فيما كانت طائرة هليكوبتر تحلق في الأجواء برز رجال من بين الشجيرات، واستخدموا حبلاً لسحب ذكر وحيد القرن الأبيض الذي يزن طناً بعد تخديره بسهم أطلق من الجو، حسبما أفادت صحيفة الحياة يوم أمس الأربعاء (5 أغسطس / آب 2015).
وهذا الحيوان ضمن مئات من أمثاله التي يجري نقلها من بؤر الخطر في متنزه «كروغر الوطني» في جنوب أفريقيا، إذ تتعرض لإقبال شديد على صيدها لاقتناء قرونها.
وقال رئيس الخدمات البيطرية ماركوس هوفماير في متنزهات جنوب أفريقيا الوطنية إن «أولويتنا هي نقل الحيوانات من مواطن الخطر خصوصاً قرب السياج».
ويركز هوفماير ليس على الصيادين ممن يمارسون رياضة الصيد، بل على من يقومون بالصيد الجائر من التجار الذين قتلوا أكثر من 1200 وحيد القرن في جنوب أفريقيا العام الماضي.
وتمثل هذه زيادة بواقع أربعة أضعاف عن العدد في العام 2010، ويرجع ذلك أساساً إلى زيادة الطلب على قرون وحيد القرن في دول آسيوية منها فيتنام حيث تستخدم هذه القرون في الطب الشعبي.
ويأتي معظم من يقومون بالصيد الجائر من موزامبيق المجاورة التي تتاخم كروغر، والتي لا تزال واحدة من أفقر دول العالم على الرغم من اكتشافات الغاز والفحم فيها.
ويوجد في جنوب أفريقيا أكثر من 80 في المئة من أعداد وحيد القرن في العالم، ويصل عددها إلى 20 ألفاً، ويوجد نحو خمسة آلاف من هذه الحيوانات في محميات خاصة يجني أصحابها أموالاً من خلال أنشطة السياحة البيئية والصيد المشروع، وقد يربحون أكثر إذا رفع الحظر المفروض على تجارة قرون وحيد القرن إلى الأبد.
وبعد أن نجح فريق هوفماير في سحب وحيد القرن المخدر إلى طريق مترب أحدثوا برفق ثقباً في قرنه لتركيب شريحة ذكية، ليتمكنوا من تعقب القرن وملاحقته، إذا تم صيد الحيوان ونزع قرنه فيما بعد.
وسارع فريق هوفماير إلى سحب عينة دم من الحيوان لتحليلها ثم نهض الحيوان على قوائمه وسحب بالحبل نحو 40 متراً إلى قفص مجهز خصيصاً ليتم رفعه إلى سطح شاحنة.
وتمارس طقوس اصطياد وحيد القرن نفسها المتبعة منذ ستينات القرن الماضي حين كانت منطقة كروغر ملاذاً آمناً، لكن معدلات الوفيات كانت مرتفعة لكن تستخدم الآن وسائل تخدير آمنة وتستغرق العملية حالياً نحو ساعة.