هو نبيل رجب، الساعي لـ «صناعة الابتسامة في أشد لحظات المعاناة»، كما يعبر هو عن نفسه.

ورداً على سؤالنا له عن روح النكتة الحاضرة لديه باستمرار، وقدرته على المزاوجة بينها وبين نشاطه الحقوقي، رغم شديد المأساة التي تعيشها البحرين، يجيب «زوجتي باستمرار تقول لي: «مصختها، كل يوم نكت نكت»، وأنا هذه طبيعتي، وفي السياسة أنا أعمد لذلك من أجل تمرير رسائل معينة وأحياناً من أجل الترفيه عن الناس والتقليل من همومهم، فأنا أعرف حجم القهر والبؤس الذي يعيشونه، وأعرف حجم تأثير النكتة من قبل من يحبه الناس، وهذا الأمر طبقته منذ العام 2011، فمن رحم فترة السلامة الوطنية ولدت كلمة «الزلابيا» التي أصبحت كالأيقونة».

أما تفاصيل حكاية الزلابيا، فيوضحها بالقول «حكايتها بسيطة وهي في حد ذاتها نكتة، ففي مارس/ آذار 2011 كانت البلد تعيش أسوأ ظروفها، فالنشطاء اختفوا من على الشبكة العنكبوتية، وكنت لحظتها في جدال مع بحرينيين موالين للسلطة، حتى بادرني أحدهم بالسؤال: «ماذا تريد من كل هذا يا نبيل رجب؟ وهل تريد حكم البلاد؟ فأجبت: لا أريد إلا الزلابيا»، مضيفاً «بشكل عام، فإن وراء ذلك ثقافة تحركني، مضمونها السعي للفرح وإسعاد الناس عوضاً عن ثقافة الحزن والشعور بالظلم والسكوت».

وتعليقاً على القول بأن هذه الروح الممزوجة بالنكتة، جعلت منه معشوقاً للآلاف، يشير رجب بمزاح لزوجته الجالسة معنا: «اسأل زوجتي عن الشهرة»... ويواصل: «بعيداً عن المزاح، أقول إن حب الناس جميل جداً، غير أن لهذه الشهرة كلفتها وتعبها، إذ تدفعك لعدم القدرة على العيش على طبيعتك، فمثلاً، يتسبب لباسي في خوضي لعراك مع زوجتي، فأنا شخص عادي بسيط نشأت في المنامة وفي مجتمعات مختلطة، وعشت سنوات في الهند وسافرت كثيراً لدول غربية لسنوات وأنا رجل منفتح، أحترم مجتمعنا المحافظ وأضع ذلك في عين الاعتبار»، ويتابع «في مسألة تكاليف الشهرة، يشكو أفراد أسرتي من ندرة تواجدي معهم، حتى أنهم يقولون إننا نراك في السجن أكثر من خارجه».

ويستدرك «رغم ذلك، فأنا وعائلتي عائلة بن رجب فخورون جداً بالعمل الذي أقوم به، ونقدر عالياً محبة الناس، ومن يختلف معي من أفراد عائلتي يناقشني فأنا تحت الرصد والمراقبة دائماً وليس من قبل الحكومة وحسب، بل حتى من قبل زوجتي، التي تنبهني لتجاوزات ارتكبتها هنا وهناك»، ويواصل «أنا بين حكومتين، الزوجة هي الأشد، وهي تتفق مع الحكومة في شيء واحد: أن نبيل رجب يجب أن يكون دائماً ممنوعاً من السفر عدا السفرات العائلية».