عاد كرنفال «أوسّو» إلى سالف نشاطه بعد نحو أربع سنوات من الغياب، وتضمن فقرات تنشيطية واستعراضية متنوعة جعلت مدينة سوسة منطقة جذب للتونسيين والزوار من مختلف المناطق، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط يوم أمس الأحد (2 أغسطس / آب 2015).
ويتواصل المهرجان إلى غاية يوم 13 من الشهر الحالي في أجواء يغلب عليها المرح والسرور على الرغم من تعرض مدينة سوسة لهجوم إرهابي نهاية شهر يونيو (حزيران) الماضي، ما خلف 39 قتيلا و40 جريحا جلهم من السياح الأجانب.
وبخصوص عودة المهرجان إلى النشاط من جديد، قال على المرموري أمين عام جمعية مهرجان أوسو في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن هذه التظاهرة غابت لسنوات لأسباب أمنية من جهة، ومادية من جهة ثانية، وهي اليوم تعود بنفس التوهج والتألق الذين عرفت بهما طوال سنوات وجودها التي تعود لأكثر من نصف قرن.
وأضاف قوله إن كرنفال أوسّو نجح في شد الانتباه بعد نحو أسبوع من انطلاقه، ونجحت سوسة على حد تعبيره في بعث رسائل طمأنة بالجملة لكل العالم تقول فيها: «هذه سوسة... هنا الفرح التونسي في جوهرة باقية على الدوام عروس المتوسط المضيافة».
وكلمة «أوسّو» تطلق على أشهر من موسم فصل الصيف وهو يمتد من 25 يوليو (تموز) إلى غاية الثاني من سبتمبر (أيلول) من كل سنة، وذلك حسب التقويم «القورقوري» الشمسي، وهو ما يعرف بالحساب الأول. ويتكون اسم «أوسو» من كلمتين أمازيغيتين هما «أوي» بمعنى «خذ» و«سو» بمعنى «عملية الشراب»، ويعرف موسم الصيف القائظ بالرطوبة العالية في المدن الساحلية مما يجعل الإنسان يفقد فيها كثيرا من السوائل والأملاح، وهو ما يتوافق مع إنهاء أعمال الزراعة والفلاحة ويتطلب الراحة والاستجمام وشرب كثير من الماء.
ويرتبط موسم أوسو بعدة عادات وتقاليد، من بينها تناول أكلة العصيدة بزيت الزيتون مع طحين الحلبة مع كوب من حليب الماعز المالطي والتي تشتهر بها مدينة سوسة قديما ويعتبر زيت الزيتون في هذا الموسم من أهم الأغذية التي يفرط في تناولها لمساهمته الفعالة في تقوية العظام واسترجاع الأنفاس.
وسجلت تظاهرة هذه السنة حضور مشاركين أجانب من فرنسا وروسيا والصين، وهي مشاركة دولية مهمة، خصوصا بعد الهجوم الإرهابي الذي شهدته المنطقة السياحية بسوسة. وشاركت في استعراضات أوسو إلى حد الآن عدة فرق استعراضية من الصين وروسيا وفرنسا إلى جانب مشاركة فرق النحاسية والاسطمبالي وفرق العيساوية.
وتضمّنت الدورة الجديدة عددا كبيرا من العربات والفرق الموسيقية والفرق النحاسية والتراثية والعروض الراقصة والمجسّمات العملاقة. وقدّر منظّمو المهرجان عدد المشاركين في العرض الافتتاحي بأكثر من 150 ألف شخص قدموا من كل المدن التونسية فضلا عن مشاركة الزوار الجزائريين وعدد من الأجانب.
وامتدّ مسار الكرنفال على مسافة فاقت الكيلومترين وانطلق من رصيف الفنون قرب ميناء سوسة وعلى طول كرنيش سيدي بوجعفر مرورا بساحة المدن المتوأمة، وتضمن الاستعراض عربة «بابا أوسو» التي تجرها الخيول إذ اعتلاها مجسم لرجل ملتحٍ ذي شعر طويل في تجسيد لإله البحر «أغسطس»، وعربة «خيرات البحر» وعربة السياحة وعربة الثقافة بالإضافة إلى كثير من العربات الأخرى.
وقدم الكرنفال تظاهرة احتفالية أطلق عليها رواد المهرجان شعار «لا فياستا» (الحفل) تم خلالها تقديم مذاقات أوسو المتمثلة في أكلات تونسية يتولى إعدادها عدد من الطهاة العالميين وسيتم تحضيرها بمنتجات بيولوجية، وذلك بالتعاون مع إحدى الجمعيات المهتمة بفنون الطهي.
وسيكون حفل الاختتام يوم 13 أغسطس (أب) الحالي بإطلاق الشماريخ في شاطئ بوجعفر تحت عنوان «عرس البحر».