عندما تريد ان تكتب ولا تتمكن من حصر الموضوع في القالب الذي تريده، وتواجهك الهواجس والممنوعات من كل صوب، وتتداخل المواضيع مع بعضها البعض، وخاصة انت ترى الكتابات الصيفية للآخرين غير مُبهجة، وذات مواضيع مُشتتة، ولا تقترب من الواقع الذي نُعانى منه بحِرَفية حاملي الهموم من الكُتاب!
وقد يكون بسبب حرارة الجو الخانقة التي تُذيب الكثير من الاحاسيس! أو بسبب الموانع وتضييق الخناق على من يكتبون وتحديد صلاحيات الكتابة في ابوابٍ معينة وشروطٍ لانهاية لها! في السياسات الخاطئة والمشاكل الآنيه الطازجة من فُرن البعثات الساخن والصاخب والانحيازات أو الامتيازات غير الشرعية لجهةٍ دون اخرى والتي تُغلق الافواه والادمغة لتصبح الحياة وابلاً من الصناديق التي تغطي اجسامنا وعقولنا وتفقدنا الدفة والاتجاه الصحيح للرؤية.
ومع التكرار في اعادة المواضيع والهموم والمشاكل نفسها منذ عشرات السنوات، ودون ايجاد الحلول الجذرية العادلة لتغير الدفة، وتغير نوع الخطاب والكتابات، أو لاامكانية السخاء في اعطاء المزيد من الحرية للتعبير للقفز الى عوالم اكثر جدوى وفائدة، وانتقال الى عالمٍ آخر من حياتنا والتي كثر فيها ادمان البشر على المهدئات والمُسَكِنات، ووجدت اثناء بحثي في الانترنت ان المواضيع والفيديوهات التي يكثر اقبال الناس عليها هذه الايام هي تلك التي تحاول الرفع من الروح المعنوية للبشر والتي تُحفزهم على حُب الحياة ومقاومة الاكتئاب والاهتمام بنوعيتها وبألا يستسلموا لليأس.
ويبدو أن ظهور مثل هذه المواضيع بتلك الكثافة لهي دليل واضح على حالات الاكتئاب الشديد التي يعاني منها البشر في العالم عموماً، وكيف أن شكاوى الناس قد ازدادت وأصبحت العائلات تُعاني من الوحدة الداخلية الشديدة، والعيش كأفراد بسبب ازدياد حالات الطلاق والعزوبية والعنوسة (وآخر احصائيه وُجِدَ انه في السعوديه فقط توجد أربعة ملايين امرأة عانس!) كما ابتعاد الأطفال والكبار في العائلة الواحدة، وتفضيل الوحدة، وصداقات العمر نفسه على اللَّمة حول الاهل، وقد يكون احد اسبابها الأجهزة الحديثة من النقال وتوابعه وانشغال البشر بها.
حتى الأصدقاء تراهم يجلسون مع بعضهم البعض؛ ولكن عيونهم مُتعلقة بالنقال، وقد كنت اتمشى في أحد المولات، وشاهدت مناظر مُضحكة حقيقة من العائلات والاصدقاء التي تجالس بعضها البعض في (الكوفي شوب) ولكن يبدو أن الجميع فرادى مع النقال، لدرجة عدم ملاحظتهم لما يجري حولهم اطلاقاً. وحتى حينما بدأت أصور مقاطع لهم مع اطفالهم الصغار من الجالسين في كراسيهم المتحركه، وضعوا أمامهم جهاز نقال ينقل الكارتون بحيث لم يهتم أحد أو يلاحظ عملية التصوير، هل هو عصر التحولات الانسانية، من الجموع الى الوحدة والانغلاق (على السايبر) وتفضيل الكلام الفضائي على الارضي.
وما هو سر كل تلك التحولات؟ قد تكون احداها الرغبة في الحرية في الحركة والاختيار، من شيء الى آخر وبسلاسة ودون تدخلاتٍ من الآخرين وقد تكون الضجر من الحياة اليومية والروتين، أو أن تكون زهق الإنسان من نفسه وحياته واكتئابه، طالباً التجديد عَلَهُ يجد الحرية بين ثنايا الفضاء في وحدته ولا يلتمسها في من حوله بالارض أو يشعر بوجودها، فيفضل العيش بعيداً لينسى نفسه واكتئابه وضَجَر وغُربة هذه الحياة العصرية المُحبطة والتي يعيش فيها الأفراد ضائعين بين عالمين كلاهما مُر وغامض.
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 4712 - السبت 01 أغسطس 2015م الموافق 16 شوال 1436هـ
كله يهون
بس لاتدخل علينا داعش ومقال هادف ويطري القلب المهمومه والله
الله
الله سبحانه اعطى الناس الخير لاكن الكبار المسؤلين لايخافون الله وهم يعرفون انه كل شى امسجل عند الله وسيحاسبهم يعاملون الناس كله بالظلم ومعيشين الناس فى هم وغم والبلد بخير ويفضلون الاجنبى على المواطن واذا المواطن طالب بحقه مصيره السجن والتهمه اهانة الحكومة المشتكى لله