العدد 4716 - الأربعاء 05 أغسطس 2015م الموافق 20 شوال 1436هـ

«يا عمي»... أنا مدير!

محمد طوق mohammed.tooq [at] alwasatnews.com

رياضة

عندما يفكر أكبر رأس في مجلس إدارات الاتحادات والأندية الوطنية بتعيين مديراً لفريق أو منتخب، يضع في ذهنه ضمن أولويات الاختيار أن تحمل هذه الشخصية مواصفات القائد الذي يمتلك الحنكة الإدارية والقدرة على تسيير عمله الإداري بأفضل صورة.

القيادة لا تأتي بوصفة سحرية، لأنها فن وبراعة ومهارة، بعض الناس تولد قادة وبعضهم يتعلمون القيادة والنوع الأخير لا يمكنه الوصول لهذه المواصفات مهما عمل... لكن ليس من الضرورة أن يحمل الشخص صفات القائد من الوهلة الأولى، فهناك الكثير ممن اجتازوا عملية التعلم بنجاح ووصلوا إلى مرحلة متقدمة من النجاح وحملوا على عاتقهم مسئولية تعليم الآخرين، فالثقة بالنفس هو أن تعتقد في نفسك اعتقاداً راسخاً بإمكانية تحقيق الهدف.

المشكلة، أن بعض من يتم تعيينه كمدير لفريق أو منتخب، يضع فوق رأسه «تاجاً»، وبالإمكان أن أشبهه بتلك الأميرة التي لا صوت يعلو عليها، لكنه في الحقيقة يعاني من نقص في شخصيته ويحب الظهور من أجل «الشو» لا أكثر ولا أقل، لكن عمله لا يشهد له بأنه المدير الحقيقي الذي بإمكان عمله الوصول إلى أعلى المستويات وإنجاح الفريق أو المنتخب الذي يعمله من أجله.

مثل هؤلاء المديرين، ظهروا على الساحة الرياضية، وبدلاً من التوجه للعمل، أخذوا على عاتقهم في المقام الأول الظهور الإعلامي، واستمروا في ذلك حتى أصبحوا بعيدين عن هدفهم الأول وهو مصلحة المنضومة التي يعملون فيها ومحاولة إتمام عملهم الإداري، والطامة الكبرى أنهم بعيدون حتى عن معرفة ما يدور داخل فريقهم أو منتخبهم!

السبب يكمن في التعيينات العشوائية التي تأخذها مجالس الإدارات سواء من الأندية أو الاتحادات، فلابد أن تبتعد عن التعيينات التي تأتي لمصالح أو معرفة شخصية لمن يتم تعيينه، فحجم عمل المديرين كبير ويحتاج إلى كفاءات وطنية قادرة على النهوض بالألعاب.

هذه الظواهر الغريبة والعجيبة طغت على ساحتنا الرياضية حتى في الاتحادات الرياضية بعد تعيينها مديرين أو رؤساء للأقسام، حتى بات هؤلاء رافعين رؤوسهم كالنعام في الشوارع لكن في عملهم ينكسون الرؤوس ويعتمدون كلياً على عمل غيرهم.

«يا عمي... أنا مدير، أنا رئيس، أنا وأنا وأنا»... لهؤلاء أقول بأن عملكم هو من سيشهد لكم في المستقبل القريب، وأمامكم مسئولية أكبر بكثير من «الشو»، فسارعوا بإثبات جدارتكم أفضل من خطواتكم التي تعيدنا للوراء.

أخيراً... لابد من الإشادة بعمل بعض من مديري الفرق والمنتخب الذين يبذلون قصارى جهدهم للارتقاء بعملهم الإداري ويسعون على الدوام أن يكون احترافياً، وأتمنى أن يحذو البقية على خطاهم. والله من وراء القصد.

إقرأ أيضا لـ "محمد طوق"

العدد 4716 - الأربعاء 05 أغسطس 2015م الموافق 20 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:25 م

      خطأ علمي وتربوي ...

      بعض الناس تولد قادة وبعضهم يتعلمون القيادة "والنوع الأخير لا يمكنه الوصول لهذه المواصفات مهما عمل"

اقرأ ايضاً