الشركة تنفذ في دبي مشروعا للطاقة الشمسية يعتبر الأضخم من نوعه على المستوى العالمي، وهو مجمع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية.
وسيسهم المشروع في تخفيض تكلفة الطاقة الكهربائية الشمسية بنسبة تزيد على 20 في المائة. وسيتم تسعير الكيلو واط في الساعة بقيمة 5.84 سنت أمريكي خلال فترة عقد شراء الطاقة الذي يستمر لمدة 25 عاما اعتبارا من عام 2017 ويعتبر الأقل سعرا في العالم".
وتعد المحطة التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 200 ميجاواط الأكبر في العالم التي يتم التعاقد عليها في مرحلة واحدة، كما أنها الأولى من نوعها والأضخم في الشرق الأوسط.
وسيغطي إنتاج المحطة من الطاقة الكهربائية المولدة بتقنية الألواح الكهروضوئية 30 ألف منزل كل عام، باستخدام محطات توليد بالطاقة الشمسية.
وتقدر قيمة التخفيض في انبعاثات الكربون التي سيحققها المشروع بـ469.650 طن مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويا.
يُذكر أن قيمة استثمارات شركة أكوا باور تبلغ 26 مليار دولار بسعة إنتاجية تبلغ 16.91 جيجاواط من الكهرباء، وتنتج 2.5 مليون متر مكعب من المياه المحلاة يوميا وتوفرها للمرافق الحكومية والشركات الصناعية الكبرى بعقود طويلة المدى من خلال شراكة بين القطاع العام والخاص وعقود الامتياز وكذلك خدمات المرافق من خلال نماذج الاستعانة بمصادر خارجية.
وأنشئت "أكوا باور" في السعودية وتملكها ثماني شركات سعودية إضافة إلى شركة سنابل للاستثمار المباشر (المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة) والمؤسسة العامة للتقاعد ومؤسسة التمويل الدولية (عضو في مجموعة البنك الدولي).
هذا الكلام متأخر 50 سنة!
يفترض بالعرب أن يلتفتوا لهذا الموضوع قبل حوالي 50 سنة، وذلك للاعتماد على الطاقات المتجددة والبديلة، ولكن لا حياة لمن تنادي.