وقفت الخطوط الجوية اليمنية أمس أمس الاثنين (3 أغسطس/ آب 2015) رحلاتها من وإلى مطار صنعاء الدولي. وقالت نادية السقاف رئيسة لجنة الإغاثة الدولية المقيمة في الرياض عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن رحلات اليمنية توقفت إلى صنعاء بشكل مؤقت كون الحوثيين أعلنوا الاستيلاء على أي طائرة تهبط في صنعاء، بحسب ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط اليوم الثلثاء (4 أغسطس/ آب 2015).
وأشارت إلى أنه خلال يومين ستبدأ الخطوط الجوية اليمنية رحلاتها من مطار عدن الدولي. كما أعلنت الحكومة اليمنية في وقت سابق، تحويل حركة الملاحة من ميناء الحديدة الواقع في المدينة ذاتها غرب اليمن والذي يسيطر عليه الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، إلى ميناء عدن الذي تسيطر عليه المقاومة الشعبية جنوبي اليمن.
وعلى الصعيد الإنساني بدأ توزيع المواد الغذائية على سكان عدن كبرى مدن جنوب اليمن التي دمرتها أربعة أشهر من المعارك، لكن العملية تجري ببطء نظرا لجسامة الاحتياجات وضعف الإمكانيات وفق العاملين في المجال الإنساني. خلفت الحرب في اليمن أربعة آلاف قتيل خلال أربعة أشهر وفق الأمم المتحدة التي قدرت عدد من يحتاجون للمساعدة المباشرة من سكان أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية بنحو 21 مليونا.
تبدو آثار المعارك العنيفة ظاهرة على مدينة عدن التي استعادتها القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي في منتصف يوليو (تموز) من أيدي الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
في هذا الميناء الجنوبي تحمل المباني الموجودة في مناطق المعارك آثار شظايا الرصاص وقذائف الهاون وتبدو خطوط الكهرباء مقطوعة وأنابيب المياه محطمة في حين تمتلئ الشوارع بمياه المجاري.
وفي الشوارع التي بدأ العمل على إزالة الركام منها يشاهد سكان خرجوا يسعون لتأمين احتياجات عائلاتهم الأساسية.
أتاحت استعادة عدن إعادة فتح المطار وإنزال مساعدات عاجلة من السعودية والإمارات ومن قطر وجميعها مشاركة في التحالف العربي الذي تقوده السعودية منذ مارس (آذار) في مواجهة الحوثيين وحلفائهم.
كما أعيد فتح ميناء عدن وتمكنت سفن من إنزال حمولتها. لكن المساعدات المنقولة جوا أو بحرا ليست سوى «قطرة في بحر» – بحسب وكالة الصحافة الفرنسية - نظرا للاحتياجات الهائلة للمدينة التي كان يعيش فيها مليون نسمة قبل النزاع الأخير.
وقال عدنان الكاف المتحدث باسم تحالف لجمعيات الإغاثة: «المساعدات غير كافية بالنظر إلى الاحتياجات الكبيرة وهي بالكاد ستساعدنا على تخفيف المأساة التي نواجهها». وبدأت الجمعية، الأحد، توزيع المساعدات السعودية في حي الشيخ عثمان بمعدل 15 ألف حصة غذائية يوميا.
وأعلنت السعودية في 13 مايو (أيار) الماضي مضاعفة مساعدتها إلى اليمن إلى 540 مليون دولار. وكانت الأمم المتحدة أعلنت في يوليو الفائت أنها لم تتلق سوى 13 في المائة من أصل 1.6 مليار دولار تحتاجها هيئات الإغاثة لمساعدة سكان اليمن المنكوبين.
وقال ناصر باجنوب رئيس جمعية التكافل الإنساني التي تعمل مع الأمم المتحدة أن ثلاث سفن استأجرها برنامج الأغذية العالمي أنزلت منذ 21 يوليو 7 آلاف طن من المساعدات. وأضاف «بدأنا قبل يومين توزيع المساعدات على 7 آلاف عائلة، ونتمنى أن نصل إلى 26 ألف عائلة». وأضاف «ليست هناك صعوبات محددة تواجهها عملياتنا في عدن لكن لا يمكننا الوصول إلى سكان باقي المحافظات الجنوبية مع استمرار المعارك».
وتخوض المقاومة الشعبية الموالية لهادي معارك عنيفة مع الحوثيين أثناء محاولتها التقدم باتجاه الشمال.
بعض الوزراء عادوا إلى المدينة التي قام بزيارة خاطفة إليها رئيس الوزراء خالد بحاح السبت الماضي، مؤكدا أنها زيارة رمزية بهدف تأكيد تحرير عدن وعودة الحياة إلى طبيعتها فيها.