خطفت «جبهة النصرة»، ذراع تنظيم «القاعدة» في سورية، من جديد 5 مقاتلين على الأقل كانوا قد تلقوا تدريبات في إطار برنامج التدريب الأميركي للمعارضة السورية المعتدلة في شمال غرب البلاد، بعد أيام من خطفها 8 مقاتلين آخرين، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الثلثاء (4 أغسطس/ آب 2015).
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: «خطفت جبهة النصرة بين يوم الاثنين واليوم (الثلثاء) 5 مقاتلين على الأقل من الفرقة 30 في قرية قاح الحدودية مع تركيا». وكانت «جبهة النصرة» خطفت 8 عناصر من «الفرقة 30» بينهم قائد الفرقة العقيد نديم الحسن مساء الأربعاء الماضي قرب مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي، بحسب المرصد، إلا أن وزارة الدفاع الأميركية نفت الأمر.
وأشار عبدالرحمن إلى أن الجبهة «قامت باقتحام مخيم للنازحين في قرية قاح كان المقاتلون قد التجأوا إليه الإثنين».
وقال مدير المرصد: «شوهد اختطاف 5 مقاتلين»، مضيفاً «لكن عدد المختطفين قد يكون أكثر من ذلك». وذكر أن جبهة «تقوم بمطاردة المقاتلين» الذين تلقوا تدريبات في إطار البرنامج الأميركي في محافظة إدلب (شمال غرب) كما في ريف حلب (شمال).
وينتمي هؤلاء إلى مجموعة من 54 عنصراً من «الفرقة 30» تلقوا تدريبات عسكرية في تركيا، واجتازوا منتصف يوليو/ تموز الماضي الحدود إلى داخل سورية لمحاربة تنظيم «داعش».
وهاجمت «جبهة النصرة» الجمعة مقرا لـ «الفرقة 30» في المنطقة نفسها، ووقعت اشتباكات بينها وبين المدافعين عن المقر تسببت بمقتل 25 متشدداً من «النصرة» و7 من المقاتلين والموالين لهم الذين جاؤوا لمؤازرة الفرقة، بحسب حصيلة للمرصد الذي أشار إلى تزامن الاشتباكات مع غارات نفذها الائتلاف الدولي.
على صعيد آخر، قالت مصادر تركية رسمية إن قيام المنطقة الآمنة في الشمال السوري «مسألة وقت»، وأن الأتراك باشروا فعلياً التحرك لترجمة الاتفاق مع الأميركيين، وأن الطائرات الأميركية بدأت تأتي إلى قاعدة إنجرليك، وستبدأ العمليات على الأرض خلال الأسبوع الجاري أو بداية الأسبوع المقبل.
وأكدت المصادر في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نشرتها أمس، أنه لن يسمح للتنظيمات الكردية باستغلال العملية العسكرية للسيطرة على المناطق التي يخرج منها «داعش»، وأن سيطرتهم لن تتجاوز مدينة عين العرب (كوباني) الحدودية.
وشددت المصادر على أن الاتفاق الأخير مع الأميركيين يتضمن تفاصيل دقيقة لمستقبل الوضع في الشمال السوري. وأكدت المصادر أن الأميركيين «اقتنعوا بأنه لا يمكن لتجربة تعاونهم مع الأكراد في محاربة داعش أن تمتد على الحدود التركية، لما في ذلك من مخاطر ديمغرافية وأمنية»، مشيرة إلى أن الأميركيين تفهموا وجهة النظر التركية.
وكشف مصدر مطلع في المعارضة السورية للصحيفة عن اتجاه لإجراء تغيير في «الحكومة السورية المؤقتة» لمواكبة المرحلة المقبلة. وقال إن القيادة التركية عقدت سلسلة اجتماعات مع قادة المعارضة السورية لوضعها في أجواء التطورات الأخيرة عند الحدود مع سورية والاتفاق الأميركي- التركي.
إلى ذلك، وسعت الولايات المتحدة أمس الأول عقوباتها على سورية، عبر إضافة أفراد وكيانات قالت إنهم يؤمّنون محروقات للنظام السوري يستخدمها في محاربة شعبه.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إن العقوبات الجديدة تستهدف 4 أفراد و7 كيانات متهمة بمساعدة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلى جانب 7 سفن أصبحت ممتلكات مجمدة. وذكر مكتب مراقبة الأصول الخارجية أن «العديد من هذه الكيانات هي شركات واجهات تستخدمها الحكومة السورية ومؤيدوها في محاولة للإفلات من عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي».
العدد 4715 - الثلثاء 04 أغسطس 2015م الموافق 19 شوال 1436هـ