تشهد العاصمة القطرية اليوم مباحثات متعددة الأطراف، تجمع دول مجلس التعاون الخليجي بكل من الولايات المتحدة وروسيا، وتهيمن على المباحثات أوضاع المنطقة، وخصوصا الحرب على الإرهاب والأزمتين السورية واليمنية، والدور الإيراني بعد الاتفاق النووي، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الإثنين (3 أغسطس / آب 2015).
في حين أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أمس، أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير سيصل إلى موسكو منتصف الشهر الحالي ليبحث الزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى روسيا، أواخر العام الحالي.
ويلتقي اليوم وزير الخارجية الأميركي جون كيري بنظرائه الخليجيين، كما يعقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مباحثات مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووزير خارجيته خالد العطية، قبل أن يعقد لقاءً ثلاثيًا يضم لافروف مع نظيريه الأميركي كيري والسعودي الجبير.
وبعد أن كان كيري أعلن منذ أسابيع عزمه التوجه إلى الدوحة للقاء وزراء خارجية دول مجلس التعاون وبحث الملف النووي الإيراني معهم، تأتي مشاركة لافروف ليتسع النقاش حول التطورات في المنطقة.
ويحرص وزير الخارجية الأميركية على إعطاء تطمينات إضافية للدول الخليجية بشأن المفاعيل السياسية للاتفاق النووي الإيراني، وأكد في القاهرة، أمس، أن المنطقة ستصبح أكثر أمنًا بوجود هذا الاتفاق الذي يجرد حكومة طهران من إمكانية امتلاك سلاح نووي. وتقود الولايات المتحدة الحرب على الإرهاب، واعتبرت واشنطن أن خطر تنظيم "داعش" يمثل الأولوية القصوى في سياستها تجاه المنطقة. وهذا هو اللقاء الأول الذي يجمع وزير الخارجية الأميركية بنظرائه الخليجيين منذ الاتفاق النووي بين طهران ومجموعة «5+1»، التي تضم روسيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، الذي تم التوصل إليه في الرابع عشر من الشهر الماضي بشأن البرنامج النووي لطهران بعد 12 عامًا من المفاوضات المضنية.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الروس يعتزمون طرح تعاون خليجي لحلّ الأزمة السورية اعتمادًا على آلية مؤتمر «جنيف 1»، باعتبار العودة لهذه الآلية تمثل أحد المخارج للأزمة. وتلمح موسكو إلى أنها تسعى لإقناع الدول ذات العلاقة بالأزمة السورية، بتبني العمل بآلية تعطي الأولوية في الحرب على تنظيم "داعش" والمنظمات الإرهابية الناشطة في سوريا، عوضًا عن المساعي الحثيثة لإسقاط الرئيس السوري.
ويعتبر اجتماع اليوم محوريًا في طرح حلول ممكنة لمعالجة الأزمة السورية دبلوماسيًا. وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، قد صرح لوكالة «نوفوستي» الروسية، بأن «الجولة الثالثة من مشاورات موسكو بشأن التسوية السورية، يمكن أن تعقد قبل نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل».
وأضاف: «نحن لا نستبعد أيضًا أن تكون مشاورات (موسكو 3) جزءًا من عملية أوسع نطاقًا، وربما بمشاركة روسيا والولايات المتحدة، وبطبيعة الحال، نحن ندعم المشاركة الفعالة للأمم المتحدة في مثل هذه الاتصالات ممثلة بستيفان دي ميستورا ونائبه، ومن المرجح أن تجري المشاورات في نيويورك قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة».
وتلتقي المساعي الروسية مع التوجهات الأميركية في اعتبار خطر الإرهاب الأكثر إلحاحًا في المنطقة، وكان كيري قال لمجلس العلاقات الخارجية، وهو مؤسسة بحثية في نيويورك: «يجب أن نغير آليات الوضع في سوريا» للقضاء على تنظيم "داعش".
وأضاف كيري: «هذا الأمر من بين أسباب تفاوضنا مع تركيا في الأسابيع القليلة الماضية، وهناك الآن قدر من التغير فيما يتعلق بالأمور التي أصبح الأتراك مستعدين للقيام بها، وهناك تغير أيضًا في بعض الأمور التي نشارك فيها»، وعبر كيري عن أمله في استكمال مناقشات سابقة بينه وبين لافروف بشأن سوريا.
ويوم أمس، التقى وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية، في الدوحة، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى آن باترسون، التي استبقت وصول كيري إلى الدوحة.